خطورة الأمطار الحمضية

تصغير
تكبير
| سارة العجمي |
من الظاهر اننا لا نجد اليوم أحداً يمكن أن يشك بأهمية القضايا الايكولوجية للأرض... فهناك «الخرق» في طبقة الأوزون والتلوث بأنواعه من اشعاعي ونووي ومائي وضوضائي وغذائي. من جهة، واندثار الغابات والزحف الصحراوي من جهة أخرى. الا ان الهم الكبير لسكان الأرض هو مشكلة «الأمطار الحمضية»، التي وصفها احد علماء البيئة بأنها كارثة تسير ببطء وتدمر باصرار النباتات والبحيرات والانهار، وما تحتويه من خيرات، كما تسبب عمليات التآكل في المنشآت الحجرية والمعدنية.
تنتج الأمطار الحمضية من تلوث الهواء بثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وأكاسيد النيتروجين، الناتجة من حرق كميات ضخمة من الوقود في المصانع، وتحملها الرياح الى مسافات بعيدة عن المصدر الذي خرجت منه. ولا توجد فكرة واضحة عن تكون الأمطار الحمضية ويعتقد أن غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين تتفاعل مع بخار الماء الموجود في الجو.
ومن المخاطر التي تحدث من الأمطار الحمضية في اليابسة والماء: تأثير التربة بالمطر الحمضي حيث يسبب ذوبان العديد من مكونات التربة، وتبطئ عملية تثبيت النيتروجين.
كما ان الانسان لا يسلم من خطر المطر الحمضي، بل يسبب له متاعب عديدة تتراوح ما بين تحرش بطانة الأنف والحنجرة وتهيج بطانة الجهاز التنفسي، لقد تسببت بخلو اسماك دقيقة من عدة بحيرات وحتى النباتات لن تستطيع التأقلم مع هذه الظروف الجديدة.
وقد استطاعت بعض البحيرات ان تقاوم الأمطار الحمضية لكن في حدود معينة، وذلك بسبب قيعان بعض البحيرات، كانت تحتوي على صخور قلوية لها بعض الاثر في معادلة الأمطار الحمضية والاحتفاظ بمياه هذه البحيرات في حالة متعادلة.
هناك علاجان لظاهرة الأمطار الحمضية الخطيرة، وما ينتج عنها من آثار تخريبية على كافة الأصعدة. الأول: علاج مكلف ومتكرر، نظراً لتكرار سقوط الأمطار الحمضية، وهذه الطريقة تتمثل في معادلة الأنهار والبحيرات الحمضية والأراضي الزراعية بمواد قلوية. والثاني: علاج دائم ويتمثل بتقنية الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الهوائي. ولذلك يجب ألا تكون النظرة الى البيئة نظرة مجردة، كالنظرات الى مواضيع أخرى سياسية واقتصادية وثقافية على صعيد الشعوب والدول. وان المطلوب من أجل ذلك يتمثل في ايجاد نظام متطور للرقابة البيئية، فالنظام المتكامل للرقابة البيئية ضروري لرؤية ومتابعة خلفية، ونشاط جميع العناصر الملوثة للوسط الطبيعي، نتيجة للتقدم التكنولوجي.
وبناء عليه، يجب فسح المجال لتكنولوجيا متطورة كاملة، تتوافق مع الطبيعة ودوامها. والأهم في ذلك هو توعية الإنسان، وتوعية بيئية شاملة ووضع أسس عملية لاستغلال الموارد النباتية والحيوانية، ووضع خطط دقيقة لحماية كوكب الأرض من كافة مصادر التلوث الكيميائية والحرارية والنووية، وتخفيض استهلاك الوقود في وسائل المواصلات وايجاد وسائل بديلة لا تترك آثارا سلبية في البيئة.
جامعة الكويت - كلية التربية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي