حدّد «بنك الأهداف» بـ «القواعد العسكرية والبوارج والضباط والجنود»

نصر الله يعلن باسم محور المقاومة «حرب» إخراج أميركا من المنطقة

No Image
تصغير
تكبير
  •   كشف أن سليماني زاره  عشية مقتله... «نبّهته»  قبل أسابيع من تمهيد  أميركي لاغتياله

شكّلَ إطلاقُ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس، «الحربَ»، وباسم «محور المقاومة» ضدّ الوجود العسكري الأميركي في المنطقة «قواعد عسكرية وبوارج وضباطاً وجنوداً»، من ضمن ما أسماه «القصاص العادل» رداً على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، فجر الجمعة، تطوراً نوعياً سيجْري رصْد تداعياته على الإقليم الذي يقبع في «عين» المواجهة الأميركية - الإيرانية كما على لبنان الذي يَجِد نفسه على هذا «الفالق» انطلاقاً من وضعية «حزب الله»، كأبرز أذرع طهران العسكرية.
وجاء كلامُ نصرالله، في ختام احتفالٍ تأبيني لسليماني والمهندس أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليرْسم حداً فاصلِاً بين مرحلتيْن في المنطقة التي اعتبر أنها «أمام تاريخ جديد» انطلاقاً من خلفيات وأهداف عملية اغتيال «أعظم مَفاخر إيران (سليماني) والاسم المتكرر في كل ساحات المقاومة»، حتى بدا الأمين العام وكأنه يتلو «البلاغ رقم واحد» في مسار إخراج الأميركيين الذي حرص على «النأي بإيران» عنه «فهي لن تطلب من حلفائها وأصدقائها شيئاً، وعلينا نحن على امتداد أمّتنا ومنطقتنا الذهاب للقصاص العادل، لأن المسألة لم تكن استهدافاً لإيران بل لكل محور المقاومة».
وتَرَكَتْ إطلالةُ نصرالله، الذي بدا متجهّماً وأمسك دموعه أكثر من مرة خلال كلمته، علامات استفهام حول تأثيراتها على الوضع اللبناني الذي يعاني انهياراً مالياً - اقتصادياً وسط محاولات مستمرّة لاستيلاد الحكومة العتيدة التي تواجه معاينة لصيقة من المجتمع الدولي.


وعبّرتْ أوساطٌ مطلعة في بيروت عن خشية كبيرة من ارتداداتِ مواقف نصرالله، ولا سيما بعد اكتمال نصاب زوال الحدّ الفاصل بين «حزب الله» والدولة، لافتة إلى أن الأمين العام كرّس جعْل لبنان «رأسَ حربةٍ» في معركة التصدي للولايات المتحدة في المنطقة، تحت سقف المواجهة بين «المشروع الأميركي - الإسرائيلي» و«مشروع المقاومة»، بما تحمله من أبعاد «ما فوق المصالح اللبنانية»، مذكّرة بأنه وبمعزل عن الملف الحكومي، فإن اغتيال سليماني وما رافقه من مواقف رسمية كان تَرَكَ آثاراً سلبية في أوساط ديبلوماسية لجهة ما عكستْه من خروج عن «النأي بالنفس».
وما جعل مواقف نصرالله تكتسب طابعاً أكثر خطورة على الواقع اللبناني، تذكيره الضمني بمرحلة استهداف السفارة الأميركية وقوات المارينز في بيروت (العام 1983) بكلامه عن أن «الاستشهاديين الذين أخرجوا أميركا في السابق ما زالوا موجودين وأكثر بكثير، والمجاهدون والمقاومون الذين أخرجوها سابقاً كانوا قلة مستضعَفة، واليوم هم شعوب وجيوش لها إمكانات هائلة»، وتوعُّده الرئيس دونالد ترامب بأنه «عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالانتقال إلى الولايات المتحدة، سيدرك ترامب أنه خسر المنطقة وسيخسر الانتخابات الرئاسية».
وانطلق الأمين العام في كلمته أمام حشود في الضاحية الجنوبية حملت صور سليماني (والمهندس) التي انتشرت في أكثر من منطقة وعلى طريق المطار، وسط هتافات «الموت لأميركا»، من قراءةٍ لخلفيات اغتيال الجنرال الإيراني «في جريمة صارخة وواضحة أمَرَ بها ترامب ونفذتْها قوة من الجيش الأميركي»، متحدثاً عن الفشل المتوالي للإدارة الأميركية في كل من سورية، ولبنان والعراق واليمن وأفغانستان وفي إخضاع إيران وفرض صفقة القرن، ما يجعل ترامب يذهب إلى الانتخابات بلا إنجازاتٍ يُعتدّ بها أمام شعبه.
ورأى أن اختيار واشنطن اغتيال سليماني جاء لأنه «النقطة المركزية في دول وقوى وفصائل المقاومة، وبالتالي كان القرار بقتْله بشكل علني، وهذا كانت له أهداف سياسية ومعنوية وعسكرية بينها تغيير المعادلات»، معتبراً أنه في مواجهة أهداف الاغتيال «فإن أضعف الإيمان في رد الشعب العراقي هو إخراج القوات الأميركية وتحرير العراق من الاحتلال الجديد» ومعلناً «دم سليماني سيحرر العراق».
وأضاف: «نحن في حركات المقاومة علينا أولاً إفشال أهداف ترامب في ترهيبنا جميعاً في كل المنطقة من أجل أن نتراجع، الردّ الأول هو أن قيادات المقاومة ستبقى متمسكة بأهدافها وقضيتها المركزية، وشهادة سليماني ستكون حافزاً لنتقدم نحو الأهداف لأننا نشعر أننا على مفترق انتصار تاريخي واستراتيجي على مستوى المنطقة، ويجب أن نحمل دمه وأهدافه ونمضي إلى الأمام».
وتابع: «الرد، هو بالقصاص العادل. فهذه الجريمة مرتكبها واضح ويحب أن يتعرّض للعقاب. موضوع سليماني مختلف، فلو قامت أميركا بضرب هدف إيراني آخَر غير معني بما يقوم به محور المقاومة، ربما كان يمكن القول هذا شأن إيراني، ولكن قاسم سليماني ليس شأناً إيرانياً بحتا بل يعني كل قوى المقاومة في المنطقة، وشأن الإيرانيين كيف يردون وأين ومتى، لكن هذا لا يعفي محور المقاومة من المسؤولية».
ورأى «أن البعض في سياق القصاص العادل يعتبر أنه يجب أن يكون من شخصية أميركية بحجم سليماني، ولكن ليست هناك شخصية بحجم سليماني أو المهندس، وحذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب وقادته»، مشدداً على أن «القصاص العادل هو ما يلي: الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، القواعد العسكرية، البوارج العسكرية الأميركية، كل ضابط وجندي أميركي على أراضينا، الجيش الأميركي هو مَن قتل وهو مَن سيدفع الثمن».
ولفت إلى أنه «عندما نطرح ذلك، لا نعني الشعب الأميركي على امتداد منطقتنا، فهناك مواطنون أميركيون لا ينبغي المساس بهم لأن ذلك يخدم سياسة ترامب ويجعل المعركة مع الإرهاب»، مؤكداً «هذا هو الحجم الطبيعي للمسألة، وإذا مرت قضية الاغتيال بشكل عابر فسنكون أمام بداية خطرة لكل حركات وقيادات ودول ومحور المقاومة».
وأضاف: «إذا ذهبت شعوب المنطقة بهذا الاتجاه، الأميركيون سيخرجون مذلولين ومرعوبين كما خرجوا في السابق (...) ويجب أن يكون هدفنا في محور المقاومة أن الرد على دماء سليماني وأبو مهدي هو إخراج القوات الأميركية من منطقتنا، وإذا تحقق هذا الهدف فسيصبح تحرير القدس على مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل»، مؤكدا «عندما نأخذ هذا الخيار فليس من موقع الانفعال، نحن لسنا خائفين أو غاضبين، بل نعتبر أن هناك فرصة للتخلص من الهيمنة والاحتلال»، ومضيفاً: «ترامب الجاهل ومَن معه من حمقى لا يعرفون ماذا فعلوا والأيام ستكشف لهم ودم سليماني ليس كأي دم».
وكشف نصرالله أن سليماني «زارني في اليوم الأول من السنة (2020)» أي قبل يوم من اغتياله، لافتاً إلى أنه سبق أن حذّره قبل أسابيع من «أن ثمة تركيزاً عليك في الصحف الأميركية وبدأ الكلام عن الجنرال الذي لا بديل عنه بما يُعتبر تمهيداً إعلامياً وسياسياً لاغتيالك».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي