حروف باسمة

هبوب من سموم الوقت

تصغير
تكبير

الرياح تختلف في أنواعها واتجاهاتها ومورها، فمنها العاتية التي تثير الغبار وتحجب كل منظر جميل ومشهد بديع عن الرؤية، ومنها هواء رقراق عليل يضفي على النفس بهجة وعلى الروح سعادة، والمتأمل للرياح العاتية التي تهب على الدنيا فتزلزلها من مشاهد كئيبة وآراء متطرفة ومشاهد تدمي القلب، قبل أن تسيل الدموع من المآقي كم زلزلت الدنيا هذه الرياح، فمنذ الربيع العربي وحتى أيامنا هذه والدنيا تشهد نزعات واختلافات ومكائد ومصائد وشداخات كل يضعها للآخر وكل ينشد:
كلنا نمشي رويداً
كلنا يطلب صيداً


إنما الصيد هو أعداد كبيرة من الثكلى والمصابين واليتامى والجياع والمشردين في أصقاع الدنيا.
ما ابشعها من مشاهد، لم يكتفوا بذلك إنما توغلوا في اليمن ثم العراق وفي ليبيا والحوادث تترى، والفرق تتكاثر والأفكار تتلون وتتشكل وتتغير، وإن ما تشهده الساحة أخيراً من قتل واغتيالات وتصفية، إنما يريدون فيها أن يحل الدمار في آفاق هادئة ومطمئنة.
فما علينا أن نعمل في هذه الفترة العصيبة من هذا الزمن؟
وكيف نقابل سموم الوقت؟ كي لا تلفح وجوهنا، كما لفحت كثيرا من آفاق الدنيا فتأثرت بها، وفشلت ريحها علينا بالوحدة والتماسك، لأننا في ديرة كلها استقرار ولا يكمل هذا الاستقرار إلا إذا اتحدت القلوب وتوحدت الآراء وانصهرت جميع الاتجاهات والتوجهات والرغبات جميعها في بوتقة الكويت، ليكن رأينا الديرة وقلبنا الوطن وعيوننا الكويت، إنما جميع الكويتيين قلب واحد وجسم واحد وإشارة واحدة وعين واحدة تنظر لمصلحة الوطن.
يقولون لماذا تحب الكويت؟
لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟
فقلت: اسألوا الفجر عن نوره
وقلت: اسألوا البحر عن موجه
وقلت: اسألوا الطير عن وكره
وقلت: اسألوا الورد عن عطره
إذا ما عرفتم لهذا جواباً عرفتم لماذا أحب الكويت

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي