سيناريوهات ما بعد مقتل سليماني
مشهدية فجر بغداد تغيّر المشهد في المنطقة
أثبت الرئيس دونالد ترامب أنه أحد أكثر الرؤساء الأميركيين جرأة ومغامرة، بإقدامه (وفق بيان البنتاغون) على إعطاء أمر بتصفية الجنرال الايراني الاشهر قاسم سليماني لدى خروجه من مطار بغداد، برفقة قيادات من «الحشد الشعبي» يتقدمهم أبو مهدي المهندس.
وفي حين توقعت مصادر قريبة من دوائر القرار في إيران، ألا يكون الرد أقل من إخراج القوات الأميركية من العراق، يبقى الواقع القائم هو أن الولايات المتحدة باتت على شفا مواجهة شاملة مع ايران وحلفائها في المنطقة، وأن الخطوط الحمراء السابقة انتهت.
وأمام مشهد فجر الجمعة في بغداد، ترتسم سيناريوهات قاتمة ليس فقط للعراق وإنما للمنطقة، وهو ما عبرت عنه المواقف الدولية وحتى من داخل الولايات المتحدة، في الساعات القليلة الماضية.
وبرأي مصادر متابعة، يمكن وضع هذه السيناريوهات ضمن 3 احتمالات: الأول أن ترد إيران سريعا بهجوم كبير على القوات الأميركية في العراق، وتستوعب واشنطن الهجوم ولا تنجر الى رد مضاد، لكن هذا السيناريو يستوجب عدم وقوع ضحايا أميركيين، والثاني أن تتريث ايران في الرد، وهو ما يفتح المجال أمام دخول أطراف ثالثة للعب دور الوسيط ونقل الرسائل، وفي هذه الحالة يمكن أن يتأخر الرد ويكون محدودا لحفظ ماء الوجه، أما السيناريو الثالث وهو الأخطر أن تختار ايران الرد الشامل المباشر وغير المباشر (عبر حلفائها)، بحيث تتحول المواجهة الى حرب استنزاف طويلة، تضطر معها الولايات المتحدة الى ارسال عشرات الالاف من الجنود الى العراق والمنطقة، وهو أمر لا يحبذه ترامب في السنة الأخيرة من ولايته.
وفي كل الأحوال، دخلت المنطقة اعتبارا من فجر اليوم، في مرحلة جديدة، عنوانها ما كان يصلح بين اميركا وايران قبل 3 يناير لم يعد يصلح بعده.