حروف مبعثرة

بكل حب... استقلت

No Image
تصغير
تكبير

25 سنة مرت وكأنها تكّات ثوان! فيها الفرح، الألم، المنافسة ولم تخلُ من المؤامرة !
خجولة ولجت بوابة وزارة الإعلام في شارع السور لأخرج اليوم منها مثقلة بخبرة تطلّبت كل الأسلحة النفسية والكلامية... حاضرة إن احتجتها أن تسعفني !
نظرة أخيرة إلى احتضان في غربة، إلى إحاطة عائلة !


تلفزيون دولة الكويت، بيتي، أهلي... عمر قضيته في أروقة... رائحتها عطر... وبردها... قشعريرة سلام !
حروف أخطها في وداع محب لكل من قابلته في مشواري... لمن أسعدني ومن ساعدني ومن... أشقاني وحاربني... لكنه لم يترك أثراً في مشواري !
أسماء ستظل محفورة في القلب والذاكرة لمسؤولين وزملاء لم يكونوا شركاء عمل فقط، بل كانوا خيراً من ألف صديق !
قلت مراراً إن تركي لتلفزيون الكويت يوماً لا ليُتَوّج بظهوري على محطة أخرى، ولم أبالغ في حينها. قلبي لم تتربع على عرشه جهة إعلامية سواه.
وجهي، صوتي وأدواتي الإعلامية التي صقلها، لا تُسخّر سوى لخدمة قضاياه بكل إخلاص وتفانٍ !
قرار الاستقالة اتخذته لأقفز إلى مربع آخر في حياتي! إلى نفسي وأنا وراحتي ووقتي! حان الوقت لألتفت إلى إهمال عانت منه بعض جوانب حياتي الأخرى وشعرت أنها تحتاجني اليوم أكثر من حاجة شاشة لي !
شعور تبادلته مع جهة عملي !
سنوات تقدير واحترام عشتها في كنف محطة لا أبالغ إن قلت إنني عشقتها... لم يعكرها سوى غيرة من هنا ودكتاتورية عنصرية من هناك !
سأشتاق إلى «أهلاً بكم أحبائي المشاهدين» و«إلى اللقاء يا أحلى أصدقاء». وجوه اعتدت لقاءها صباحاً لساعتين على مدى 25 عاماً تعدت بمدتها نصف العمر!
«صباح الخير يا كويت»، «ألوان»، «دليل التلفزيون»، «ليلة خميس» إلخ... ساعات الشعور بانعدام الجاذبية والتحليق في أفق مشاهد، شهرة وفقدان الإحساس بالوقت والمكان !
أترك مكاناً فيه وجوه أحببتها، ملامح تركت بصمة وأثراً... في حياتي.
تلفزيون دولة الكويت الحبيبة... جمهوري يا أحلى الأصدقاء... عائلتي في الاستوديو وخارجه... شكراً على المحبة... شكراً على الخبرة... وشكراً على فراق جميل يحمل في طياته ذكريات غالية !
* بعد الاستقالة، أكتفي بكتاباتي التي تشهد شغفاً يختلف عما ألفته سابقاً! كلمات يخطها قلبي قبل قلمي وتحمل في كل حرف قطرة تروي حنيني الإعلامي !

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي