«كورونا» يعزل الكويت عن الخارج ... ويعطّل الداخل

دخلت الكويت اعتباراً من اليوم في حجر صحي كامل، بعد قرارات لمجلس الوزراء قضت بتعطيل الدولة بمفاصلها كلها، باستثناء المرافق الحيوية، في محاولة لتطويق انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث أعطت إجازة لمدة أسبوعين لكل دوائر الدولة في القطاعين العام والخاص، إضافة إلى تعليق رحلات الطيران الآتية والمغادرة من الكويت اعتبارا من منتصف يوم الجمعة حتى إشعار آخر، حيث تقتصر الرحلات الآتية على المواطنين القادمين وأقاربهم من الدرجة الاولى.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة طارق المزرم، في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع مجلس الوزراء مساء امس، إن المجلس اتخذ 5 قرارات مهمة، تمثلت في تعليق طيران الرحلات التجارية من وإلى مطار الكويت الدولي اعتبارا من منتصف ليل يوم الجمعة الموافق 13 مارس حتى إشعار آخر، بحيث تقتصر الرحلات المقبلة الى الكويت على المسافرين الكويتيين وأقاربهم من الدرجة الاولى، ويستثنى من ذلك طائرات الشحن، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الفيروس تضع بالتنسيق مع الجهات المعنيين، لائحة التفاصيل بالاجراءات المنظمة لتطبيق القرار، وتنظيم رحلات الطائرات الخاصة.
وأضاف المزرم أن المجلس قرر منع تواجد المواطنين والمقيمين داخل جميع صالات المطاعم والمقاهي، بما فيها الموجودة داخل مراكز التسوق، وإغلاق الاندية والمعاهد الصحية الخاصة. كما قرر اعتبار الفترة من اليوم الى يوم الخميس الموافق 26 مارس، اجازة رسمية على ان يستأنف الدوام الرسمي يوم الأحد 29 مارس. وكما كلف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية لإصدار قرار القواعد والاجراءات اللازمة لانتظام الفئات التي تكون اعمالها ضرورية لسير المرافق العامة التابعة لكل منها.

وذكر أن المجلس كلّف وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية، في خُطب الجمعة، التحذير من مخاطر التجمعات والتوعية بالاجراءات الاحترازية اللازمة لتجنب أسباب العدوى، داخل المساجد ودور العبادة بما يراعي الظروف الاستثنائية.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة الدكتور مصطفى رضا إن الوزارة، بمشاركة كل الجهات المعنية تبذل جهودا جبارة لمكافحة لتفشي وباء كورونا المستجد الذي ضرب أكثر من 120 ألف حالة حول العالم خارج الصين، مبينا ان «الكويت فيها 72 حالة، أغلبها قادمة من خارج البلاد أو مخالطون لمن جاء من خارج البلاد، وهناك أمران لا بد من معرفتهما أن الفيروس سريع الانشار بين البشر، وهذا مبين لكل الجهات الصحية فعدد الدول المصابة 113 دولة ومدة الحضانة من 2 إلى 14 يوما في الغالب، وتكون في بعض الاحيان أكثر من ذلك، ولهذا اتخذ مجلس الوزراء القرارات الحاسمة، ومنها إغلاق المطار كون الوباء وافدا، وكلما زادت الرحلات زادت حالة الوباء، لذلك اخترنا اغلاق المطار لمنع انتشار الفيروس ومنعنا التجمعات، وبعض هذه القرارات صعب ولكن مصلحة المجتمع أهم».
وأشار رضا إلى أن «من الضروري اتباع الارشارات التي تتخذها الدول والالتزام بالحجر الصحي لكل الدولة، وعلى الجميع الالتزام بالحجر الصحي والتوصية حتى لا نتعرض لخطر الإصابة بهذه الفيروس ويصعب تشخيصها.
بدوره، عبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء انس الصالح عن أسفه فيما نقل عن عدم التزام بعض الحالات بالحجر الصحي«وهذا التصرف يعرض صاحبه للمساءلة القانونية».
وأكد خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي ان«كل القرارات المتخذة المتعلقة بفيروس كورونا المستجد موقتة وتتغير بشكل يومي وفق الظروف والتداعيات».
وبيّن الصالح أن «القرارات التي اتخذت من ضمنها وقف الرحلات الجوية من منتصف الجمعة المقبل، وستصدر قواعد تنظيم عملية وخطط إجلاء المواطنين، ولا داعي للهلع فالمخازن مطمئنة جدا جدا، ولا يوجد قلق حول المخزون الاستراتيجي سواء الغذائي أو الصحي».
‏وأكد أن «الجهات الحكومية ستقف في وجه المتجاوزين برفع دعاوى على من يطلق الإشاعات وسنقوم برصد مَن يثير الهلع».