اجتماع مع «التربية» لتفعيل «المدارس المعززة للصحة»
«الصحة»: لم نطلب تعزيزات مالية لمواجهة «كورونا»
المقصيد:
640 ألف طالب وطالبة في 972 مدرسة بالتعليم الحكومي والخاص
المطيري:
الارتقاء بالطلبة بنشر المفاهيم الصحية ضمن المناهج والأنشطة
الودعاني:
توزيع النشرات حول «كورونا» وسُبل الوقاية منه في المدارس
فيما أعلنت الحكومة الصينية تخصيص 71.85 مليار يوان، ما يعادل 10.3 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا الجديد والوقاية منه، أكدت مصادر صحية لـ«الراي» عدم طلب الوزارة أي اعتمادات مالية إضافية لمواجهة الفيروس، مؤكدة أن الوزارة، وبالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى تتخذ جميع الاحتياطات الاحترازية لمنع وفادة المرض.
وأشارت المصادر في تصريح لـ«الراي» إلى أن الوزارة تتابع عن كثب التطورات المتسارعة لانتشار الفيروس من خلال التواصل الدائم مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية، مؤكدة توافر كل الإمكانات والأجهزة والمستلزمات ومواد الفحص المخبري والاطمئنان إلى كفاية المخزون الاستراتيجي، ولا حاجة في الوقت الحالي لطلب أي تعزيزات مالية مع الأخذ بالاعتبار عدم وجود علاج أو لقاح للفيروس حتى الآن، مجددة التأكيد على عدم رصد أي حالات إصابة في البلاد حتى الآن.
في جانب متصل، أكد الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة في وزارة التربية فيصل المقصيد أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات في مختلف الجوانب، لا سيما المجال الصحي الذي يهم شرائح مختلفة في المجتمع، بما يشمله الميدان التربوي من هيئة تعليمية وإدارية في المدارس الحكومية التي يفوق عددها 900 مدرسة، بما تضمه من طلاب وطالبات يفوق عددهم 380 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى عدد الطلبة في التعليم الخاص الذي يتجاوز 260 ألف طالب وطالبة في 72 مدرسة في مختلف مناطق البلاد، ليصل إجمالي الطلبة في البلاد إلى 640 ألفاً في 972 مدرسة في التعليم الحكومي والخاص.
وجاء كلام المقصيد خلال الاجتماع الذي عقده مع وفد وزارة الصحة المكوّن من الوكيل المساعد للشؤون الفنية بوزارة الصحة الدكتور عبدالرحمن المطيري، ومديرة إدارة الصحة المدرسية الدكتورة دلال الودعاني، بحضور كل من مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام التربوي ضيدان العجمي ومدير إدارة الأنشطة المدرسية الدكتور عباس مراد ومدير إدارة الخدمات النفسية والاجتماعية فيصل الأستاذ ومراقب المتابعة الفنية بمكتب الوكيل المساعد للتنمية التربوية والأنشطة علي دشتي، وقد دار الاجتماع حول مكونات وعناصر المدارس المعززة للصحة والمراحل والخطوات التنفيذية لمشروع مبادرة المدارس المعززة للصحة، وآلية التثقيف والتوعية المطلوبة في المدارس في مختلف المناطق التعليمية بفيروس كورونا المستجد وسُبل تفعيلها، كما تم تناول أهمية تفعيل دور العيادات المدرسية في تعزيز التوعية الصحية وطرق الوقاية.
وتناول الدكتور عبدالرحمن المطيري رسم خطة للتوعية بأهمية الصحة وتنمية المجتمع الصحي، وتبدأ أولى لبناته بالطلبة باعتبارهم أبناء الكويت جيلها الواعد، مؤكداً ضرورة التنسيق وتضافر الجهود بين وزارتي التربية والصحة للنهوض بالوعي الصحي المجتمعي، مشيراً إلى أهمية المدارس المعززة للصحة وتطبيق معاييرها المتفق عليها خليجياً، باعتبارها من أبرز المتطلبات المحلية والعالمية والدولية، إلى جانب إعادة تطبيق برنامج مبادرة حقائق الحياة باعتبارها مبادرة عالمية أطلقتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وتهدف للارتقاء بصحة طلبة المدارس عن طريق نشر المفاهيم الصحية ضمن المناهج والبرامج الدراسية، وقد تبنتها وزارة الصحة، إلى جانب فعالية التسويق الصحي الذكي.
من جانبها، ذكرت مديرة إدارة الصحة المدرسية في وزارة الصحة الدكتورة دلال الودعاني أنه تم توزيع نشرات المحاضرات حول فيروس كورونا المستجد وسُبل الوقاية منه في المدارس، لافتةً إلى آلية تطبيق مبادرة المدارس المعززة للصحة التي تم تطبيقها سابقاً كفترة تجريبية، وأهمية تطبيق المعايير الخليجية كمبادرة للمدارس المعززة للصحة، كما تطرقت إلى ضرورة تعزيز الملف الصحي الإلكتروني للطالب، وذلك لأهمية توثيق المعلومات الصحية لكل طالب.
وتطرق مدير إدارة الأنشطة المدرسية في وزارة التربية الدكتورعباس مراد إلى سُبل نشر مفهوم المدارس المعززة للصحة وتعميمه على مدارس الكويت كافة من خلال خطة مدروسة تطبق على جناح في كل مدرسة بهدف خلق وعي صحي يساهم في تثقيف الأبناء من الطلاب صحياً.
