المواطنون بطيئون في التحول بمنازلهم تقنياً رغم تنفيذ «5G»
الكويتي يقلّد جاره في بناء بيته... وإن غاب ذكاؤه
- حيدر: الطلب دون المأمول وبيوت ذكية بالمسايل والفنيطيس وجنوب السرة
- العنجري: الشباب المولعون بالتكنولوجيا مقبلون على المنازل الذكية
يتوجه العالم بأسره نحو المنازل الذكية لما توفّره من تقنيات تجعل حياة الناس أسهل وأكثر راحة وأماناً، حيث رجّحت شركة «Precise Security»، أن يصل حجم سوق تقنيات قطاع المنازل الذكية العالمية إلى 158 مليار دولار خلال الأعوام الأربعة المقبلة، متوقعة أن يصل نموه المركّب إلى نحو 15 في المئة بحلول 2024.
وفي ظل هذا التحول الكبير على مستوى العالم، لا يزال الكويتيون بطيئين في التحول نحو المنازل الذكية رغم سرعة تنفيذ الجيل الخامس «5G»، ولعل أبرز أسباب ذلك ثقافة المجتمع التي تجعل الكويتي يفضل بناء منزله وفقاً للموضة الدارجة محلياً على حسب احتياجاته ومتطلباته المستقبلية.
من ناحيته، قال نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار، عماد حيدر، إن المباني الذكية ورغم تكلفتها العالية إلا أنها توفر خدمات رفاهية كثيرة لساكنيها، كما تضمن سهولة التحكم، والتوفير في الكهرباء والماء، إلى جانب مستويات الأمان العالية جداً.
ولفت إلى أن الثقافة السائدة لدى الكويتيين أنهم يبنون منازلهم وفقاً للموضة الدارجة لا على حسب احتياجاتهم ومتطلباتهم المستقبلية، فيقلّدون جيرانهم في كل شيء، ولذلك فإن أغلب البيوت متشابهة، ما يضطرهم إلى التغيير والتعديل في المستقبل وخسارة كثير من الأموال جرّاء ذلك.
وفي حين أشار حيدر إلى وجود طلب دون المأمول على بناء منازل ذكية، بيّن أن المناطق الجديدة تضم عدداً منها في كل من المسايل، والفنيطيس، وجنوب السرة، إلى جانب المنازل الجديدة في ضاحية عبدالله السالم، ومناطق توزيع الدولة في صباح الأحمد.
وأفاد بأن الكويتيين أصحاب المنازل الذكية يهتمون كثيراً فيما يتعلق بنظام المراقبة الداخلية والخارجية، إلى جانب التحكم بالإضاءة، وإغلاق وفتح الأباجورات، ونظام الكهرباء والماء والتحكم بمرشّات الماء في الحديقة، والتكييف والتلفزيونات، إذ يتحكمون في كل ذلك عن طريق تطبيق على الهاتف أو الأيباد، سواءً كانوا في الكويت أو خارجها.
وشدد حيدر على ضرورة اتباع وإدخال الأنظمة الذكية إلى المباني الحكومية والشركات والمصانع والمعارض، حيث أصبح ذلك ضرورة حتمية، متوقعاً أن ينتشر ذلك بشكل كبير في الكويت خلال الفترة المقبلة.
بدوره، أفاد المدير العام لدار نزار العنجري للاستشارات الهندسية، المهندس نزار العنجري، بأن نحو 10 في المئة من طلبات تصميم البيوت التي يتلقاها المكتب لمنازل ذكية، مبيناً أن الإقبال في الكويت لا يزال ضعيفاً عليها، بسبب كلفتها العالية، وحاجتها إلى الصيانة الدورية.
ولفت إلى أن الفئة المقبلة على هذه المنازل تتمثل في الشباب الذين يجيدون التعامل مع التغييرات التكنولوجية السريعة، حيث بإمكانهم التحكم في بيوتهم من كل مكان، سواءً من عملهم أو أثناء سفرهم، مبيناً أن تركيزهم ينصبّ على نظام الستائر، والتكييف، والإضاءة، والسماعات، وكاميـرات المراقبة.
وأوضح أن تحويل البيوت القائمة إلى ذكية صعب ومكلف جداً في الوقت نفسه، حيث إن الأنظمة تحتاج إلى تصميم معيّن، وقنوات توزيع محددة، وهذا يستدعي إجراء تغييرات جذرية فيها.
وفي حين أشار العنجري إلى أن المنازل الذكية مريحة وآمنة وتوفر الكثير من الطاقة على الفرد والدولة، ذكر أن هناك توجهاً جاداً في تحويل الأبنية الحكومية إلى ذكية، والاستفادة منها بشكل أكبر من ناحية توفير الطاقة أو إنتاجها.