في كل مرة أشير فيها إلى اسم وافد في مقال يترك القراء المقال ويتحدثون عن الوافد! ربما لأن الكويتي اعتاد كما قلت من قبل على أن «حطها براس وافد واطلع سالم»، وإن كنت لا أعتقد أن زميلي إبراهيم العوضي كان يتبع النهج نفسه، بل ربما عكسه، عندما كتب مقالته «الأخيرة في الرشوة» ليشير إلى صاحبنا «كومار» (الذي اعتبره مارد المصباح في الجهات الحكومية لتخليص المعاملات)، ومن وراء «كومار»، والواقع أن كومار فقير مسكين لم يطلب شيئاً أنا التي أفسدته بإعطائه المقسوم ليس باعتباره «رشوة» والعياذ بالله، بل رسوماً نظير خدمة تسببت في راحتي وبالتالي إن كان هناك منو وراء كومار فهو أنا، لا انكر وجود فاسدين كبار لكني أنكر أن يكون كومار فاسداً، فان فسد فنحن الذين افسدناه!
يقول زميلي في سياق المقال إن الوضع يحتاج إلى «عين حمرة»، وأنا وإن كنت أتفق معه إلا أنني أرى أن كومار «خط أحمر» فلولاه سنتوجه في الإدارات لأسابيع وربما أكثر في سبيل تخليص ورقة، يخلصها كومار في ساعتين أو أقل ليس بسبب الفساد ولكن بسبب نشاط كومار، وتنظيمه للوقت، إي والله، فكومار مثال للموظف الذي يعرف كيف ينظم الوقت: يعمل حينما تتناول الموظفات البطاط والبيديان، ويتناول التشباتي والكرك عندما يخلو المبنى من المراجعين، أو هو يقوم بإخلائه، بالتطوع لتخليص المعاملة أملاً في المقسوم، لا اشتراطاً له، وهذا الأمل كثيراً ما يخذله عندما يضع بعض المعازيب رجلاً على رجل بعد أن ينجز كومار مهامه، رافضين دفع ولا فلس له متذمرين من الاستغلال ولا ندري مَن يستغل مَن هنا!
نعود لاستعراض مواهب كومار المتعددة من النشاط «هاب ريح»، إلى تنظيم الوقت إلى حسن المعاملة، والتواصل، والمتابعة، لا أحد يعرف ثقافة ووعي وإدراك كومار، لا أحد لديه وقت في مناقشة كومار في أي شيء، لذلك حين مل كومار عدم الحديث معه بادرني بالحديث ذات مرة «انت يكتب في جريدة؟ أنا يشوف انت صورة» لم آخذ وأعطي معه كثيراً لكني أطرقت متأملة كيف يتسع اطلاع كومار ليصل إلى مطبوعة لا تصدر بلغته؟ وهل يمكن اعتبار معرفته بشخصي الضعيف معياراً لثقافته؟ ثم قاطع كومار تساؤلاتي برجاء «ماما لا يكتب عني» ولم أنفذ رجاء المسكين كومار فصرت أنا والكويتيين عليه، فكتبت ما كتبت ولو على سبيل الدفاع، والرد على زميلي الفاضل، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيعرف كومار أني كتبت عنه؟