قبل 189 عاماً نفّذ بيت كويتي الحجر الصحي في منطقة شرق لمواجهة العدوى الآتية من البصرة

الكويت هزَمَت الطاعون... وستنتصر على «كورونا»

تصغير
تكبير

يعقوب الغنيم لـ «الراي»:
حدث الطاعون في الشتاء وقضى على ثلاثة أرباع الكويتيين

- كان البحر أمامهم والصحراء خلفهم والطاعون عندهم فليس لديهم إلا الصبر

- حفر كبيرة حفرت لنقل الطين فأصبحت مقابر بالجملة تُملأ بالجثث

- الكويتيون سبقوا اتفاقية باريس لإنشاء مراكز صحية في المرافئ بأكثر من 60 عاماً

محمد راشد خرشان
لـ «الراي»: الكويت تعرضت لموجتين من الطاعون الذي كانت أعراضه مخيفة للمرء وشديدة جداً

- وصل مدى تفشيه إلى انخفاض التعداد السكاني بمقدار لا يقل عن الثلثين

- الطاعون يصهر بطن الإنسان فيخرج القيء من فمه

غنيمة الفهد لـ «الراي»:
الطاعون يشبه كورونا فكلاهما يضرب الجهاز التنفسي

- نفذ الكويتيون آنذاك حجراً صحياً فلجأوا إلى الشويخ وبنوا أكواخاً بعيداً عن قبلة وشرق

- أسر كاملة وعائلات اندثرت فقد كان أبناء العمومة يعيشون  في بيت واحد

- امتلأت المقابر الجماعية وتم حَفْر حُفر في الطرق لدفن الجثث

رغم فداحة ما خلفه الطاعون «الكوليرا» الذي ضرب الكويت في العام 1831، إذ قضى على قرابة ثلاثة أرباع الشعب الكويتي آنذاك، فإن رحمة الله شاءت، وبتماسك الأهالي، أن ينتصر الكويتيون في النهاية على هذا الوباء الذي أتى من البصرة، فيما كان ثمة وعي يسبق الأزمنة لدى بعض الأسر. فقد نفذ بيت في منطقة شرق حجراً صحياً، وأغلق بابه ولم يسمح أهله بالدخول أو الخروج لأحد، وعندما أصرت زوجة أحد أبناء هذا البيت على الخروج، جعلوها تخرج من سطح البيت، ولم تعد ثانية إذ وافتها المنية بسبب العدوى.
ومن عبق تاريخ الصمود الكويتي بوجه الطاعون، نستشرف أمل صمود كويتي جديد بوجه فيروس كورونا.
وفي ما يلي نتف من أقوال المؤرخين والباحثين الذين تحدثوا لـ«الراي» عن تلك الحقبة العصيبة من تاريخ الكويت التي قضت على أسر بأكملها، فيما لم يتبق من أسر أخرى سوى فرد واحد في بعض الحالات.
المؤرخ الدكتور يعقوب يوسف الغنيم قال إن «الحديث عن الطاعون الذي هجم على الكويت في العام 1831، وأباد كثيرين من سكانها حديث تحوطه أمور كثيرة، من حيث صعوبة وجود ما كتب عنه وندرته»، معتبراً أن «الكويت مرت بأوبئة في سنوات متعددة، ووباء الطاعون الذي حل في ذلك العام 1831 كان من أخطر تلك الأوبئة».
وأضاف الغنيم «ضرب الطاعون الكويت ونجد والعراق وكان اكتساحه واسعاً، لدرجة أنه أفنى أكثر السكان في هذه الأماكن»، لافتاً إلى أن «مقال الكاتب الفاضل الراحل أحمد البشر الرومي عن الأوبئة التي مرت بالكويت وما حولها، وصدر في كتاب صغير عنوانه (مقالات عن الكويت) وصدر عام 1968. وفي هذا المقال ما يمكن الإطمئنان إليه تاريخياً لعدة أسباب، منها عمق الباحث وصدقه في التعبير وأمانته في نقل المعلومات، لأنه استطاع أن يعايش بعض الأفراد من كبار السن، فيعرف عنهم صورة الحال التي كانت في الكويت خلال فترة تفشي الوباء فيها».
وذكر أن «الطاعون الذي ضرب الكويت في العام 1831، انتقل بصورة ما من البصرة من خلال السفن الآتية من هناك»، مشيراً إلى أن «الرومي نقل عن الشيخ عبدالعزيز الرشيد نصاً جاء فيه: أصيبت الكويت بطاعون عظيم قضى على عدد كبير من أهلها، حتى كادت تصبح بسببه قفراً يباباً، لولا أن المسافرين من أهلها لبثوا خارجها، ولم يعودوا إليها إلا بعد صفاء جوها من تلك الظلمة، رجعوا إليها ولكن وجدوا الطاعون قد فتك بكثير من نسائهم، فاضطروا إلى استقدام عوضهن من البلاد المجاورة، كالزبير ونجد وغيرها وبذلك حفظوا البلد من العدم والفناء، وفي أثناء تلك المعمعة أغلق أهل بيت في الشرق دارهم وادخروا فيها ما يكفيهم من طعام وشراب، ولم يسمحوا لأحد بالدخول عليهم خوفاً من تسرب العدوى، فكان هذا البيت جراء هذا التحفظ هو الوحيد في الكويت الذي لم يصب بالطاعون بضرر، غير أن امرأة منهم حاولت الخروج لتنظر ما أصاب أهلها، فأنزلوها بحبل من السطح ثم رجعت إليهم أخيراً فلم يفتحوا لها فرجعت أدراجها وقضى عليها، كما قضى على غيرها».
وأضاف الغنيم، ناقلاً عن الرومي «أعتقد أن فتك هذا الطاعون في الكويت لا يقل فداحة عما حدث في العراق وفي نجد، فالمصادر الشفهية تجمع على أن هذا الطاعون أفنى أكثر من ثلاثة أرباع أهل الكويت، فكانت الجثث تحمل إلى المقابر في أول الأمر، فلما استفحل أمر هذا الوباء واشتد وكثر الموتى، تركت الجثث في البيوت، إذ ليس هناك من يحملها إلى المقابر، وتروي بعض هذه المصادر أنه كان من حسن حظ بعض أحياء المدينة أن كانت بقربهم حفر كبيرة حفرت لنقل الطين، فأصبحت هذه الحفر مقابر بالجملة، تملأ بالجثث للتخلص منها ومن عفنها ومنظرها». وتابع «تقول الروايات إن أحد مشايخ الدين أشار على الكويتيين، في شدة الوباء، إلى أن يغادروا المباني والبيوت، فتركوها وابتنوا لهم أكواخاً في الشويخ، وكان القادم إليهم يسمع التهليل والحوقلة قبل وصوله إليهم بمسافة بعيدة، وبقوا أياماً في هذه الأكواخ والخيم يدعون الله». ويستطرد الغنيم في نقله عن الرومي، ويقول «حدث الطاعون في أيام الشتاء، وكانت سفن الكويت التجارية التي تسافر إلى الهند في مثل هذا الفصل من كل عام خارج الكويت، وكانت تحمل عدداً لا بأس به من الرجال... هؤلاء نجوا من شر الوباء، إذ صادف حدوثه في غيابهم... كان أهل الكويت في ذلك اليوم، كما قيل البحر أمامهم والصحراء خلفهم والطاعون عندهم، فليس لديهم إلا الصبر». وأضاف نقلا عن الرومي «يشاء القادر القدير أن يتلاشى المرض شيئاً فشيئاً حتى ينعدم قبل أن تنعدم الكويت، وإذا الأحياء من أهلها لا يجدون ممن يمت لهم بصلة القرابة إلا النادر القليل»، لافتاً إلى أن «مؤتمرين دوليين عقدا في البندقية عام 1892، وباريس عام 1894، لفتا الأنظار إلى خطورة انتقال الأمراض عبر الموانئ، وجرى التوقيع في هذا العام على اتفاقية نصت على ضرورة إنشاء مراكز صحية في المرافئ الرئيسية في الخليج العربي ومنها الكويت».
وزاد الغنيم «اهتمت حكومة الكويت منذ أن نشأ نظام الحجر الصحي، بالعمل على تفعيل هذا النظام والحرص على عدم اختراقه حفاظاً على الصحة العامة وبعداً عن الأمراض»، لافتاً إلى أن «ما مر بنا يدل على اهتمام الناس في الكويت قديماً باتخاذ الحيطة والاحتراز من الأمراض ذات الصفة الوبائية، وذلك بحسب ما ورد بخصوص البيت الكويتي الذي أقفل على أهله خوفا من تسرب المرض إليهم في العام 1831 مما يعني أنه حدث قبل إقرار اتفاقية باريس بأكثر من ستين عاماً». واختتم قائلاً «سارت وسائل الوقاية الصحية على خير وجه وبكل انتظام، إلى أن تطورت الخدمات الصحية العامة في البلاد وانتشرت في جميع جوانبها».
أما باحث الماجستير الكويتي في التاريخ الحديث والمعاصر بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الكويت، محمد راشد خرشان، فقال في تصريح لـ«الراي» إن «الكويت تعرضت لموجتين من الطاعون، حيث بدأت الأولى في الفترة من 1817 حتى 1824، في حين كانت الثانية من 1826 وحتى 1838، وكانت أعراضها مخيفة للمرء وشديدة جداً على البدن، ووصل مدى تفشيه بين الأهالي إلى انخفاض التعداد السكاني بمقدار لا يقل عن الثلثين كأقصى تقدير، جراء حالات الوفاة والهجرة ابتعاداً عن أماكن انتشار الطاعون».
وعن أعراض الطاعون ينقل خرشان، عن المؤرخ العماني بن رزيق، قوله «يصهر بطن الإنسان، فيخرج القيء من فمه والسلح (البراز السائل ) من دبره حتى يموت من إصابته في الحال، ومنهم من يموت بعد يومين أو ثلاثة أيام، ولم يسلم منه إلا القليل».
بدورها، أكدت الباحثة في التراث غنيمة الفهد في تصريح لـ«الراي» إنه «لم يكن آنذاك توثيق، ولم يصلنا سوى أن الطاعون ضرب الكويت مرتين. وبينما الموجة الأولى من الطاعون لم يصلنا عنها أي تفاصيل، لكن الموجة الثانية التي ضربت الكويت في عام 1831 فتكت بثلاثة أرباع الكويتيين، وأسر كاملة وعائلات اندثرت، فقد كان أبناء العمومة يعيشون في بيت واحد، ومن شدة المرض والكرب لم يكن يُسمع سوى بكاء الأطفال الذين سرعان ما كان الطاعون يقضي عليهم فيموتون».
وأضافت «الطاعون يشبه كورونا، فكلاهما يضرب الجهاز التنفسي ويوقف عمل الرئة، وكانت المقابر جماعية وتم حَفْر حُفر في الطرق بعد أن امتلأت المقابر، ولم ينجُ سوى عائلة واحدة فرضت حجراً صحياً على نفسها بناء على تعليمات أمهم العجوز التي كانت تقول إن فتحتم الباب سيأتيكم الموت، وعندما أرادت زوجة ابنهم أن تطمئن على أهلها أنزلوها من سطح الباب، وعندما عادت رفضوا أن يفتحوا لها وماتت مع أهلها». وختمت قائلة «نفذ الكويتيون آنذاك حجراً صحياً، حيث لجأوا إلى الشويخ وبنوا أكواخاً بعيداً عن قبلة وشرق».

10 أمراض أودت بحياة الملايين

الأوبئة... تاريخ معاناة البشرية

مرّت البشرية بسلسة طويلة أودت بحياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وكان لقلة الإمكانات الطبية وعدم التوصل لكثير من اللقاحات والأمصال الأثر الأكبر في عدم المقدرة في مواجهة هذه الموجات الحادة من الأمراض، وفي ما يلي استعراض لأهم عشر أوبئة مرت على تاريخ البشرية:

 شلل الأطفال

يُعتقد أن هذا المرض موجود منذ آلاف السنين. ويسببه فيروس يتنقل عادةً عن طريق الماء والطعام الملوثين، حيث يستهدف الجهاز العصبي البشري، مسبباً لأعراض تؤثر على الساقين عادةً ويؤدي إلى الشلل. في الولايات المتحدة، تفشى شلل الأطفال في أواخر القرن التاسع عشر بشكل أوبئة محدودة وبحلول العام 1910، أصبحت الأوبئة المتكررة أحداثاً اعتيادية في جميع أنحاء العالم. وعلى وجه الخصوص في المدن خلال أشهر الصيف تحديداً وبلغت ذروتها بين 1940و 1952.

 حمى «التيفوس»

 ينتشر هذا المرض المدمر بسرعة في الأماكن المكتظة والفقيرة يعود تاريخ الأوبئة بهذا الميكروب إلى القرن السابع عشر. تبدأ الأعراض بصداع وغثيان وحمى. وإذا تُركت دون معالجة قد يسبب ما يعرف بالإرهاق الحراري، مؤثرا على الدورة الدموية في الجسم، ومضاعفات أخرى تؤدي إلى فشل الأعضاء. انتشر التيفوس الوبائي في أوروبا خلال حرب الثلاثين عاماً خلال القرن السابع عشر، حاصداً قرابة 10 ملايين حياة. وأودى بحياة الملايين أيضا في روسيا وبولندا ورومانيا خلال الحرب العالمية الأولى.

 الإيدز

من أكثر الأمراض حداثة في انضمامه لقائمة الأوبئة المدمرة. انتشر حول العالم بصورة كبيرة في ثمانينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الوقت مات أكثر من 25 مليون شخص بسببه. يحدث هذا المرض بسبب فيروس نقص المناعة البشرية، الذي ينتشر عبر سوائل الجسم وسرعان ما يهاجم الجهاز المناعي. ليس هناك علاج شاف للمرض أو تطعيم فعال حتى الآن، إلا أن هناك أدوية فعالة تخفف من الأعراض وتطيل حياة المصابين بحوالي من 4 إلى 12 سنة.

