الترشيحات والمفاوضات سارت على نسق «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»
التشكيلة الحكومية... «الدخان الأبيض» ينتظر حسم حقيبتَيْن
بين سرية بالغة لم يخترق جدارها «التواصل الاجتماعي»، وتكهنات اتسع مداها وتشعب، فضّل سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد أن ينتقي وزراءه بعيداً عن الضغوطات والترضيات والاختيارات التقليدية، التي تخضع في الغالب لاعتبارات غير مهنية، وربما لا تفرز أحيانا وزراء قادرين على التعامل بجدية مع الحقيبة الوزارية التي توكل إليهم.
ورغم أن الخالد عانى من قصر عمر الحكومة المقبلة التي تُشكّل في الفصل التشريعي الأخير لمجلس 2016، والذي كان وراء اعتذار الكثير من المرشحين للتوزير، لظنهم أن الحكومة المقبلة «محرقة» لكل وزير يقبل أن يكون ضمن طاقمها، مضى رئيس الوزراء يختار لكل وزارة من يرى أن بوسعه القيام بالتجديد والتطوير ومحاربة الفساد، العنوان الذي تسيّد المؤتمر الصحافي الذي عقده الخالد مع رؤساء تحرير الصحف اليومية عقب تعيينه رئيسا للوزراء.
ووفق مصادر نيابية، فإن الخالد اقترب من وضع لمساته الأخيرة على التشكيلة الوزارية المرتقبة، وأنه قابل في نهاية الأسبوع الماضي أكبر عدد من المرشحين للتوزير، وهناك من اعتذر لإصراره على حقائب بعينها، ولم يقبل ما عرض عليه، بحجة أنه لا يرى توافقه مع الحقيبة الوزارية التي رشح إليها.
وقالت المصادر لـ «الراي» إن الترشيحات والمفاوضات والاعتذارات أحيطت بسرية تامة، لدرجة أن المقابلات مع المرشحين تتم بصورة منفردة منعاً لتسرب الأخبار.
وأوضحت أن التشكيلة المرتقبة ستضم أسماء جديدة في وزارات سيادية من مثل الداخلية والدفاع والخارجية، بعد إعفاء وزيري الدفاع والداخلية في الحكومة السابقة، الأمر الذي ضاعف من الجهد المبذول من الشيخ صباح الخالد، نظراً لحساسية هذه الوزارات وللمحافظة على بعض التوازنات السياسية والاجتماعية.
وذكرت المصادر أن هناك حقيبة أو حقيبتين لم يتم حسمهما بعد، ومن المتوقع الانتهاء منهما في أي لحظة خلال الأسبوع الجاري، تمهيداً للاعلان عن التشكيلة، ليتسنى لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الدعوة إلى جلسة 24 الجاري في حال باتت الحكومة جاهزة.