الغملاس والمطوع أكدا أن نسبة الوفيات ما زالت منخفضة

«عشر إلا عشر» يُعاين مجهرياً «كورونا المستجد» ... أرحم من فيروسات أخرى

تصغير
تكبير
  • فهد الغملاس: 
  • في حال ثبوت أن العامل غير لائق صحياً يتم إبلاغ وزارة الداخلية تمهيداً لإبعاده   
  • - معظم حالات مرضى «الإيدز» المكتشفة لأفارقة و«الدرن» لآسيويين والالتهاب الكبدي لمصريين 
  •  - نسبة الوفيات بالفيروس الجديد  2 في المئة مقابل  10 بسبب «سارس» 
  • - الكويت من أولى الدول التي وفّرت كاشف الفيروس المخبري 
  • - الإنسان لا يستطيع خلق الفيروس لكن بإمكانه نشره لأغراض شريرة   
  • - كل ما يتم تداوله  في شأن العلاجات الشعبية خزعبلات 
  •  أحمد المطوع: 
  • الفيروسات تتسبّب بوفيات عند ظهورها... والإنفلونزا الإسبانية قتلت 3 ملايين في أوروبا   
  • - «الرذاذ» وسيلة نقل الفيروسات وأثره على الأسطح يستمر بين ساعتين وبضع ساعات 
  • - نتمنى عدم ظهور حالات إصابة بالفيروس في البلاد... لكن حدوثها وارد 

مع تفاقم الأزمة العالمية وامتدادها عبر القارات، ركّز برنامج «عشر إلا عشر»، في حلقته مساء أول من أمس التي قدمها رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم، على فيروس «كورونا» الجديد وتداعياته الصحية وكيفية التعامل معه، سواء من خلال جهود وزارة الصحة محلياً أو من خلال التعاون الاقليمي مع الدول الشقيقة، والدولي مع منظمة الصحة العالمية.
وفي حين أكد مدير إدارة الصحة العامة الدكتور فهد الغملاس أن «نسبة الوفيات بسبب الفيروس ما زالت منخفضة جداً وهو أحد مؤشرات قياس درجة خطورته»، رأى مدير إدارة منع العدوى والتعقيم الدكتور أحمد المطوع أن الفيروس الجديد أرحم من فيروسات أخرى بالنسبة لأعداد الوفيات.

خطوط دفاع
وفي اللقاء على شاشة قناة «الراي»، أوضح الغملاس أن الوفيات بسبب فيروس «كورونا» المستجد تبلغ 2 في المئة من إجمالي المصابين، مع الأخذ بالاعتبار أن غالبيتهم قد يكون لديها مشاكل في الجهاز المناعي أو من كبار السن أو مصابين بأمراض مزمنة، لافتاً إلى أنها تعتبر نسبة منخفضة جداً طبياً مقارنة بنسبة وفيات فيروس «سارس» التي بلغت 10 في المئة مع بداية ظهوره العام 2013.
وبيّن أن «الفيروسات تعد أحد مسببات الأمراض المعدية، وأن الجيد فيها أنه يتم الشفاء في غالبية الحالات منها من دون تدخل إلا في ما ندر، مقارنة بالمسببات الأخرى للأمراض المعدية كالبكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات التي يُستخدم في علاجها بعض المضادات».
وإذ أشار إلى وجود خطوط دفاعية في جسم الانسان لحمايته من الفيروسات، أكد الغملاس أن أجهزة الدولة مجتمعة وضعت خطوطاً دفاعية بهدف الحماية من انتقال الفيروس، مثمناً تعاون جهاز الشرطة وأمن المنافذ والطيران المدني ووزارة الخارجية والتنسيق المتبادل في ما بينهم للتعامل مع المسافرين القادمين من الدول الموبوءة.

نعمة وتحدٍ
وضرب مثالاً على هذا التعاون مع إدارة الطيران المدني بتوزيع كروت رقابة صحية على المسافرين القادمين من هذه الدول، والمتابعة يومياً معهم في شأن الرحلات الآتية، لا سيما مع عدم وجود رحلات مباشرة من الصين، الأمر الذي اعتبره نعمة وتحدياً في الوقت نفسه، مع ما يتطلبه ذلك من متابعة وتنسيق يومي مع الطيران المدني.
وبشأن الاستعدادات المتخذة لاستقبال طلبة المدارس بعد العودة من الإجازة، أشار الغملاس إلى وجود تنسيق وتفاهم بين مختلف جهات الدولة برعاية واحتضان سمو رئيس مجلس الوزراء، حيث كان هناك تنسيق مسبق بين وزيري الصحة والتربية في شأن آلية استقبال الطلبة، فضلاً عن الجهوزية لتثقيف الطلبة وتوفير بروشورات التوعية، علاوة على التنسيق بين إدارتي الصحة العامة والمدرسية في شأن توفير كادر طبي مؤهل وتثقيفه.

