مأتمٌ حاشد في وداع الإعلامية اللبنانية
نجوى قاسم... «قطعة الكريستال» إلى خلف الضوء
إلى «خلف الضوء» عَبَرَتْ «قطعة الكريستال» لتستريح «على غيمةٍ» تاركةً وراءها المنبر والشاشة و... الضوضاء.
أمس، التحفت الإعلامية اللبنانية نجوى قاسم تراب بلدتها جون (إقليم الخروب - الشوف) وبلَدَها الذي سرى في دمها في غربتها وحَمَلتْه دائماً في قلبها ودمعها، وعاهدتْه يوماً بصوت جوليا بطرس «بكرا بيخلص هالكابوس، وبدل الشمس بتضوي شموس، على أرض الوطن المحروس رح نتلاقى يوماً ما».
في طقسٍ بدا وكأنه «يبكي» جميلة الشاشة التي خانَها قلبُها عن 52 عاماً وتَرَك الفضاء الإعلامي وهواء قناة «الحدث» بلا نبضها المهني والإنساني، شُيعت قاسم في مأتم حاشد، شارك فيه النائب محمد الحجار ممثلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وحشد من الوجوه السياسية وزملاء الراحلة من إعلاميين في المحطات اللبنانية والعربية والأهل والأصدقاء وأبناء المنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلين للأحزاب.
ونُقل جثمان قاسم من منزلها عبر إسعاف البلدة بمرافقة الأهل والأصدقاء، وأنزل النعش في الشارع الرئيسي وسط جون، وحمل على الأكف وصولاً حتى جبانة البلدة حيث صلى على جثمانها، وأمّ المصلين الشيخ خضر عيد.
وبعد مراسم الدفن كانت التعازي في حسينية بلدة جون، على أن تستمرّ طوال أيام الأسبوع في منزلها في جون الذي كانت حلمت بأن تستريح في كنفه عندما تقرر أن تُطْفئ العدسات، فإذ بالعتمة... «تسرقها من عزّ النوم».
4 يناير 2020 عادتْ «زهر البيلسان» إلى أرض وطنها ونكّست عطرها وودّعت العائلة والمحبّين و«العشب الداشر على الحيطان»، وسط دموعٍ غنّت...«وبإيدهن متل الشتي يدقوا البكي وهني على بوابي».