وبدوره، طرح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام التربوي ضيدان العجمي التصورات المطلوبة للتركيز على الجانب الصحي وسُبل توعية الطلاب والنهوض بالبيئة الصحية من خلال تعزيزها إعلامياً، مؤكداً أهمية الطابور الصباحي المدرسي في تقديم المعلومات الصحية الجاذبة عبر المسابقات والمحاضرات والإذاعة المدرسية، إلى جانب الوسائل الإعلامية المختلفة التي تشمل وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، أشار مدير إدارة الخدمات النفسية والاجتماعية بوزارة التربية فيصل الأستاذ إلى أهمية تقديم خدمات صحية متكاملة داخل المدارس، وتفعيل دور العيادات المدرسية لخدمة الطلاب والطالبات في المدارس.
كيف انتشر الفيروس خارج الصين؟
باريس - أ ف ب - بالنسبة لمدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فإن المسألة الأهم في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد هي السرعة التي ينتشر فيها خارج الصين.
وحذّر غيبريسوس في تغريدة أن «رصد عدد صغير من الحالات يمكن أن يشير إلى انتقال أوسع في دول أخرى. باختصار ربما يكون ما نراه ليس سوى نقطة في بحر».
وعن كيفية انتشار الفيروس، فإنه يصيب الجهاز التنفسي، وينتقل من خلال الاتصال بشخص مصاب عبر السعال أو العطس أو اللعاب أو الإفرازات الأنفية.
ويعتقد العلماء أن الشخص يصبح معرّضاً للإصابة بالفيروس إذا كان على مسافة متر واحد من الشخص المصاب.
وأعرب مدير منظمة الصحة العالمية عن قلقه حول انتشار الفيروس خارج الصين مع نشر خبر إصابة بريطاني في سنغافورة.
فقد نقل هذا الرجل العدوى إلى العديد من البريطانيين خلال إقامته في منتجع تزلج في جبال الألب الفرنسية، قبل أن يتم تشخصيه بالمرض في انكلترا، وتم تشخصيه بعد أن نقل الفيروس إلى 11 شخصاً على الأقل بينهم طفل في التاسعة.
وقالت ناتالي مكديرموت من امبريال كوليدج لندن «ما يثير القلق هو مصدر هذه العدوى الذي يبدو أنه كان مؤتمرا في سنغافورة حضره بعض المشاركين من الصين».
وقالت مكديرموت، وهي متخصصة في الأمراض المعدية لدى الأطفال، إن عددا من المشاركين الاخرين الـ 90 في المؤتمر قد يكونون نقلوا الفيروس إلى بلدانهم الأم.
وتشعر مع آخرين بالقلق في شأن «احتمال تحول انتشار المرض الى وباء».
ونشر باحثون صينيون دراسة أجريت على 138 شخصاً مصابين بفيروس كورونا ويعالجون في مستشفى في ووهان، مركز الوباء.
وقالوا في ورقة نشروها في مجلة «جورنال اوف ذي اميركان مديكال اسوسييشن» (صحيفة الجمعية الطبية الأميركية) ان أكثر من 40 في المئة من المرضى (57 مريضاً) أصيبوا بالعدوى في المستشفى، وكان 17 منهم في المستشفى لأسباب مرضية اخرى بينما 40 من العاملين الطبيين.
متى يصبح المرض معدياً؟
اعتقد العلماء في البداية أن فيروس كورونا يصبح معدياً بعد أيام من بدء ظهور الأعراض، كما حدث في فيروس سارس، بحسب ما ذكر ارنو فونتانيه من معهد باستور. إلا أنهم يعتقدون الآن أنه يمكن أن يصبح معدياً قبل ذلك.
وقال فونتانيه «اليوم الجميع متفقون على أن فترة العدوى تبدأ فور ظهور الأعراض».
وأضاف أن «بعض حالات العدوى سُجلت من أشخاص لم تظهر عليهم الأعراض، وأحد أسباب ندرة هذه الحالات هو أن السعال هو إحدى الوسائل الرئيسية لانتقال المرض، والشخص الذي لا تظهر عليه الأعراض لا يسعل، ورغم ذلك فإن انتقال الفيروس من حامليه الذين لا تظهر عليهم الأعراض يجعل من الصعب احتواءه لصعوبة رصدهم».
إجراءات احترازية للوقاية
يؤكد مسؤولو الصحة ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية التالية، وأهمها غسل اليدين باستمرار، وتغطية الوجه أثناء السعال أو العطس. وإذا كان الشخص مصاباً، فعليه ارتداء قناع لحماية الآخرين.
وبحسب فريق من الباحثين فقد يكون الإسهال وسيلة ثانوية لنقل المرض.
وأشار علماء صينيون في مجلة «نيوانغلاند جورنال اوف مديسن» إلى أن الشخص المصاب سينقل المرض إلى ما معدله 2.2 شخص.
وتعتبر هذه نسبة أعلى من نسبة انتقال الانفلونزا الشتوية (1.3)، وأقل من أي مرض معدٍ آخر مثل الحصبة (أكثر من 12) وشبيهة بنسبة السارس (3) الذي انتشر في الصين في 2002-2003.