تركي العازمي / العالم المجهول!

تصغير
تكبير
العالم يتغير من حولنا وتحركنا معه ساعة عقاربها تتحرك بسرعة ونحن في بطء نمشي ومشينا أقرب بالوصف لسرعة السلحفاة.
يموت إخواننا في شتى بقاع المسلمين، ولا تجد الأيادي المخلصة سوى الدعاء للمنكوبين ومن لا حول ولا قوة لهم... وإننا على يقين بأن الله عز شأنه سينصر المظلوم ويحق الحق، ولو بعد حين.
هذا هو العالم المجهول من حولنا باتت معالمه غير واضحة ومع كل إشراقة شمس يوم جديد، يستجد على الساحة ظرف غريب نجهل معطياته على المستويين المحلي والعالمي. وبما أن المستوى العالمي يتحكم فيه أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي فإننا سنتركه لرجاله المختصين وسنتوجه إلى الغرابة التي يعيشها وضعنا المحلي.

النائب عبداللطيف العميري يقول إن التشكيل الحكومي يجب أن يكون التغيير المقبل فيه 50 في المئة من الوزراء... والكتل الثلاث ستجتمع لبحث رأيها في شأن التشكيل الحكومي.
غريب أمرنا فالكتل تجتمع، وهي لا تشكل الغالبية، ولا نعلم إن كان بحثها التشكيل الوزاري رأي بقية النواب أم لا.
من أين لنا بوزراء جدد وهل سنظل نبحث عن تشكيلة وزارية جديدة، ونحن نعلم أن المشكلة تكمن في الجهاز التنفيذي الذي افتقد لروح القيادة السليمة، نظراً إلى غياب التخطيط الاستراتيجي وتباين وجهات النظر بين الجهتين التشريعية والتنفيذية؟
سبحان مغير الأحوال... سبحان الله عز وجل الذي يصرف الأمور ويبسط لنا الأمثلة الحية كي نتعظ، ولكن هيهات أن نفهم مجريات الأمور!
إن السبب فينا نحن البشر... فقد صار النواب في معترك مع قضايا مطروحة لم يساهموا في حلها وصرنا نسير مع العالم المجهول بغير دراية بالمتغيرات من حولنا.
إن ما يزعجنا وصفه بسيط وحله بعيد، فدولة صغيرة مثل الكويت لا يمكن أن تعاني من الأوضاع المتردية لو أوكل الأمر إلى أهله وأخذ البحث العلمي مكانته المفقودة، إذ إن الدول تبحث من منظور علمي محايد في مشاكلها بقصد حصر الإخفاقات والعمل على حلها من دون انحياز إلى جهة، كتلة، أو أي طرف آخر.
بلدنا يعاني من القصور يا سادة في مستوى الخدمات، لأن الأداء التشغيلي لأعمال الجهة التنفيذية في مؤسسات الدولة غير مبني على قاعدة الثواب والعقاب، وقد يصل الأمر بأن تتم ترقية المخطئ ومعاقبة المصيب، وهذا يعود إلى جهلنا الكبير في فن الإدارة والقيادة السليمة.
هاتوا مناخ عمل سليم، وفروا خطة عمل محددة بتواريخ، أزيحوا عنا الفاشل وأحضروا الناجح كي يدير عمل المؤسسة، وضعوا لنا ضوابط تشجيعية للبحث العلمي وحوافز للمبدعين الغيورين على أوضاعنا.
تغيّر التشكيل الحكومي أم بقي على ما هو عليه مع تغيير يطول الوزراء الذين شهدت لهم الأحداث بالتقصير في أداء مهمتهم فإن علينا الابتعاد عن العاطفة ولنحكم لغة العقل لتكون هي السائدة. ويكفي طول الانتظار... والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي