مواجهات الجبهة الشمالية... التهديد الأخطر لعام 2020
تقييم استراتيجي إسرائيلي: احتمال كبير بحرب على جبهات عدة
تأخذ إسرائيل، تهديدات المسؤولين الإيرانيين على محمل الجد، في أنها ستتضرر من رد طهران على عملية اغتيال قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد فجر الجمعة، في وقت قرر «الكابنيت» رفع حال التأهب في الشمال والجنوب.
وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أمس، أن تل أبيب رفعت مستوى التأهب في كل سفاراتها في العالم، وكذلك لدى أعضائها الديبلوماسيين، مع تعليمات مشددة لأخذ الحيطة والحذر، مشيرة إلى أن الجيش يحافظ على حال من الاستعداد والتأهب على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وأضافت أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، حض وزرائه مجدداً على عدم الإدلاء بأي تصريحات حيال القضية.
وفي الأثناء، سلم رئيس معهد بحوث الأمن القومي الجنرال احتياط عاموس يدلين، التقييم الاستراتيجي الأمني لعام 2020 إلى الرئيس رؤوفين ريفلين.
ويظهر من التقييم أن احتمالية الحرب في العام الجديد ستكون كبيرة، وخصوصاً مع «حزب الله» في لبنان، وقد تمتد إلى جبهات عدة، بعد سنوات من الهدوء، حيث يربط ذلك بسلوك إسرائيل في مواجهة التحديات الأمنية القومية الرئيسية التي تواجهها، بما في ذلك تصميم إيران على الاستمرار في برنامجها النووي وجهودها لتوطيد نفسها في سورية وغيرها من الساحات، ومنها تعزيز قدرة «حزب الله» الهجومية على امتلاك صواريخ دقيقة.
ويرى التقييم أن «هناك مفارقة ما بين قوة إسرائيل الواضحة والنجاحات المذهلة في مختلف المجالات واحتمال أن تكون الحالة الإيجابية هذه موقتة وهشة».
ويعتبر أن الأزمة السياسية في الدولة العبرية «لها علاقة مباشرة تجعل من الصعب وضع إستراتيجية واضحة حالياً للتعامل مع التحديات كافة»، مشيراً إلى أن عملية اغتيال سليماني «ستمنح بشكل كبير التقييم لإمكانية التصعيد العسكري، والحاجة إلى صياغة إستراتيجية إسرائيلية جديدة، فعملية الاغتيال ستخلق سياقاً جديداً، ويحمل إمكانية حدوث تحول استراتيجي، لا يزال من الممكن تقييم نطاقه وأبعاده».
ويقدر التقييم الأمني، أن إيران تدرس حالياً ردها على العمل الأميركي، وتنفيذ عمليات كان خطط لها مسبقاً سليماني في ساحات إقليمية متعددة. وفي الوقت ذاته لا يزال الوقت مبكراً لتقييم تأثير تصفيته، وتأثيرها على نظام الترابط والاتصال الذي أنشأه مع كل الجهات التابعة لإيران في المنطقة، وسمح لطهران بأن تكون أكثر شجاعة في تنفيذ سياساتها.
وأوصى التقييم بالتحضير لمجموعة من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك الأحداث المتصاعدة للنزاع الأميركي - الإيراني الواسع النطاق، والذي قد تشارك فيه إسرائيل أيضاً، وكذلك التعامل مع إمكانية تأجيل الرد الإيراني لاحقاً.
ويؤكد التقييم أن «وقوع حرب مع لبنان سيكون احتمالاً أكبر هذا العام، مع إمكانية تطوره لسيناريو حرب متعددة الجبهات ضد إيران وحزب الله والنظام السوري والمجموعات المسلحة الموالية لإيران في مناطق مختلفة منها سورية والعراق».
ويشير إلى أن «هذا هو أخطر تهديد لعام 2020، خصوصاً وأن التحديات التي تواجه إسرائيل في الساحة الشمالية قد تكثفت على مدار العام الماضي».
ويشدد على ضرورة أن تكون هناك خطوات استعداد من الجيش لحرب متعددة الجبهات، وخصوصاً الساحة الشمالية التي تعتبر أهم تهديد عسكري تقليدي.
ويقدر التقييم أن «الحرب الثالثة مع لبنان ستكون أكثر قوة وتدميرية من الحروب السابقة، وأن إسرائيل ستضطر للتعامل مع صواريخ ضخمة تضرب الجبهة الداخلية وبعضها دقيقة، مع استخدام القوات البرية»، داعياً إلى ضرورة خلق وعي واسع النطاق لدى الجمهور للتحمل والثقة بالقيادتين السياسية والعسكرية.
وتتطلب مخاطر التصعيد أيضاً من إسرائيل، إجراء مناقشة مبدئية حيال المنفعة العامة والمخاطر التي ينطوي عليها منع جهود تكثيف «العدو» التقليدية، على عكس جهود الملف النووي، الذي يوجد في شأنه إجماع واسع على أنه من المناسب استخدام القوة لإحباطه، كما جاء في التقييم.
وفي شأن الأسلحة الدقيقة، فإنه يتوجب إجراء النقاش حيال الضرر المحتمل من استخدامها، وخيارات التعامل معها هجومياً ودفاعياً، وإجراء مناقشة معمقة عن فكرة الضربة الوقائية ضد «حزب الله» في التوقيت المناسب لمثل هذا الهجوم، في ظل التقدم بهذا المشروع والبدائل الموجودة.
ويعتبر التقييم أن الملف النووي الإيراني يأتي في المرتبة الثانية، كأخطر تهديد محتمل، خصوصاً وأن هناك جهود إيرانية مكثفة لإنجازه لكن سيكون في المستقبل القريب وليس خلال العام الجديد، مع ضرورة استعداد إسرائيل لمثل هذا السيناريو.