الصور المتداولة لوحدات ميدانية متنقلة لاستقبال مُصابي «كورونا»

«المستشفى المعجزة» في الصين... ليس معجزة

No Image
تصغير
تكبير
  •   مؤسسة البترول الكويتية تسحب مسؤولي مكتبها في بكين

توازياً مع تصاعد المخاوف من فيروس كورونا «الجديد»، انتشر خبر كالنار في الهشيم ألقى بظلاله على الكويت ومختلف الدول، مفاده أن الصين تعتزم إنشاء مستشفى في غضون أسبوع تصل قدرته الاستيعابية إلى ألف سرير لمعالجة المُصابين، إلا أن التقصي وراء الموضوع أظهر أموراً مختلفة وحقائق مُغايرة.
وفي حين انقسمت الآراء بين فريق مُصدّق للخبر في ظل الإمكانيات المادية والبشرية والتكنولوجية الهائلة التي تمتلكها الصين، وبين فريق آخر مشكك بصحة الرواية، ذهب الفريق الأول باتجاه الترويج لـ«المعجزة» الصينية، استناداً إلى الصورة التي تم تداولها للأعمال الإنشائية في الموقع، من دون التدقيق بها، وراح يُجري المقارنات بين الفترة الزمنية التي يستغرقها إنشاء المستشفى الصيني وبين الفترات الزمنية التي يستغرقها إنشاء المرافق الصحية في البلاد، مع الأحاديث والتلميحات الاعتيادية، التي لا تخلو من استذكار الفساد والمفسدين، في مقابل «عظمة» الصين وقدراتها، التي لا يمكن التشكيك فيها بالطبع.
في المقلب الآخر، رأى الفريق المشكك أنه من الصعوبة بمكان بناء مستشفى بهذه الضخامة في هذه الفترة الزمنية القياسية، داعياً مُصدّقي الرواية إلى تحكيم عقولهم وتبني آراء عقلانية.


وأوضحت مصادر لـ«الراي» أن الخبر المتداول غير دقيق، مبينة أن البث المباشر على مدار الساعة من موقع إنشاء المستشفى في مدينة ووهان وسط الصين، بؤرة الفيروس الجديد، يُظهر أن ما يتم العمل على إنشائه هو مستشفى ميداني، عبارة عن وحدات متنقلة تشبه «الشبرات» لاستقبال المصابين بالفيروس بعد تجهيزه ببعض الأجهزة والمعدات الطبية والإسعافات، كما هو الحال في أي مستشفى ميداني يتم إنشاؤه لاستقبال المصابين أو ضحايا الحروب أو النزاعات أو الكوارث، قبل أن يتم نقلهم إلى مكان آمن ومستشفى ثابت.
وأكدت المصادر استحالة إنشاء مستشفى بسعة 1000 أو 1500 سرير على مساحة ما يزيد على 30 ألف متر مربع، وتجهيزه وتزويده بالكادر الطبي، في غضون أسبوع أو حتى أشهر، على الرغم مما تملكه الصين من قدرات هائلة، مشيرة إلى أن الصورة التي جرى تناقلها، وفيها عشرات الآليات وهي تحفر وتقوم بأعمال إنشائية، تعود لمستشفى آخر بدأ العمل به في 2013 ويتوقع إنجازه العام الحالي.
وعلى صعيد متصل، أصدرت مؤسسة البترول تعليماتها بإعادة مسؤولي مكتبها في الصين، ضمن إجراءات وقائية اتخذتها لمواجهة فيروس كورونا، لحين صدور تعليمات أخرى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي