رأي قلمي

خواطر كورونية...!

تصغير
تكبير

كلنا نعلم أن المستقبل غيب، وأن الأمر كله بيد الله - سبحانه وتعالى - لكنه يطلب منّا إلى جانب ذلك أن نأخذ بالأسباب، ونحاول دراسة أي خطوة نريد أن نُقدم عليها.
في هذا الوقت الحرج على كل أسرة واعية ومدركة خطورة ما تمر به البلاد من انتشار الوباء، أن تعقد اجتماعاً مطولاً يتخلله شرب بعض المشروبات الساخنة التي تقوي من مناعة الإنسان، وأكل شيء من المأكولات المنزلية التي تقضي أو تحد من انتشار الفيروس بين أفراد الأسرة، ويكون الحوار بين الأبوين والأبناء حول مستقبل الأسرة الصحي، وكيف يمكن أن تجعل من نفسها أسرة نموذجية يقتدي بها أفرادالعائلة والناس المقربون والجيران.
ننصح بأن يبدأ الحوار باستذكار النِعم، وكيف كانت الأوضاع في البلاد قبل دخول وانتشار الوباء، ويتصف الحوار بالاتفاق بين أفراد الأسرة على دراسة كل خطوة تريد الإقدام عليها دراسة جيدة، حتى تتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة قدر الإمكان، القرارات التي تزيد من وعي وإدراك أفراد الأسرة بخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد.
بالتأكيد هذا شيء جيد وصحيح، وهناك شيء آخر أشار إليه قول الله - تعالى - «وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى»، أي أننا إذا اتقينا الله - تعالى - فإن نهايات أمورنا ستكون خيرة وطيبة في الدنيا والآخرة.
هناك أشياء كائنة وأشياء ينبغي أن تكون، ولا بد من معرفة الفرق بينهما، فهذه قضية مهمة وحيوية للفرد والأسرة والمجتمع والدولة وكل مؤسسة، إن الأسرة مهما كانت واعية ومدركة وملمة بطرق وأساليب الوقاية من الوباء، فإن أمامها الكثير من العمل لتجنب الوقوع بمصيدة الفيروس، وإن الكمال شيء تتطلع له كأسرة حريصة ومهتمة بأمر الوطن والمواطنين والمقيمين، لكن يظل شيء منها خارج التناول.
إن أهم ما يمكن أن تتأمل فيه كل أسرة كويتية أو مقيمة على أرض الإنسانية والصداقة هو أوضاعها الحاضرة على مستوى اللجوء إلى الله، والتثقف بأمور الوقاية وطرق العلاج، وذلك لن يكون إلا من خلال الامتثال لقرارات الدولة والمكوث في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، ومن خلال التواصل والتحدث المستمر بين الأبوين والأبناء، لتفهم الأسرة وتستوعب وتتخيل الوضعية التي ينبغي أن تكون عليها إلى أن تنجلي الغمة بالقضاء على الوباء.
وفي الختام، نكتب بكل ثقة بأن الأسرة الواعية تحاول أن تفهم الأشياء من حولها على ما هي عليه من دون تضليل وتحريف، وألا تتسرع في نقل المعلومات أو تفسير الأوضاع والأحداث من خلال رؤى عوام الناس، لا بد من كل أسرة أن تستمع إلى التوجيهات والإرشادات من مصادرها الموثوقة ومن أهل الاختصاص. وعلى كل فرد من أفراد الأسرة أن يقرأ ويتعلم ما أسباب الوباء، وما العوامل التي تساعد على انتشاره، وما الاحترازات التي يجب اتباعها للتقليل من تفشي الوباء، «اللَّهمَّ إنّا نعوذُ بِكَ منَ البرصِ والجنونِ والجذامِ ومن سيَّئِ الأسقامِ».

m.alwohib@gmail.com
‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي