كيف يكون وباء «كورونا»... عنقودياً؟!
صورة لتكدس العزاب في السكن (تصوير نايف العقلة)
تخيلوا وجود مصاب يقطن في غرفة داخل بيت صغير بمنطقة جليب الشيوخ!
البيت يسمى «سدس» لأنه بناء مخالف على سدس قسيمة مساحتها 750 مترا، كانت مخصصة لبيت واحد وقسمت إلى ست قطع! وعلى كل قطعة أرض مساحتها نحو 125 متراً، يرتفع بناء من ثلاثة طوابق، وفي كل طابق ثلاث غرف بمساحة «4×5» أو «5×5» وبيت الدرج وممر ومطبخ مشترك، و... حمام واحد مشترك!
في كل غرفة يوجد من 6 الى 8 أسرّة، وكل سرير منها مخصص لشخص أو لشخصين أحيانا بنظام «الشفتات»! جميعهم يستخدمون نفس المطبخ ونفس دورة المياه... يكفي أن يتمضمض المصاب في حوض الحنفية لينتشر رذاذ فمه في المكان والحمام الذي لا يتوقف استخدامه من قبل 24 شخصاً على الأقل طوال اليوم.
هذا في واحد من ثلاثة طوابق في بيت يقطنه نحو 75 شخصاً، بناؤهم متلاصق مع خمسة بيوت أخرى ليصل سكان قسيمة مساحتها 750 متراً الى نحو 450 شخصا، وربما أكثر اذا كانت الغرف تستخدم بنظام «الشفتات» فيكون هناك سكان ممن يعملون ليلا، وسكان ممن يعملون نهارا.
هذه «الفاشية» أو «الجائحة» المسماة «كورونا» لن تجد ظروفاً أفضل من هذه الظروف لتتفشى بشكل «عنقودي» مريع في المبنى والمباني المجاورة، وخصوصاً في ظل تراجع الوعي والحمامات المشتركة والرطوبة وطفح المجاري، وهنا... تكفي أيام ليحل «السيناريو المرعب» وتكون الجليب بؤرة للتفشي!