كثيرون فضلوا قضاء اللحظات الأخيرة من العام في المخيمات والاستمتاع بالأجواء الجميلة
الكويتيون في استقبال العام الجديد... البرّ يكسب
- حمد العصيمي: المخيمات مكان جيد لقضاء وقت الفراغ والخروج من روتين المدينة
- عبدالله العنزي: أسعار المخيمات الـ«مو مضبوطة» تصل إلى 300 دينار في الليلة
- حمد العودة: هناك مخيمات تحتاج إلى رقابة لأنها تكون مرتعاً للفساد
- سارة العنزي: نقضيها بالبر حيث يتم إطلاق ألعاب نارية فرحاً باستقبال السنة الجديدة
- دلال الجابر: نحتفل بالمنزل مع العائلة والأصدقاء المقربين
يثبت البر، عاماً بعد عام، أنه الحضن الدافئ للكويتيين، الذي يستغلون أي عطلة أو فسحة وقت لينطلقوا إلى أجوائه الجميلة لا سيما في مثل هذه الأيام... ولعل مناسبة استقبال العام الجديد، فرصة مواتية مع عطلة تمتد 4 أيام ليعمر البر برواده، هرباً من صخب المدينة، والعيش في أحضان الطبيعة، فيما فضلت فئة أخرى السفر لعيش لحظات استقبال العام في الخارج.
ومع اختلاف طرق الاحتفال بليلة رأس السنة، برز عدد كبير من المواطنين اختاروا «الزوارة» والجلوس مع الأقارب والأصدقاء، معتبرين أن الاحتفال «لا يجوز للمسلمين»، فيما رأى آخرون أن السفر الطريقة الأمثل لاستقبال هذه الليلة، والاحتفال بها، لمشاهدة مظاهر الاحتفال الحقيقية وفرحة الشعوب، مع لحظات اقتراب عقارب الساعة لدخول العام الجديد 2020 والتصرف بحرية، بعيداً عن القيود والتقاليد، في حين اختار البعض الاحتفال داخل الكويت، في المخيمات وسط الأجواء الشتوية الرومانسية، أو الحجز في أحد الفنادق المطاعم التي تشهد إقبالا كبيرا لتناول «عشاء فاخر»، أو التوجه إلى المزرعة أو الشاليه.
«الراي» جالت على الفنادق، والمطاعم، والمخيمات، لرصد استعدادات المواطنين وخطتهم لوداع 2019 واستقبال 2020 ... وفي ما يلي التفاصيل:
احتفالات المخيمات
في البر، وتحديداً بر الصبية، رصدنا أجواء المخيمات، فقال عبدالله العنزي، الذي يمتلك مجموعة من المخيمات، إن سوق تأجير المخميات تجارة رائجة، وتستقطب أعداداً كثيرة من الزبائن، لاسيما العائلات، لافتا إلى أن «مخيماتنا لا تستقبل إلا العائلات، أما الشباب فلا نتعامل معهم لما لهم من مشاكل وعوار راس».
وأفاد أن سعر إيجار مخيم العائلات مختلف عن المخيمات العادية، لاسيما المخيمات الـ«مو مضبوطة» التي تحصل بها أمور سلبية من رقص وأمور أخرى، مخالفة للقانون، لذلك تجد أسعارها مرتفعة جداً، وتصل إلى 300 دينار في الليلة.
من جانبه، قال حمد العصيمي الذي يعرض مخيمه للايجار، إن «المخيمات متنفس ومكان جيد لقضاء وقت الفراغ، والخروج من روتين المدينة، وصخب الشوارع، لذلك تجد الكثير من الناس يذهبون إلى البر للاستمتاع، وكسر الروتين».
وأضاف إن الأمر لا يخلو من بعض المشاكل من قبل الشباب المتهور، الذي يحول المخيم إلى ملهى ليلي للرقص، والـ«خربطة»، وهذا لا يمنع من وجود مخيمات ملتزمة، ومنضبطة وفق القانون، مؤكداً أن «المخيمات تعتبر من الاماكن الترفيهية التي تستقطب الكثيرين».
وبشأن مستلزمات المخيمات، أكد أن المخيم يحتاج إلى جميع سبل الراحة من مفروشات، وجلسات عربية، وموقد للتدفئة، ومطبخ، ومكان مخصص للنوم، وديوانية، وخيمة للراعي، مع ضرورة وجود حمامات ومغاسل وإضاءة، إلى جانب الكماليات التي تزين المخيم، وتضيف له لمسة جمالية.
واضاف ان مظاهر الاحتفالات في المخيمات هي إطلاق الألعاب النارية، وتشغيل الاغاني، وعمل مسيرات داخل البر، كما أن هناك من يقوم بعمل حركات، وطرق بمزاجه، وحسب رغبته، لافتاً إلى مواقع المخيمات هي التي تحكم على تصرفات أصحابها، فالمخيمات القريبة من المنازل عادة ما تكون للشباب، او ما يسمى بالـ«ديوانيات»، أما المخيمات البعيدة فتكون للعائلات.
من جانبه، قال حمد العودة، صاحب أحد المخيمات، إن المخيمات، لاسيما مخيمات الشباب تحتاج إلى رقابة، وتشديد للمتابعة من قبل الجهات المعنية، فهناك أكثر من مخيم ومنها القريب من المناطق السكنية يكون مرتعا للفساد، والرذيلة، وهناك مقاطع فيديو، وثقت مشاهدة مليئة بالمناظر البشعة حتى «بطول» خمر كانت موجودة، وجلسات على طريقة المراقص.
واضاف العودة أنه وضع مخيما مع عدد من أصدقائه، لكن بعد أيام تعرض للسرقة وتوجه للمخفر لتقديم بلاغ، وفوجئ بأن العشرات من المخيمات تعرضت للسرقة أيضا، وعدد البلاغات كان 18 بلاغا، وهذا يدل على وجود فوضى كبيرة في البر وغياب الرقابة، حيث لا يوجد لا نقاط تفتيش، ولا دوريات تجوب البر.
«الزوارة» مع العائلة والأهل
بدوره، قال موسى البارون «في مثل هذا اليوم يجب على كل شخص أن يحتفل بوطنه وسط عائلته وأصدقائه المقربين»، مشيراً إلى هناك الكثير من الفعاليات التي يستطيع أي شخص القيام بها في الكويت، وأن جميع الفنادق والمطاعم والمجمعات التجارية تتأهب لمثل هذا اليوم، وأنه يفضل قضاء هذه الفرحة «بالديرة» مع أحبائه في المخيم، أو الحجز بأحد المطاعم الفاخرة لتناول العشاء.
وجاء رأي دلال الجابر مطابقاً للبارون، وقالت «أفضل (أجابل ديرتي) بهاليوم، بدلاً من استقبال السنة، بعيداً عن الوطن الذي أعطانا الكثير، لذلك نحتفل في كل سنة بالمنزل مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين».
أما ايمان الشخص، فأكدت أنها تستقبل السنة الجديدة مع زوجها وأطفالها، وتحاول بقدر المستطاع تنظيم فعاليات، ومسابقات للصغار، ليشعروا بالسعادة والفرح، وترغيبهم بقضاء وقت أكبر مع العائلة، وأضافت أنها تعد وجبة الشواء بمشاركة زوجها في نهاية الليلة لتناولها معاً.
وبيّن عبدالعزيز التركي، أنه لن يغيّرعادته السنوية في حجز طاولة بأحد مطاعم الفنادق الفاخرة، لتناول العشاء بصحبة عائلته والأصدقاء، للاستمتاع مع بقية الزبائن بمشاركتهم بالعد التنازلي لحلول السنة الجديدة مع دقات الساعة 12 صباحاً.
من جهتها، ذكرت سارة العنزي، أنها تستمتع بقضاء عطلة ليلة رأس السنة في مخيم خاص بأفراد عائلتها، بعيداً عن ازدحام المدينة وصخبها، وأنهم يقومون بإطلاق الألعاب النارية في السماء عند تمام الساعة 12 صباحاً، تعبيراً عن سعادتهم باستقبال السنة الجديدة.
كما قالت حصة الراشد، إنها لا تحتفل بحلول رأس السنة، وتعتبره يوماً عاديا وتقليديا لها ولعائلتها، مبينةً أن الاحتفال ليس من تعاليم الدين الإسلامي، ولا يجب على المجتمع المسلم الاحتقال به.
من جهتها، فضلت حنان عبد الله الحجز للسفر إلى لندن، للاحتفال بهذا اليوم، لافتة إلى أنها تفرغ كل طاقتها السلبية في سفرها، والتخلص من ضغوطات السنة السابقة، لتكون بكامل الاستعداد لاستقبال السنة الجديدة.
السنة القديمة تنتهي بإنجاز
... والجديدة
تبدأ بأرباح
رأى مدير إدارة تطوير أعمال مجموعة السفير للفنادق والمنتجعات وسام انجبار، أن بلوغ يوم رأس السنة من المواسم الـ«High Season» للفنادق والمطاعم في أنحاء العالم، ما يساهم في ارتفاع أسعار الحجوزات بنسبة ليست بـ«المرتفعة» كثيراً، نظراً للخدمات الاضافية التي تقدم للزبائن والنزلاء، الراغبين بقضاء ليلة غير تقليدية احتفالاً باستقبال العام الجديد.
وأشار إلى أن نسبة الحجوزات ترتفع لتصل إلى 90 في المئة في الفنادق، لتنتهي السنة القديمة بإنجاز كبير، وتبدأ السنة الجديدة بأرباح وصفها بالممتازة. وقال «إن الفنادق تعتمد بالدرجة الأولى على نزلائها من المواطنين، من ثم زائري دول مجلس التعاون الخليجي»، والفنادق التابعة لمجموعتهم «لا تقيم حفلات خاصة، التزاماً بالقانون، وحرصاً على عدم حدوث أي مشاكل أو عراقيل».
وعن التجهيزات استعداداً لهذا اليوم، أشار إلى إعداد عشاء فاخر في مطاعم الفنادق، ليصل سعر التكلفة على الشخص الواحد إلى 28 ديناراً، بدلاً من 16 في الأحوال العادية، وتجهيز حزمة من العروض المميزة للنزلاء، وتزيين الفندق بالكامل للتعبير عن الفرحة، بالاضافة إلى أن إدارة الفندق تقوم بتمديد الأوقات المخصصة لوجبة الفطور في اليوم التالي لسهرة رأس السنة، مراعاةً وحرصاً على راحة الجميع.