 الملاريا

يعدّ هذا المرض الذي تسبب في نقله البعوض، من أقدم التهديدات لحياة البشرية، حيث ان سجلات مرض الملاريا يعود تاريخها إلى ما يقارب 4000 عام، وهناك حالات جديدة لا تزال تسجّل حتى اليوم. ينتشر في المناطق الجنوبية للصحراء الكبرى في افريقيا حيث يتم تشخيص نحو (350-500) مليون إصابة سنويا، ومع ذلك نسبة الوفيات صغيرة. أكبر وباء للملاريا انتشر في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ما أسفر عن مقتل ما يقارب 100.000 جندي أميركي.

 الكوليرا

كان هذا المرض شائعاً في الهند لعدة قرون، وانتقل بعدها لأنحاء مختلفة من العالم في القرن التاسع عشر. تتسبب في هذا المرض بكتيريا تسمى «ضمة الكوليرا» وهي بكتيريا سريعة النمو ويمكن أن تبقى في بيئات مختلفة لفترات طويلة. ينتقل الميكروب عادةً عن طريق الماء والغذاء الملوثين. يسبب أعراضا متنوعة كالتقيؤ، الإسهال، تقلصات والجفاف الشديد. ويؤدي المرض للموت عند الأشخاص الذين فقدوا الكثير من سوائل الجسم، ويعالج المرض بتعويض السوائل والأملاح بالإضافة إلى إعطاء المريض مضادات حيوية من فصيلة التتراسيكلين.

 الجدري

تسبّب في وفاة 90 مليون من الهنود الحمر عندما أحضره الأوروبيون معهم إلى الأميركيتين. تتضمن الأعراض آلاما في الجسد، حمى (ارتفاع درجة الحرارة) وطفحا جلديا شديدا يصاحبه بثور مملوءة بسائل تترك ندوب واسعة على الجلد بعد شفائها. قتل الجدري 400000 مواطن سنوياً في أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر، لكن تمّ تصنيع لقاح للمرض في عام 1796 (أقدم اللقاحات المبنية على أساس علمي).

 الحمى الصفراء

هذا المرض فيروسي وينتقل من شخص لآخر عن طريق البعوض المصاب. مسؤول عن أخذ حياة الملايين ومسح قرى ومستعمرات كاملة خلال فترة حكم نابليون. لا تزال الحمى الصفراء موجودة في مناطق افريقيا وأميركا الجنوبية. ومع أن هناك إصابات أقل خطورة من أخرى، إلا أن هذه الحمى تبقى خطراً مهدداً للحياة؛ حيث تسبب نزفاً داخلياً وفشلاً كبدياً مما يسبب اصفرار الجلد، معطياً هذا الاسم للحمى.
أشهر وباء للحمى الصفراء كان عام 1793 في فيلادلفيا في الولايات المتحدة، عندما توفي 4000 شخص في فترة مدتها أربعة أشهر.

 الطاعون «الموت الأسود»

يعتبر الموت الأسود أول وباء حقيقي على الأرض وذكر في التاريخ قبل الإسلام وذكر في أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقضى هذا المرض على جماعات سكانية كاملة في آسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر. أعراض المرض تكون بتورّم الغدد الليمفاوية، حمى، سعال، البلغم الدموي وصعوبة في التنفس.

 الإنفلونزا

الإنفلونزا مرض فيروسي يتسبب به فيروس صغير مادته الوراثية مكونة من 8 قطع من الحمض النووي الريبوسي وتتميز بقدرتها الفائقة على التحور من خلال الطفرات والتبادل الجيني. وهذا يجعل من تطوير لقاح فعال أمرا صعباً للغاية. يعتبر الكثير من الناس الأنفلونزا حدثا عادياً ولا يوجد خوف كبير من هذا المرض الذي يصيب الملايين سنويا. على الرغم من ذلك فقد سجل التاريخ الحديث وباءً عام 1918 أثار الذعر في معظم أرجاء العالم.

 السلّ الرئوي «الدرن»

تسببه بكتيريا عضوية وتعتبر من الميكروبات بطيئة النمو ويستغرق انقسامها نحو 18 ساعة ومع ذلك فهي من أخطر الميكروبات وقد تمّ تتبع سلالات هذا المرض من خلال المادة الوراثية (DNA) لمومياوات المصريين القدماء، وتبيّن أن هذا المرض عاث فساداً في البشرية لآلاف السنين. تسببه بكتريا تنتقل عن طريق الجو. يهاجم هذا المرض الرئتين ويسبب ضعف داخلي، ألم في الصدر، تعرق ليلي ونوبات سعال شديدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي