رواق

قُبلة وقِبلة

تصغير
تكبير

تصدرت الصفحة الأولى لـ«الراي» أمس صورة وزير الخارجية الجديد، الشيخ الشاب الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، يطبع قبلة على جبين سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد، الذي تتلمذ على يديه في وزارة الخارجية، قبل أن تتزايد المسؤوليات فيصبح الوزير رئيساً للوزراء ويخلفه مدير مكتبه في الوزارة ليطبع على جبينه قبلة امتنان وتقدير.
ما أشبه اليوم بالبارحة، فصورة قبلة الناصر على جبين الخالد أعادت شريط الذكريات نحو خمسة عشر عاماً، عندما تولى وزير الخارجية الجديد، في ذاك الوقت، الشيخ الشاب الدكتور محمد صباح السالم الصباح مهام وزارة الخارجية خلفاً لخاله، سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
كان التصريح الأول الذي كتبته لمحمد الصباح وقتها: «أنا أكثر الوزراء حظاً»، لتسلمه وزارة أسسها وأدارها عميد الديبلوماسية العربية ومؤسس سياسة الكويت الخارجية وموجهها، في اللقاء الأول، بين السلف والخلف، انحنى محمد الصباح ليطبع قبلة على كفي صباح الأحمد، يومها كتبنا «ديبلوماسية الكويت قبّلت يد قِبلتها»


كان الشيخ صباح - ولا يزال - قبلة الديبلوماسية، لا في السياسة الخارجية الكويتية وحسب، بل ملاذاً آمناً لمعظم الحلول الديبلوماسية خليجياً وعربياً وإقليمياً.
مثلما كان الشيخ صباح المعلم الأول للشيخ محمد الصباح، كان الشيخ محمد المعلم الأول لأحمد الناصر، الذي سار على خطاه فخلف خلفه.
بين قبلتين تتضح قبلة السياسة الخارجية، بخطى صباحية، من صباح السالم ونجله ارتكازاً على صباح الأحمد وامتداداً لصباح الخالد ليسير تلميذ الديبلوماسية النجيب وابن الخارجية البار، على النهج نفسه لا نعرف إن كان أكثر الوزراء حظاً أم أكبرهم مسؤولية أم لا فرق بين الاثنين!
في كل الأحوال، مبروك علينا، تولي أحمد الناصر وزارة الخارجية - ورغم أن شهادتي مجروحة في الوزير الجديد للمعرفة القديمة - إلا أنني واثقة بأن ثمة إضافة تستعد إليها وزارة الخارجية على يدي الوزير الجديد، الذي حدد قبلته بقبلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي