الصانع يروي قصيدة الأسر الحزينة
«كيفان» الصمود... اكتست بأكاليل الفخر والعزّة
ارتدت منطقة كيفان مشاعر العز والفخر في حديقتها العامة المليئة بأشجار السدر، عندما وقف الاسير المحرر طارق جاسم الصانع يروي تفاصيل ولحظات الاسر ويروي قصيدة الاسر وأبياتها الحزينة لجموع من الفتية والفتيات الذين لم يشهدوا أيام الغزو المريرة.
كيفان الصمود والتحدي اكتست بأكاليل الفخر وهي تطرب أذنيها بتفاصيل لحظات تحريرها من براثن الغزو الصدامي، على أيدي أبطالها وأبنائها البررة الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل وطنهم الغالي ليبقى حراً ابياً يزهو بالفخر والحرية ويسطر أروع قصص التضحية والولاء التي روت ترابه الطاهر بدماء زكية.
الأسير الصانع الذي وقف محرراً بين سدر كيفان وبيوتها العتيدة يعيد شريط الذكريات ويحكي تفاصيل للمرة الأولى، منها قصة الكمين الذي دُبر بليل لاعتقال اي شخص يدخل بيت الشهيد النائب السابق فيصل عبدالحميد الصانع مع مجموعة الـ21 شخصاً، وتفاصيل غرفة الموت.
وقال طارق الصانع «بعد أن وقعنا في الاسر، نقلونا إلى البصرة في مبنى ضخم لا نعرف ما هو، حيث وقفنا في الطابور صفاً وهم يضربوننا بقسوة، بعد ذلك صادروا كل مقتنايتنا وادخلونا غرفة الموت».
وتابع: كان عددنا 21 شخصاً، ولا يوجد مكان في هذه الغرفة لننام فيه، وكنا في أجواء حارة صعبة في فصل الصيف، وبدأ العرق يتصبب منا، حتى ملأ المكان، وكنا نموت بالبطيء في هذا السجن، لدرجة أول ما يُفتح الباب نذهب بسرعة لنأخذ «دشاديشنا» ونلفها بالهواء للحصول على الاوكسجين، لقد عشنا في وضع صحي صعب، وكان هذا أمراً مزعجاً، طوال 19 يوماً من العذاب، بعد ذلك، تم نقلنا إلى غرفة فيها شباك واحد وتحسن الوضع قليلاً.
الجموع الذين التفوا حول الاسير الصانع عبروا عن فخرهم واعتزازهم بالتضحية التي قدمها رجال ونساء الكويت في سبيل الدفاع عن حرية الوطن، والذود عنه من براثن الاحتلال الغاشم الذي سدد طعنات الغدر والخيانة، إلا ان صور الصمود والتحدي التي بذلها الصانع وزملاؤه، كانت وراء تحرير الكويت وخروج المحتل ذليلاً منهزماً.