«كورونا» دق المسمار الأخير في نعش التعليم التقليدي؟
100 عام بين مدرسة المباركية ... و«مُلا أونلاين»
التعليم الإلكتروني يحل معضلة نقص الكوادر البشرية ويوفر مساحة أكبر من الإبداع والحرية
47 في المئة من وظائف اليوم ستختفي بعد 20 عاماً ومنها المعلم التقليدي مثلما اختفى الملا
من مسافة قصيرة من مدرسة المباركية القديمة، نقل الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم للصحافيين عبر دائرة الفيديو من قصر السيف أول من أمس، قرار تطبيق نظام التعليم الإلكتروني في المدارس، في خطوة تاريخية، فرضها انتشار فيروس «كورونا» المستجد، لتدخل بذلك مدارس الكويت إلى عالم التعليم الجديد، بقرار من مجلس الوزراء.
فبعد أكثر من 100 عام من تطبيق التعليم النظامي في الكويت، قفز وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور سعود الحربي بالتعليم إلى الفضاء الإلكتروني، وحرره من القيود التقليدية، والفصول الدراسية الأسمنتية، إلى نطاق واسع في عملية تفاعلية.
وعلى خطين متساويين قطعت الحكومة شوطاً في البناء الإلكتروني، من خلال عقد مؤتمر صحافي للمرة الأولى عبر دائرة الفيديو، والإعلان عن تطبيق التعليم الإلكتروني، بناء على قرار مجلس الوزراء، حيث كلف وزير التربية لوضع الضوابط والقوانين بشأن التعليم عن بعد، ويكون اختيارياً، وللطالب الحرية بأن يكمل السنة الحالية 2019- 2020 والحصول على الشهادة، بعد إنهاء الدراسة، وإذا لم يرغب الطالب باستكمال الدراسة عن بعد، ينتظر لغاية شهر سبتمبر، حسب قرار الوزارة السابق.
وفيما تواجه وزارة التربية نقصاً في أعضاء هيئة التدريس، أنقذ التعليم الإلكتروني الوزارة من معضلة نقص الكوادر البشرية، حيث توفر المنصات الإلكترونية مساحة أكبر من الإبداع والحرية في التعليم، فلا مجال للمعلمين ذوي الكفاءات المحدودة، وتمنح باباً واسعاً للمعلمين المبدعين، عطاء أكبر بتدريس أعداد كبيرة من المتعلمين، من دون اكتراث بالجدول الدراسي المحدد وتعقيداته، حيث وضع «كورونا المسمار» الأخير في نعش التعليم التقليدي.
وفيما يرى كثيرون أن نظام التعليم الحالي تقليدي وعقيم، ولا يخرج أفضل ما في الطلبة، سيفتح التعليم عن بعد آفاقاً واسعة للتفكير والإبداع، وسيقوم الطلبة بوضع أهدافهم الدراسية في كل فصل دراسي، والمدرس لن يكون ملقناً، بل موجه يساعد الطالب على اختيار أهدافه ومتابعتها بشكل يومي، حيث تقوم فلسفة التعليم الإلكتروني على بناء المهارات الأساسية في التواصل، واكتساب المعرفة والثقة بالنفس، ومهارات العمل الجماعي وفن القيادة، وخلق جيل من الطلاب، لديهم شعور بالمسؤولية والثقة بالنفس، والقدرة السريعة على التعلم بسرعة والمنافسة بقوة في المستقبل.
وتأتي خطوة التعليم عن بعد، في ضوء أن أغلب ما يتعلمه الطلبة في المدارس لن يكون له علاقة بمستقبلهم، ولا في سوق العمل، حيث تشير دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن 47 في المئة من الوظائف التي نعرفها اليوم ستختفي بعد 20 عاماً، ومنها المعلم التقليدي الذي سيختفي، مثلما اختفى الملا.