الحجر
وتطرق الغملاس إلى بعض الإجراءات الوقائية المتبعة مع القادمين من هذه الدول، مشيراً إلى أن من تثبت سلامتهم يوضعون في الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوماً، وهو إجراء مطبق عالمياً، بسبب وجود فترة حضانة للفيروس. ولفت إلى جانب آخر من خطوط الدفاع الأخرى لمنع وفادة العدوى، يتمثل بتفعيل العمل بنظام الكاميرات الحرارية في المنافذ، والفحص المخبري - إن دعت الحاجة لذلك - والذي تظهر نتائجه في غضون 3 ساعات بعد أخذ المسحة الانفية البلعومية، مؤكداً أن «الكويت من أولى الدول في المنطقة التي وفرت هذا الكاشف بفضل الدعم اللامحدود من الجميع».

المؤامرة
ورداً على سؤال في شأن نظرية المؤامرة في ما يخص استخدام الفيروسات وتسخيرها لأغراض معينة، قال الغملاس إن «الإنسان لا يستطيع خلق الفيروس، الذي يتحور من نفسه، بفعل اختلاف تكوين جيناته، الى أن يصبح سلالة جديدة وغريبة، لم يتم التعامل معه من قبل، مع ما طرأ عليه من تغير في فترة حضانته أو طريقة انتقاله للبشر أو سرعة انتشاره».
وإذ نفى قدرة الانسان على خلق فيروس، بيد أنه أكد أن بإمكان الإنسان نشره في مكان معين واستخدامه لأغراض شريرة أو لغايات تجارية أو سياسية، مشيراً إلى أن هناك ما يسمى بالحروب البيولوجية، وليس نشر الفيروسات فحسب، وهذا يعني نشر أنواع من البكتيريا السامة القاتلة لأن هناك ما يسمى بنواقل المرض مثل استخدام أنواع معينة من الحيوانات لنشر المرض بعد إجراء التجارب عليها، معبراً عن شبه يقينه بأن فيروس «كورونا» المستجد هو فيروس متحور بفعل تطوره الجيني.
وأوضح «أنه ليس هناك نسبة وتناسباً بين أعداد المصابين بالفيروس الجديد في الصين وخارجها، مع تركز معظم الحالات في الصين، وهو ما يثبت انحسار الفيروس في نطاق معين، بدليل أن الحالات التي تم اكتشافها في بقية الدول معظمها لأشخاص كانوا في الصين».

الأمراض المستوردة
وتطرق الغملاس إلى آلية التعامل مع بعض الأمراض المستوردة المعدية عبر العمالة الوافدة كالإيدز أو الالتهابات الكبدية بأنواعها أو غيرها من الامراض الأخرى، مؤكداً خضوع العمالة لفحوصات قبل دخول البلاد، وإعادة تقييمها بعد الدخول أو عند تجديد بعضها للإقامة.
وأوضح أن «الدول التي ليس بها مكاتب معتمدة لفحص العمالة في الخارج يتم فحصها هنا في الكويت، وفي حال ثبوت أن العامل غير لائق صحياً أو مصاب بأحد الأمراض المعدية كالإيدز أو الالتهابات الكبدية أو غيرها من الامراض، يتم إبلاغ وزارة الداخلية تمهيداً لإبعاده لأن الأمر يتعلق بقضية أمن صحي».
وفيما بيّن أن «معظم المرضى الذين يتم اكتشاف إصابتهم بالإيدز يأتون من دول أفريقية»، أشار إلى أن حالات الدرن التي يتم اكتشافها معظمها من دول شرق آسيا، وأن أمراض الالتهابات الكبدية منتشرة في دول عدة، وإن كانت العمالة المصرية أكثر الحالات التي يتم اكتشاف إصابتها بالمرض بحكم أعدادها الكبيرة في البلاد.
وأوضح أن «آلية التعامل مع فحوصات العمالة الوافدة محكومة بنظم ولوائح وقوانين أكثر من دراسة الموضوع من الناحية الطبية، وأن 90 في المئة من هذه اللوائح يتم اعتمادها من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث السياسة الموحدة بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن «الفحص المعتمد للعمالة الوافدة في ما يخص الالتهابات الكبدية هو فحص الاجسام المضادة».
واضاف ان «آلية التعامل مع المواطن عند ثبوت إصابتة بمرض معدٍ تكون وفق اللوائح والقوانين المنظمة لذلك، والتي راعى فيها المشرع نظرة إنسانية، بحيث يتم دمج هذا الفرد في المجتمع، ويُعطى صفة لائق للعمل، بشرط ألا يشكل خطراً على نفسه أو على الآخرين، كما لا يعمل في بعض المهن».
وشدد الغملاس على ضرورة الابتعاد عن كل ما يتم تداوله في شأن العلاجات الشعبية لفيروس «كورونا»، مؤكداً أنه لا يستند إلى مصدر علمي موثوق بل مجرد خزعبلات لا تمت للحقيقة العلمية بصلة.
وأشاد بوعي الناس وتجاوبهم مع حملات وأخبار وزارة الصحة كمصدر موثوق للمعلومة، مؤكداً أنه حال ظهور أي علاج للفيروس ستقوم الوزارة بتوفيره مثل توفير سبل الكشف عنه.

7 أنواع
من جهته، استعرض مدير إدارة منع العدوى والتعقيم في وزارة الصحة الدكتور أحمد المطوع التسلسل الزمني لظهور فيروس «كورونا»، ومراحل تطوره، وطرق انتقاله، وسبب تسميته بهذا الاسم التي جاءت من شكله تحت الميكروسكوب الذي يشبه التاج، لافتاً إلى انتقال 7 أنواع منه من الحيوانات للإنسان.
وأشار إلى «اكتشاف فيروسات كورونا منذ ستينات القرن الماضي، وتشابه أعراضها مع أعراض الانفلونزا، والتي ظهرت 4 أنواع منها في البداية يمكن تسميتها الآن بالموسمية، إلى أن ظهر في الصين كورونا سارس في 2003، وظهر في السعودية كورونا ميرس العام 2012، وما نشهده حالياً من ظهور لكورونا الجديد هو عبارة عن فيروس يؤدي الى التهاب حاد في الجهاز التنفسي، وهو ما سبب رعبا في أوساط الناس لا سيما مع وجود ضحايا».
وأكد أن «الكويت ليست معزولة عن العالم، وأن مشكلة هذه الأمراض تتمثل بوجود فترات حضانة للفيروس، مع عدم ظهور للأعراض في بداية الإصابة.
وتمنى «عدم ظهور حالات إصابة في البلاد»، غير أنه لم يستبعد إمكانية حدوثها لا سيما مع انتقال الفيروس إلى دول أخرى غير الصين، التي أشاد بالجهود التي تبذلها لمكافحة الفيروس.

إشغالات المستشفيات
وفي رأي مشابه لرأي الغملاس، أكد المطوع أن «الفيروس المستجد أرحم من فيروسات أخرى بالنسبة لعدد الوفيات، وأن مشكلته قد تكون بالتأثير على نسبة إشغال المستشفيات، في ظل أن نحو 15 في المئة من المصابين قد يعانون من التهابات حادة تتطلب الدخول الى المستشفى، وهو ما قد يكون دعا منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ بسبب تفشي هذا الفيروس، إلى جانب تأثيره الاقتصادي على المجتمعات ووزارات الصحة والمرافق الصحية بالعالم».
وأشار الى «ما قامت به الوزارة بعد تواصل مركز تطبيق اللوائح الصحية الدولية مع منظمة الصحية العالمية، من عقد اجتماع للجنة العليا للمركز، ضم أطرافاً من وزارة الصحة ومن خارجها كوزارتي الخارجية والداخلية، وإدارة المنافذ الحدوية، والطيران المدني»، معرجاً على ما قامت به إدارة منع العدوى بوضع الآلية الخاصة بحماية الطواقم الطبية التي ستتعامل مع الحالات المصابة، إن وجدت، وسهولة وضع هذه المنهجية في ظل التجربة والخبرة السابقة في التعامل مع «كورونا ميرس».

العدوى
ولفت الى أن «من وسائل نقل المرض الرذاذ أو عبر الفتحات في الوجه كالأنف والعين والفم»، مشيراً إلى أن مدة بقاء أثر الرذاذ على الأسطح قد تتراوح بين ساعتين وبضع ساعات، مع عدم وجود دارسات مؤكدة في هذا الصدد، وإنما استناداً الى واقع التجارب السابقة»، مؤكداً أن «مثل هذه الفيروسات غير قادرة على الحياة غير خارج جسم الإنسان».
وعن الاستعدادات لعودة الطلبة للمدارس، أشار الدكتور المطوع إلى جهود التوعية التي تقوم بها إدارة منع العدوى في المدارس وعبر وسائل الاعلام ومن خلال البروشورات التوعوية، والهدف منها هو التعريف بالفيروسات وطرق انتقالها وكيفية الوقاية منها، لا سيما مع تشابه الأعراض كارتفاع درجة الحرارة وضيق في التنفس، وسيلان الأنف، والصداع، ووهن في الجسم.
وأكد أن «الفيروسات بما فيها الانفلونزا تسبّبت بوفيات عند بداية ظهورها مثل الانفلونزا الاسبانية التي قتلت نحو 3 ملايين شخص في أوروبا»، لافتاً إلى أن «المجتمعات تكتسب بمرور الزمن مناعة ضد هذه الفيروسات بحيث يمكن الإصابة بها، لكن آثارها لا تكون مدمرة مثل فترة بداية ظهورها».
وتطرق إلى بعض النصائح التوعوية التي يمكن معها الحد من انتقال العدوى، كالمحافظة على نظافة اليدين والابتعاد عن المصابين بالعدوى، وتجنب الاختلاط بالحيوانات، لافتاً إلى عدم وجود أي دليل علمي في شأن قدرة بعض الادوية الشعبية على القضاء على الفيروسات، ومشيراً إلى أن تروية الجسم وتزويده بحاجته من السوائل أمر مهم جداً لتحريك الدورة الدموية.
وفيما أكد إمكانية وجود بعض الأمراض المعدية من الحيوانات والدواجن كالبروسيلا والسالمونيلا، شدد على أن «هذا الامر ليس منتشراً في الكويت، مع بسترة منتجات الحليب»، مشيراً إلى أن الأمراض المعدية المستوطنة في الكويت لا تذكر مع عدم وجود نواقل أو مصادر نقل العدوى لبعض الأمراض كالملاريا أو البلهارسيا أو غيرها.

وليد الجاسم:
فبراير يزداد ألقاً بالاطمئنان
إلى صحة صاحب السمو

استهل رئيس التحرير الزميل وليد الجاسم، برنامج «عشر إلا عشر»، بحمد الله وشكره على مغادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد المستشفى بعد إجرائه فحوصات اعتيادية وعودة سموه إلى منزله معافى وبصحة جيدة، مؤكداً أن ذلك الأمر أثلج صدور كل أهل الكويت والمحبين لهذا البلد.
وسأل الله عز وجل أن يمن على سموه بالعافية وموفور الصحة وطول العمر، مؤكداً أن شهر فبراير ازداد ألقاً وجمالاً واكتملت فرحة الأعياد الوطنية مع الاطمئنان على صحة صاحب السمو.

خطوط دفاع احتياطية

أوضح الدكتور فهد الغملاس أن من ضمن الخطوط الدفاعية التي لم تستخدمها الوزارة حتى الآن أجهزة فحص الحرارة بالأشعة تحت الحمراء من دون ملامسة المريض.

مقاومة الجسم

أشار الدكتور أحمد المطوع إلى أن الفيروسات على مر السنين ليس لها علاج يقتلها أو يقضي عليها مباشرة، فيما جسم الإنسان لديه القدرة على تكوين أجسام مضادة لهذه الفيروسات ومقاومتها.

انتقال الفيروس بالعلاقات الزوجية

أشار الدكتور فهد الغملاس إلى إمكانية انتقال الفيروس عبر العلاقات الزوجية، إذا كان أحد طرفي العلاقة مصاباً، نظراً لتبادل سوائل جسمية قد تنقل المرض.
كما أكد أن «علاجات فيروس كورونا هي علاجات تدعيمية لأعراضها كارتفاع درجة الحرارة، وفي حال وجود التهاب بكتيري قد يتطلب الأمر إعطاء المضادات المناسبة».

مصدر العدوى

أكد الدكتور أحمد المطوع أن الوقت ما زال مبكراً على تحديد مصدر نقل العدوى للفيروس الجديد من الحيوان للإنسان، لا سيما أن بوادر المرض ظهرت في سوق للحيوانات الحية في مدينة ووهان الصينية.

تجارب للاستفادة من الفيروسات

أشار المطوع إلى إحدى التجارب الجارية في شأن الاستفادة من فيروس «الإيدز» وقدرته على تحطيم الخلايا، بزراعته لمقاومة الخلايا السرطانية وفق إجراءات معينة بعد عزل قدرته على نقل العدوى، مؤكداً أن الأمر ما زال في طور التجارب وإن توقع إمكانية حدوث ذلك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي