ما بين تعليق وتأجيل وانعقاد خجول
اجتماعات اللجان... وكأن بها حياء!
وصلت تداعيات فيروس «كورونا» المستجد إلى مجلس الأمة، وانعكست آثاره على آلية عمل اللجان البرلمانية، إذ قام بعضها بإلغاء الاجتماعات احترازياً، وفضلت لجان أخرى تعليق الاجتماعات، فيما اجتمعت فئة ثالثة من اللجان بأقل نصاب، ولسان حالها يقول «اجتماع اللجان كأن بها حياء، فلا تعقد إلا على استحياء».
فالراصد لواقع اجتماعات تلك اللجان خلال الأسبوع الجاري، يرى أن الحذر والتخوف من الفيروس ساهما في إلغاء وتعليق اجتماعات عدد منها، وأن اللجنة التي تجتمع لا يكتمل عقدها، فهناك من فضلوا التقيد بالإجراءات الاحترازية لوزارة الصحة، وأجّلوا الاجتماعات رغم إدراجها في الجدول، وآخرون ارتأوا تعليق الاجتماعات تحسباً لأي طارئ، وبعض النواب وهم القلة التزموا بحضور اللجان.
ومن خلال جدول الاجتماعات، بدا واضحاً أنها لم تجتمع بكثافتها المعهودة، ففي يوم الأحد الماضي، الذي جاء بعد عطلة الأعياد الوطنية، لم يدرج إلا اجتماع لجنة الميزانيات والحساب الختامي، الذي أجّل لأكثر من اعتبار، فيما ألغت لجنة الأولويات اجتماعها. وفي يوم الاثنين، تأجّل اجتماع لجنة تنمية الموارد البشرية، ولم يطل اجتماع لجنة البيئة الذي اقتصر على دعوة بعض النشطاء البيئيين. وعادت لجنة الميزانيات إلى الاجتماع منفردة يوم الثلاثاء، بحضور أربعة نواب من أصل سبعة. وأمس لم يكتمل نصاب اللجنة المالية وعقدت اجتماعاً فرعياً بعد حضور ثلاثة نواب فقط من أصل سبعة، واللافت أن هناك لجاناً مهمة اعتادت الاجتماع أسبوعياً، لم تعقد أي اجتماع هذا الأسبوع.
وأسرّ نواب لـ«الراي» بأنه «لا يمكن إنكار أن كورونا ألقى بظلاله على اجتماعات اللجان البرلمانية، لا سيما أن وزارة الصحة دعت إلى الالتزام بالاجراءات الاحترازية، وحذرت أكثر من مرة من اجتماع الأشخاص في قاعات أو غرف مغلقة، واجتماع اللجنة يضم نواباً وضيوفاً وموظفين، وحضانة المرض تستمر أسبوعين قبل اتضاح إصابة الشخص من عدمه».