هناك مَثل شعبي خليجي يقول: «اللي ما يطيع يضيع». وهناك مَثل بالعربية الفصحى يقابله، يقول: «يداك أوكتا وفوك نفخ». وكِلا المثلين يُطلقه الناس على الشخص الذي يقع في مُشكِلة كان هو نفسه السبب في حدوثها!
وهذان المثلان يذكراني بشخص منذ وقت بدأ يتوسع إعلامياً عبر البرامج ذات الصبغة الدينية التي يقدمها، طلب مني في مكالمة هاتفية بأن أقدّم له نصيحة، فوالله إني نصحته بأن يبتعد في برامجه عن كل خلاف فقهي في الأمور الغريبة على مجتمعاتنا وأن يبتعد عن التطرق بسوء للعلماء الراسخين، فقبل النصيحة في تلك المكالمة. لكنه اتجه بعكس ما نصحته منهجياً وإعلامياً، ثم بعثت له برسالة أحذره بها من خطورة ما يقترفه وأن يحذر من تحذير العلماء وأهل الحق لعامة الناس منه وما يقوله ويعتقده في برامجه، فردّ عليّ شاكراً نصحي له. فمرت الأيام وكان سريعاً في كسب عداوة الناس له في مختلف البلدان!
ومع مرور الوقت أخذ ذلك الشخص يغرق شيئاً فشيئاً في مشاكل كثيرة، بأمور كان من السهل عليه أن يتجنبها لولا عناده وتجرأه على كثرة الكلام فيها من دون وعي حقيقي، فأخذ يتصدى له العديد من أهل العلم وأهل الحق ويردون عليه ويبينون له وللناس ما وقع منه من أخطاء في بعض المسلمات الدينية عند الناس. حتى تكوّن لدى المجتمع العربي خصوصاً المجتمع الخليجي رأي وصورة عن ذلك الشخص غير جيدة حتى صبغ بها! ثم دخل في منعطف جديد مع أهل البلد الذي يسكنه وينعم بخيراته، حيث أخذ يرفع على بعض المواطنين هناك الشكاوى القضائية، وكذلك أخذ بعضهم يرفع عليه أيضاً الشكاوى القضائية، ما زاد في اتساع بُغض الناس له داخل ذلك البلد وخارجه!