واضح

استبدلوا التجنيد بدورات الدفاع المدني!

تصغير
تكبير

في الأزمات والمصاعب لا يكون أمام المجتمع إلا الالتفاف حول المسؤولين، ودعمهم في مواجهة هذه الأزمات والمشورة وإبداء الرأي بصورة لا تؤثر على مسيرة العمل في وقت هذه المصاعب، إلا أن مسألةً مهمةً جداً يجب ألا يغفل عنها أحد وهي الاستفادة من الدروس والعِبر والتجارب التي تنتجها هذه الظروف الصعبة التي تمر بها هذه المجتمعات، وما هذا الظرف القاسي الذي تمر به بلادنا إلا أحد هذه المواقف التي تستوجب من الجميع الالتفاف حول المسؤولين، وشكر وتقدير جهود كل العاملين مهما صغر دورهم، وتقديم المشورة من دون تأثير على سير العمل الصعب في مثل هذه الظروف، والأهم استنتاج الدروس!
عندما تم سن قانون إعادة التجنيد الإلزامي كتبنا قبلها أننا في غير حاجة إلى مثل هذا التجنيد لشبابنا، وأنه اجترار لتجربة سابقة أظنها فاشلة، ونحن بأي جيش احتياطي مهما بلغ عدده لن نخوض حرباً مع أحد وفقاً لقواعد القوى الجيوعسكرية، وأننا ومجتمعنا أحوج ما يكون لتنشيط دورات الدفاع المدني لتعم كل أفراد المجتمع تمكناً وتدريباً.
مجتمعنا كله من دون استثناء يجهل التعامل مع الحرائق وأنواعها وكيفية إطفائها، ولا أظن أحداً يجيد استخدام طفاية الحريق أو خرطومه الذي يوجد في كل مبنى! لا أحد منا يجيد التعامل مع حوادث المصاعد مثلاً، التعامل مع الكهرباء والغاز وغيرها من الأشياء التي نعايشها وتعايشنا، دورات الدفاع المدني التي تعلمك كيفية استخدام سلاح خفيف مثلاً وكيفية التعامل مع حوادث الدنيا المتكررة أهم بكثير من التجنيد الإلزامي وأكثر فائدة منه للمجتمع.
دورات الإسعاف الأولية والتعامل مع الإصابات واستخدام بعض الأجهزة والأدوات الطبية، هو ما تحتاجه المجتمعات اليوم، تخيل لو أن كل فرد ملزم بأخذ دورة مثل هذه ويلزم أيضاً بدورة تنشيطية كل سنة مدتها أسبوع واحد يمرن خلالها على مهارات مدنية طبية لمواجهة الحوادث، لتشكلت عندنا خبرات متراكمة في المجتمع.
اليوم تفتح الحكومة باب التطوع لمواجهة ما تمر به البلاد حالياً، لكن السؤال: بماذا سيتطوع شعبنا؟ فبأي المجالات ممكن الاستفادة من عموم المواطنين عدا المتخصصين طبعاً؟
عوداً إلى البداية، المقال ليس نقداً بقدر ما هو استنتاج للدروس والعِبر من الحوادث مستقبلاً، وأظن أننا بحاجة ماسة الآن إلى جهد حكومي شعبي ببيان أصول الإسعاف الطبي المبدئي، وكيفية التعامل مع بعض الحالات المرضية داخل البيوت، وكيفية الاستعاضة عن بعض المنتجات لو فقدت من السوق، بعض التقارير العالمية مرعب جداً، ويصوّر جزءاً من القادم المحتمل بسقوط الأجهزة الطبية البشرية في بعض الدول، وعدم مقدرتها على مجاراة الحالات، حينها نحن بحاجة إلى مواجهة هذا الحادث المحتمل بجهودنا الشخصية داخل البيوت، ووقتها سنحتاج يقينا لمعرفة أصول الإسعاف الطبي والتعامل مع بعض الحالات.

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي