مواطنون عبروا عن أحاسيس مختلفة وهم يرون الكويت للمرة الأولى صامتة لا حس فيها ولا حركة

الليلة الأولى... مزيجٌ من الألم والملل والاكتشاف

تصغير
تكبير

محمد الشمري: الدقيقة الأولى لانتهاء وقت الحظر كانت أهم مشهد حرصت على توثيقه

سعد العازمي: مشاجرات أولادي وشكاواهم إليّ أبعدت الضجر وجعلت الوقت يمر

عبدالرحمن الفاضل: مع الدقائق الأولى  لانتهاء الحظر اتجهت لديوانية أبناء العم

خالد الخباز: الحظر أعادنا للمناخ الأسري الذي كانت تفتقده غالبية الأسر الكويتية

بدر الصانع: أمضيت الليلة بصحبة هاتفي والانتقال من لعبة لأخرى وتصفح النت

عبدالله الخشم: فضلت وأسرتي قضاء أول ليلة في المزرعة

عبدالله العنزي:  الهروب إلى النوم  كان وسيلة لكسر  ساعات الحظر

سعد الظفيري: استغللت الظرف لغرس فكرة دراسة الطب  في نفوس أبنائي


تباينت آراء المواطنين في موقفهم من قرار حظر التجول، بعد الليلة الأولى التي قضوها في بيوتهم، معبرين عن أحاسيس مختلفة وهم يرون الكويت للمرة الأولى صامتة لا حس فيها ولا حركة، فيما قالوا إنهم قضوا ليلتهم ما بين مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة الأخبار والتعليقات، والسهر مع الأسرة ومتابعة الأفلام والمسلسلات، فيما كان المشهد الذي انتظره الجميع هو أولى دقائق انتهاء الحظر فجر أمس، حيث انطلق الشباب للشوارع يكسرون الحاجز النفسي الذي عاشوه خلال ساعات الحظر.
«الراي» التقت عدداً من المواطنين الذين سردوا بعض ما عايشوه في أول ليالي حظر التجول الذي يمر على الكويت للمرة الأولى في حياتهم، فأكد محمد الشمري أن الالتزام بقوانين الدولة خصوصاً في مثل هذا الوقت والظروف أحد أهم الأعمال الوطنية التي يحتاجها البلد الآن، فحظر التجول كان مطلباً شعبياً قبل أن يكون قراراً حكومياً، لتجاوز الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والعالم، مبينا ان «الاستعداد الذهني والنفسي للحظر جعل الجميع مهيئين لتقبله والتأقلم معه».
وأضاف «مع بداية الحظر بدأت التجول في هاتفي ما بين مواقع التواصل الاجتماعي، أشاهد النكت والمقاطع التي أطلقها عدد من المواطنين للتعبير عن الحالة العامة للشعب، ومن ثم مارست بعض الرياضة في حديقة المنزل، بعد أن تم إغلاق الأندية الصحية التي كنت معتاداً على ارتيادها، ثم تابعنا خطاب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وبعد ذلك كانت هناك سهرة مع الأُسرة».


ولفت الى أن «السكن في بيت العائلة، ووجود إخوتي وتجمعنا في الديوانية، لم يشعرنا بوقت الحظر حيث مر سريعاً، ورغم أن كل الحاجيات التي نرغب بها متوافرة لدينا، إلا أن الدقيقة الأولى لانتهاء وقت الحظر كانت أهم مشهد حرصت على أن أراه وأن أجلس في الحديقة أمام الديوانية، لمتابعة الحياة تدب في الشارع من جديد، بعد أن كنت أسمع أصوات أغصان الشجر».
وأعرب عن شكره لجهود مؤسسات الدولة لحفظ الأمن والصحة وسلامة المواطنين والمقيمين، «حيث رأينا رجال الأمن يجوبون الشوارع لتطبيق القانون وحماية ممتلكات الناس، سائلين الله أن يزيح هذه الغمة وأن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها وكل المقيمين على أرضها».
بدوره، قال سعد العازمي إنه «من المعتادين على الخروج والتواصل مع الشباب والديوانيات، ووجدت نفسي فجأة حبيس البيت، وهنا كانت المفاجأة، فظننت أني من الصعب أن ألتزم الحظر، خصوصاً أن غالبية الديوانيات التي اعتدت على زيارتها قريبة مني، وأسير لها على الأقدام في نفس الشارع، ولكن وجدت الالتزام الكامل من أهالي المنطقة بإغلاق ديوانياتهم والجلوس مع عوائلهم، ما دفعني للتأقلم مع الوضع. وفي بداية الامر كان مزعجاً، ولكنه أمر لابد منه، وهنا اتجهت إلى إشغال نفسي في بداية الأمر في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب، ومن ثم جلست مع أسرتي وأبنائي، واعتدت على ازعاج الأطفال الذين وجدوا مساحة كبيرة للحديث معي، ولم يدعوا لي مجالاً للملل، حيث إن كل عشر دقائق استمع لشكوى ولد من الآخر حتى منتصف الليل».
من جهته، قال عبدالرحمن الفاضل «للمرة الأولى في حياتي أرى شوارع الأحمدي خالية، والناس في بيوتهم وتسمع ضحك وصراخ الأطفال، والصوت يرد صداه في الشارع، ونسمع صوت أذان المسجد دون ازعاج السيارات، فكانت الصورة شيئا من الخيال»، مبينا أن «الالتزام بالحظر كان واجبا لذلك التزمت في البيت، رغم أني من المعتادين على السهر خارج البيت في ديوانيات الأصدقاء وأبناء العم».
وأضاف الفاضل أنه أشغل وقته في لعبة «بوبجي» مع الأصدقاء، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، للاطلاع على أحدث النكت والتعليقات على الحظر، ومع الدقائق الأولى لفك الحظر اتجهت الى ديوانية أبناء العم لكسر الروتين، «فالجلوس في البيت بالنسبة لنا كشباب أمر صعب حيث اعتدنا على الحياة الاجتماعية مع الاخوة والاصدقاء، ولكن هو أمر لابد منه ونؤكد التزامنا به».
وأشار خالد الخباز إلى استغلال أول يوم حظر في الاستماع إلى طموحات صغاره المستقبلية، لافتا إلى ان «الحظر الجزئي أعاد المناخ الأسري إلى عهده السابق، وهذا ما كانت تفتقده غالبية الأسر الكويتية في السنوات الأخيرة».
وأضاف «هناك أشياء كثيرة كنا لا نستطيع القيام بها لسرعة رتم ( نمط) الحياة، ومن أبرزها قراءة الكتب المفيدة وهذه فرصة جيدة لنستعيد ممارسة هواية القراءة».
 من جانبه، قال أحمد اليوسف «على الرغم من قسوة الحظر في أول أيامه، كوننا لم نتعود على مثل هذه الإجراءات، إلا أنه على قلوبنا مثل العسل، طالما سيساعدنا في الحفاظ على عائلاتنا». وأضاف «الحكومة تعمل بقدر وسعها وتسخر جميع امكانياتها للقضاء على هذا الفيروس، ويتبقى علينا كواطنين ومقيمين مساعدتها في تجاوز هذه الأزمة، ولعل كلمة صاحب السمو حددت الخطوط العريضة التي يجب علينا السير على ضوئها للانتصار على هذا الوباء».
وقال بدر الصانع «أمضيت الجزء الأول من أولى ليالي الحظر بصحبة هاتفي والانتقال من لعبة إلى أخرى، إلى جانب تصفح بعض المواقع التي تعرض آخر المستجدات في شأن فيروس كورونا، وكذلك كان للأفلام الأجنبية قسم من الوقت».
ورأى عبدالله الخشم أن تجربة الحظر أظهرت التزام المواطنين والمقيمين بقرار مجلس الوزراء، مشيرا إلى تقبل الجميع فكرة الحظر بصدر رحب رغم معاناة البعض لتعطل أعماله. وقال الخشم «فضلت أنا وأسرتي قضاء أول ليلة في المزرعة أنا وعائلتان وكانت ليلة جميلة هادئة بعيدة عن صخب المدينة».
أما عبدالله العنزي، فقال إنه قضى اليوم الأول للحظر بين مشاهدة الأفلام والنوم، واضاف «اكتشفنا منذ الساعات الأولى عدم وجود (روتين) لذلك كان الهروب إلى النوم. كما انها فرصة للالتقاء مع الأبناء، ومعرفة أفكارهم وتطلعاتهم كما ناقشنا أزمة (كورونا ) وأثرها على صحة الإنسان».
من جانبه، قال سعد الظفيري «حرصت على الحديث مع الأبناء حول مرض كورونا، وأثره على الصحة العامة، بالإضافة إلى تبيان جهود الأبطال في الصفوف الأمامية لغرس فكرة التوجه نحو الطب في نفوسهم، وهو ما عززه الجهود المشرفة للكوادر الطبية والأمنية خلال هذه الأزمة».
بدوره، قال خالد العنزي، استغللت اليوم الأول في القراءة، مشيرا إلى أنه كانت فرصة للجلوس مع الأبناء ووضع خطة لنشاط ثقافي وترفيهي وتعليمي، لافتا إلى أن هذه تجربة استثنائية على الجميع وسيكون لها أثرها على المجتمع والأسرة في المستقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي