«قال بومحضار» كلمته ضمن الموسم الثقافي 19 /‏20

الضويحي وعبدالواحد أنقذا الحفل في «مركز جابر الثقافي» ... والرويشد «عسى الله يعينه»!

تصغير
تكبير

الضويحي كان متمكناً في أدائه وواثقاً من نفسه...رغم رهبة القاعة في المسرح الوطني

موال «قل للمليحة» كشف  عن إمكانات عبدالواحد...  وتعدّد طبقاته الصوتية

الرويشد «تبع قلبه»...  ولم يتبع الموسيقى  التي سبقت صوته  بخطوات كثيرة


الفنان عبدالله الرويشد يتعثّر على خشبة المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الثقافي، للعام الثاني على التوالي.
ولكن تعثره هذه المرة لم يكن سببه سماعة المسرح، كما حدث العام الماضي، بل تعثّر في الغناء العدني، غير ذي مرة، ولم يُحسن الأداء لما «قال بومحضار». في حين أن الفنانين عبدالعزيز الضويحي وفؤاد عبدالواحد أنقذا تلك الليلة من مغبة السقوط!
الفنانون الثلاثة اجتمعوا يومي الخميس والجمعة الماضيين، في المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الثقافي، وأحيوا حفلاً غنائياً، ضمن الموسم الثقافي 19 /‏20، احتفاءً بالشاعر والملحن اليمني الراحل حسين أبو بكر المحضار، الذي ترك إرثاً كبيراً من الأشعار والألحان التي تغنى بها عمالقة الطرب الخليجي، بينهم رفيق درب النجاح الفنان الراحل أبو بكر سالم و«فنان العرب» محمد عبده، وتعنونت كلتا الليلتين بشعار «قال بومحضار».
وفيما كان محبّو الفن العدني، يعوّلون، في الليلة الأولى التي حضرتها «الراي»، على فنان لامس الأربعين عاماً في المشوار الفني، خيّب الفنان عبدالله الرويشد، الذي اختتم ليلة «بومحضار» الآمال، ولم تأتِ مشاركته وفق تطلعات وآمال الجمهور. إذ بدا الرويشد متثاقلاً في غنائه كما خطواته، وكلمة «هاوٍ» أقل ما يمكن أن يوصف بها.
الرويشد قرر الغناء جالساً في بادئ الأمر، وهذه ليست من عاداته... هو الذي اعتاد في كل حفلاته أن يُغني واقفاً، ويتحرك كثيراً على الخشبة.
فور جلوسه على المسرح، احتضن الرويشد عوده، لكنه لم يعزف عليه كثيراً، فغنى «العشق بلوة» وهي من «مقام بياتي» وإيقاع «شحري». بيد أن الأغنية لم تؤد بشكل جيد، رغم محاولات الرويشد استعراض قدراته الصوتية، والتي أصبحت «نشازاً» في الكثير من الأحيان. وهنا حاول أن يبث شيئاً من المرح في المزاح مع الجمهور، بعدما أخفق في إسعادهم بالغناء.
الرويشد، قدم أيضاً أغنية «ساهر وسهران»، من «مقام عراق» وإيقاع «بدوي»، والتي لعبت من خلالها الفرقة اليمنية دوراً كبيراً في إشعال المدرجات. تلتها أغنية «غصن البان»، وهي «مقام حجاز» وإيقاع «شرح».
وبعدما استشعر بحالة الملل التي خيمت على المدرجات، قرر الرويشد التخلي عن «عوده» والنهوض من على مقعده ليؤدي أغنية «من يدري»، تبعها بأغنية «أتبع قلبي»، لكنه لم يتبع فيها الموسيقى التي سبقت صوته، بخطوات كثيرة.
واختتم الرويشد الليلة الأولى من حفل «قال بومحضار» بأغنية «عويشق عسى الله يعينه»، بأداء باهتٍ، أخفت عيوبه خطوات المُغادرين من المسرح قبل الانتهاء، فقال أحدهم مازحاً: «الرويشد عسى الله يعينه».

الضويحي... الخبير
وكان الحفل بدأ برائعة «قال بومحضار» التي تفننت بأدائها جوقة الكورال بفرقة مركز جابر الثقافي، كما تألقت مجموعة من الراقصين اليمنيين بالرقصات والصفقات الحضرمية، التي سخنت الأجواء في وقت مبكر للغاية.
بعدها، أطلَّ الفنان عبدالعزيز الضويحي على خشبة المسرح، فأثار بحضوره عاصفة من الهتاف والتصفيق، ليرد التحية بمثلها إلى الحاضرين، قبل أن يشدو بأغنية «يا سهران ليش السهر» وهي من «مقام بياتي» وإيقاع بدوي.
ولعل خبرة الضويحي في غناء العدني من خلال الجلسات الشعبية التي دأب على إحيائها في السابق منحته الثقة في الأداء، حيث بدا متمكناً وواثقاً من نفسه بالرغم من رهبة المكان، لا سيما أنه يقف أمام جمهور واعٍ، يُجيد الفصل بين الجيد والرديء.
الضويحي، قدم أيضاً أغنية «سر حبي» من «مقام كرد» وإيقاع «رومبا»، وهي إحدى أغاني الفنان الراحل أبو بكر سالم، التي اشتهرت كثيراً، ويحفظها الجمهور الخليجي عن ظهر قلب.
ثم أطرب جمهوره بأغنية «كما الريشة» التي هزّت المسرح، خصوصاً حين شاركت الفرقة اليمنية برقصاتها المعروفة، التي شكلّت تناغماً مع اللحن والإيقاع. بينما اختتم الضويحي وصلته بأغنية «المحبة ولا شي» من «مقام راست» وإيقاع «رومبا»، ليغادر المسرح وسط صافرات الإعجاب وسيل من العبارات المشجعة، التي غمرت أركان المسرح الوطني.

عبدالواحد... المُلهب
بعد ذلك، التقى الفنان اليمني فؤاد عبدالواحد جمهوره، وكان في لقائه وابلاً من التصفيق، فأثنى كثيراً على ذائقتهم، واصفاً الكويت بأنها بلده الثاني، ولا تنفك تحتفي بالمبدعين من طراز الشاعر والملحن الراحل حسين أبو بكر المحضار.
واختار عبدالواحد أن يغني من روائع «بومحضار» أغنية «لو خيروني» من «مقام كرد» وإيقاع «رومبا»، حيث قدمها بإحساس مرهف للغاية، هز مشاعر الحاضرين بقوة، كطائرٍ يهز غصن الشوق بصوته الكرواني الجميل.
بعدها، ألهب عبدالواحد حماسة الجمهور بأغنية «سير وتخبّر» وتنتمي إلى «مقام نهاوند» وإيقاع «غيّه»، ولاقت الأغنية تفاعلاً وانسجاماً كبيرين. تبعها بموال «قل للمليحة» الذي برهن من خلاله عن إمكاناته الصوتية وتعدد طبقاته، فأغنية «حيث حلّيت ياريم اليمن» من «مقام راحة الأرواح» وإيقاع «رومبا»، ليختتم وصلته بعدما أشاع جواً ممتعاً بأغنية «بين المحبين» ذات «المقام البياتي» وإيقاع «الشرح».


الفصل الثاني
بعد استراحة قصيرة، عادت فرقة مركز الشيخ جابر الثقافي إلى المسرح من جديد، لتعزف باقة من الأغاني الخالدة للشاعر المحتفى به، والتي صدحت بها جوقة الكورال، ومنها أغنية «الله الله بالأمانة»، تبعته بـ «ميدلي مختارات المحضارات»، إلى جانب أغانٍ عدة، مثل «ورى الأيام لك وحدك»، «عاد الهوى عاد»، «رمش عينه»، «سيبوني كذا ناسي»، «يا زارعين العنب» و«وينك يادرب المحبة».

لقطات من الحفل

? ديكورات المسرح كانت تحفة فنية في حد ذاتها، حيث بدت كأطلال وقت الغروب، كما أشاعت جواً من عبق التراث والأصالة.

 ? تميزت فرقة مركز الشيخ جابر الثقافي بالزي الوطني وبالأداء الموسيقي والغنائي، بالإضافة إلى تألق جوقة الراقصين في الفرقة اليمنية وهم يرتدون الزي اليمني التقليدي، حيث أشعلت المكان بالصفقات والرقصات.

 ? من المؤسف أن يتفوق فنانون شباباً مثل فؤاد عبدالواحد وعبدالعزيز الضويحي في الغناء العدني، على فنان «قديم» مثل الرويشد، الذي يبدو أنه لا يزال هائماً في نشوة النجومية!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي