آخرها «My Secret Terrius» الكوري الذي يتحدث عن «تصنيع الفيروس»
الصدفة... هل تلعب دورها في تناول «كورونا» درامياً؟
المسلسل الكوري يتناول «كورونا» بالاسم ويتحدث عن استهدافه للجهاز التنفسي
فيروس متحول... عدّله أحدهم كي يزيد معدل الوفيات إلى نحو 90 في المئة
«بِذا قضتِ الأيامُ ما بين أهلها... مصائب قومٍ عند قومٍ فوائدُ»!
لعل بيت الشعر هذا للشاعر العربي أبو الطيّب المتنبي ينطبق أيما انطباق على ما يجري حالياً من أحداث مُفزعة يشهدها العالم بأسره، إثر تفشي وباء «كورونا» المستجد.
ففيما يعيش سكان المعمورة على أعصابهم، متأرجحين بين الأمل واليأس، والترقب لما ستحمله الأيام المقبلة من بشائر تزف لهم السرور، أو أخبار قد تكون مروعة، لا سمح الله، إذا ما استمر الوباء في التفشي والانتشار، يعيش على الجبهة الأخرى صنّاع وأبطال الدراما والخيال العلمي أياماً استثنائية في حياتهم المهنية، خصوصاً بعدما صدقت أطروحاتهم، التي سبقت عصرها وتناولوها قبل سنواتٍ طوال في أعمالهم التلفزيونية والسينمائية، ولسان حالهم يقول: «ما حذرنا منه في الخيال، أضحى واقعاً ملموساً على الأرض»، فيما لا تغيب نظرية المؤامرة عن أذهان الكثيرين ممن يتساءلون «كيف علموا؟».
منذ بدء الأزمة، تم التطرق إلى الكثير من الأفلام والروايات والمسلسلات التي تحدثت عن موضوع انتشار فيروس شبيه إلى حد كبير بـ«كوفيد - 19»، ومنها ما تكلم عن نشأته في الصين، ومنها ما تناول موضوع إنتاجه بشرياً. إلا أننا سنسلط الضوء على المسلسل الكوري الجنوبي «My Secret Terrius»، الذي أنتجته شركة «MBC» الكورية في العام 2018، ويُعرض عبر منصة «نتفليكس».
تم تداول مقطع من العمل أخيراً، ويتحدث بصراحة عن تطوير فيروس «كورونا»، عبر إحدى شركات الأدوية الكبرى.
في المقطع، نشاهد حواراً يدور بين Yoo Ji-yeon، عميلة الاستخبارات (NIS)، وبين طبيبة عن فيروس قاتل، في ظل وجود رجل ملقى على السرير والدماء تسيل من أذنيه.
تقول الطبيبة «علينا أن نبحث أكثر، يبدو مثل فيروس كورونا المتحوّل»، لتسألها Yoo Ji-yeon: «كورونا؟ متلازمة الشرق الأوسط التنفسية؟»، فتجيبها الطبيبة: «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، سارس، الإنفلونزا الشائعة. جميعها من العائلة ذاتها ولها المعلومات الجينية ذاتها. فيروس كورونا يهاجم الجهاز التنفسي، حيث انتشر مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2015، فاق معدل الوفيات 20 في المئة».
هنا تطرح العميلة سؤالاً جديداً «لكن هذا ليس خطيراً لدرجة استخدامه كسلاح، صحيح؟»، ليكون الرد من الطبيبة حاسماً «كما قلت، هذا فيروس متحول. عدّله أحدهم كي يزيد معدل الوفيات إلى نحو 90 في المئة». وتضيف «الأمر الأخطر هو أن فترة حضانة فيروس كورونا من يومين إلى 14 يوماً. تم التلاعب بهذا الفيروس كي يهاجم الرئتين مباشرة خلال 5 دقائق من التعرض إليه».
وحين سألت الشابة الطبيبة عما إذا كان هناك علاج له، أجابت «ليس هناك علاج أو لقاحات متوافرة حالياً. من الصعب تطويرها. لكن...».
ينتهي الحوار هنا، لينتقل إلى مشهد آخر يبدأ بـ«لقاح كورس؟». سؤال يطرحه Kim Bon، الشهير بـ(Terrius)، العميل السابق لجهاز المخابرات الوطني، والذي جعلته الصدفة ينتقل للعيش بجوار «Go Ae Rin»، الأم لطفلين، فتأتيه الإجابة من Yoo Ji-yeon: «بعد انتشار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، استثمرت (سامغوك) للأدوية ثروة لتطوير لقاح. قد يتقدمون للحصول على براءة اختراع قريباً».
بعدها ينتقل المشهد إلى مكان آخر تتقطّع فيه الجمل بين «فيروس من صنع البشر؟»، «معدل الوفيات... 90 في المئة» و«يحضّرون لهجوم إرهابي بيوكيميائي. علينا اكتشاف الوقت والموقع».
هل هي صدفة إلى هذا الحد؟ أن يتم تناول التفاصيل بكل هذه الدقة من طريقة الانتقال مروراً بفترة الاحتضان، والأعضاء التي يستهدفها الفيروس في جسم الإنسان؟
إذا أردنا أن نُحسن الظن، فلا بد من العودة قليلاً بالتاريخ إلى العام 2015 حين انتشر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيث كانت كوريا الجنوبية إحدى أكثر الدول تضرراً منه وانتشر بسرعة كبيرة داخلها. وقد تكون الصدفة لعبت دورها فعلاً عبر إطلاق الكاتب Oh Ji-Young لخياله لبناء قصته على واقع عاشته بلاده قبل ثلاث سنوات من إنتاج العمل وقبل خمس سنوات من انتشار الوباء.
إلا أن ما يمكن ملاحظته، أن مشهد المصاب في العمل، يُظهره والدماء تسيل من أذنيه، علماً أن لا تقارير تحدثت عن ظهور مثل هذا العارض عند المصابين أو ضحايا الفيروس المستجد «كوفيد - 19».
أعمال... وفيروس
«بعد النهاية»
في الجانب العربي، يمكن ملاحظة أن المسلسل الخليجي «بعد النهاية»، الذي عرض في العام 2016، ويعاد عرضه حالياً، تطرّق إلى ظاهرة الموت المفاجئ، التي تصيب الشباب دون غيرهم بطريقة غريبة ولأسباب مجهولة، ما يجعل المسؤولين يتخذون خطوات جدية للبحث عن مسببات المرض وسُبل إيقافه لتجنب الوقوع في كارثة مدمرة. ويعتبر مسلسل «بعد النهاية» أول مسلسل تلفزيوني خليجي يتم بثه من خلال تطبيق، إذ يتكون من ثلاثة مواسم، كل موسم تلفزيوني يتكون من 12 حلقة.
والعمل من إخراج عباس اليوسفي، كما يشارك في نسج أحداثه عدد من المؤلفين الكويتيين الشباب، هم: بدر الجزاف وفهد الرحماني ودانة السريع ومحمد العنزي، في حين تولى بطولته، كل من جاسم النبهان وزهرة الخرجي وحسين المنصور وليلى عبدالله وعبدالإمام عبدالله وفيصل العميري وغدير السبتي ولطيفة المجرن وغرور وأحمد السداني ودانة المساعيد وعدد آخر من النجوم الشباب.
«الخطايا العشر»
أيضاً، تناول المسلسل الدرامي «الخطايا العشر» للكاتب البحريني حسين المهدي وإخراج مواطنه المخرج علي العلي انتشار وباء يشبه فيروس «كورونا» المستجد.
وتدور أحداث «الخطايا العشر» في إطار درامي اجتماعي حول الطبيب إبراهيم (عبدالله بوشهري) الناجح في عمله، والذي يقرر الذهاب في رحلة عملية إلى إحدى البلدان لعلاج المصابين من فيروس خطير، ويجبر زوجته على الذهاب معه، التي تكتشف أشياء في شخصيته تدفعها للرضوخ إلى مطالبه.
«Contagion»
عالمياً، يوثق الفيلم الأميركي «Contagion» (عدوى) من إخراج ستيف سوديربيرغ، انتشار مرض معد ومميت يهدد البشرية. ويتناول الفيلم أحداثاً تلت انتشار هذا المرض، وكيف سيحاول أشخاص النجاة والبحث عن علاج في مدينة معزولة.
وفي «Contagion»، الذي يؤدي بطولته كل من مات ديمون وغوينيث بالترو، سيقتل الفيروس الغامض عشرات الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم، بينما تحاول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وقف انتشار هذا الوباء. وسلط الفيلم الضوء على الخفافيش، معتبراً أنها أصل تفشي الفيروس، وهو الأمر نفسه الذي يحدث حالياً مع «كورونا»، الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية.