رواق

اللا إنسان

تصغير
تكبير

نحتاج إلى فض اشتباك بين عالمي الحيوان والإنسان، يمنع استخدام الثاني للأول كشتيمة رفقاً بمشاعر الاثنين معا!
ثمة مشاعر جميلة في عالم الحيوان قد يفتقر إليها الانسان أحياناً، فالانسان عندما يتجرد من إنسانيته يتحول كائنا آخر لا يرتقي إلى وفاء الكلب وصبر الحمار، ولا شجاعة الكثير من الحيوانات التي يُشتم بها!
إن نعت أي إنسان بالحيوان يتطلب أولاً التأكد من تحلّيه بمواصفاته، التي أضاف إليها الله سبحانه وتعالى نعمة العقل... إن فقد الإنسان عقله - الفاصل بينه وبين الحيوان - فقد إنسانيته وحيوانيته معاً، وأصبح كائناً هلامياً يعيث في الأرض فساداً!


وقد يصل الشر في بعض البشر إلى درجة تتبرأ منها الشياطين، حتى نظن أن غيرهم من البشر ملائكة، بفضل إنسانيتهم فقط لا غير!
المقارنة بين الإنسان والحيوان في الغالب تنتهي حالها حال المقارنات غير المتكافئة بخسارة الطرفين، على غرار قصيدة شهيرة للشاعر أحمد مطر يقول مطلعها: قال الولد للحمار يا غبي... فرد الحمار على الولد: يا عربي!
وتحديد العرب من دون غيرهم في القصيدة المذكورة، ربما لأن غير العرب يعون الفرق بين العالمين ولا يتنابزون بألقاب الحيوانات مثلنا!
فض الاشتباك بين العالمين مطلب ملح في عالمنا العربي، بحيث ينتج عنه تمسك الإنسان بإنسانيته، والحيوان بحيوانيته، ومثلما لا يتحول الحيوان إلى إنسان حين يتخلى عن حيونته لا يتحول الإنسان حيواناً إن تخلّى عن إنسانيته، فهو إما أن يكون إنساناً بكل معنى الكلمة وإما لا إنسان.
فالحيوان أفضل بكثير من اللا إنسان، ما مناسبة المقال عن عالم الحيوان؟ اليوم الخميس و«مالي خلق» أكتب مقالاً أكثر جدية من المكتوب أعلاه، و«لا انتو لكم خلق تقرون كلام جاد»، وسط الأجواء الجادة من حولنا، لذلك فإن كتابة مقال عن اللا إنسانية أفضل من اللا مقال!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي