رأي قلمي

فكّر عشان الكويت..!

تصغير
تكبير

نحن نخطئ - وكثيراً ما نخطئ - في تفكيرنا بسبب الفجوة الفاصلة بين محدودية الإدراك وطلاقة الإرادة والطموح والتطلع، حيث إن استعداداتنا وتجهيزاتنا الفكرية وخبراتنا ومعلوماتنا كثيراً ما تكون غير كافية لتلبية طموحاتنا.
إننا لا ندرك إلا القليل من الأحداث والفرص السانحة والعقبات المعترضة، ومع هذا فنحن نتطلع إلى الحصول على أفكار إبداعية وغير محدودة في حل وعلاج مشكلاتنا، وهذا ما يجعلنا معرّضين للإخفاق غالباً، لأن العوامل التي تؤدي إلى وقوعنا في الأخطاء أثناء التفكير عديدة ومتفرعة.
إن وضعيتنا في عمليات التفكير التي نقوم بها يومياً تشبه الخرائط التي تدلنا وتهدينا للوصول إلى مكانٍ ما، والحل الذي نسعى إليه من وراء التفكير هو الوصول إلى مبتغانا وتحقيق غاياتنا، ولكن! إذا تساءلنا عن أسباب إخفاقنا في أحيانٍ كثيرة في الوصول إلى حل لمشكلاتنا، سنجد خطأ ما وقع معنا، قد يملك الواحد منا إمكانات ذهنية عالية، ولكنها مع ذلك لا تتناسب مع المشكلة التي يريد حلها، نظراً لضخامة حجم المشكلة وحاجتها إلى أناس من أصحاب العقول ذات القدرة الاستثنائية، وليس إلى شخص واحد.
معظم الناس لا يستخدمون التفكير دائماً، لأن في الأمور المادية المعتادة لا نحتاج إلى استخدام الفكر في إدراكها أو أدائها، مثلاً لو أردنا الذهاب إلى مكان العمل استخدمنا الوسيلة التي نستخدمها يومياً، ولم نشعر بأي حاجة للتفكير في تحقيق ذلك، ولكن حين تتعطل الوسيلة التي كنا نستخدمها، حينئذ سنستخدم ما لدينا من خبرات ومعلومات وإمكانات ذهنية لنعثر على بديل.
التفكير هو استعمال العقل في استثمارالمعلوم من أجل الوصول إلى مجهول. فنحن في أمسّ الحاجة إلى استثمار تفكيرنا اليوم حتى نسرع في القضاء على الوباء وتكون الكويت سبّاقة في القضاء على فيروس كورونا كما عهدناها سابقاً في كل المجالات.

m.alwohib@gmail.com
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي