الضغوطات السياسية أثرت سلباً على القطاع

مستقبل بريطانيا عقارياً أفضل بكثير... بعد «بريكست»

تصغير
تكبير

أشارت وكالة «بلومبرغ»، إلى أن الضغوط السياسية في لندن، أثرت سلباً على القطاع العقاري في البلد، الذي يعتبر مركزاً مالياً عالمياً، إلا أن مشتري العقار هناك سيجني فوائد الارتفاعات الكبيرة في الأسعار بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت الوكالة عن كبير المسؤولين الحكوميين في شركة «كريستي وورلد وايد أكتيف بروبرتي»، المتخصصة بالعقارات، دان كون، أن مستقبل عقارات بريطانيا سيكون أفضل بكثير، بعد الانتهاء من إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، متوقعاً أن تستعيد عافيتها بشكل سريع.
وبيّن كون أن أسعار العقارات في بريطانيا انخفضت بسبب الصراع السياسي الطويل، في ما يخص الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكست).


وتوقعّ كون أن يصل الصراع السياسي في بريطانيا، والذي دام 3 سنوات، حول خروجها من الاتحاد الأوروبي، إلى ذروته في الانتخابات التي دعا لها رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون اليوم، في الوقت الذي يتطلع منافسه زعيم حزب العمل جيريمي كوربين، إلى إجراء استفتاء ثانٍ، في الوقت الذي منح الاتحاد الأوروبي بريطانيا مهلة لإتمام الخروج تنتهي بـ31 يناير المقبل.
وبيّن كون أن سوق العقارات البريطانية، شهد خلال السنوات القليلة الفائتة، انخفاضاً بأسعار العقارات في المناطق الأكثر غلاء في لندن، بنسبة 20.4 في المئة منذ أن بلغت ذروتها في عام 2014، مشدداً على أن «بريكست» زاد من موجة الهبوط في بقية مناطق البلاد المتفرقة بنسبة 13.6 في المئة.

باريس استفادت  
من ناحية ثانية، أصبحت باريس واحدة من أغلى أسواق العقار في أوروبا، بحيث لعب الإعلان عن «بريكست» دوراً كبيراً في رفع أسعار العقارات هناك، بعد مغادرة الكثير من المنظمات، والبنوك، والشركات الدولية، لندن إلى باريس.
ولفتت الإذاعة الوطنية الأميركية العامة (NPR) في تقرير لها، إلى أن الكثير من المؤسسات الدولية، تركت لندن إلى باريس، أو أمستردام، أو فرانكفورت، لضمان بقائها في الاتحاد الأوروبي، منوهة بالصعوبات الكبيرة التي واجهها موظفو تلك الشركات والبنوك والمنظمات لنقل أسرهم.
 واستعرض التقرير كيف انتقلت عائلة بيلر غوتيريز، وهي مواطنة إسبانية، وتعمل لدى الهيئة المصرفية الأوروبية، إلى شقتها الفسيحة المكونة من 4 غرف نوم في وسط باريس، مع موجة عائلات تلك المؤسسات الكثيرة التي تركت لندن وذهبت إلى باريس، لافتة إلى أن بعضهم لا يجيد اللغة الفرنسية.
ونقلت الإذاعة عن غوتيرز، أن خبر توجه بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، شكل صدمة للشركات، والبنوك، والمنظمات الأوروبية، وأنه منذ ذلك الحين أدركت أنه يتوجب عليها التحرك لضمان سير أعمالها بسلاسة داخل الاتحاد.
وأكد التقرير أن فرنسا اتخذت منذ الإعلان عن «بريكست»، التدابير الكفيلة باجتذاب كبرى المؤسسات والبنوك العالمية إليها، والترحيب بعائلات موظفيها، بحيث قامت الحكومة بخفض الضرائب المفروضة على الثروات، إلى جانب فتح العديد من المدارس الدولية الجديدة في باريس، لاستيعاب أولاد الساكنين الجدد.
ونقلت الإذاعة عن سمسارة العقارات الراقية، ماري هيلين لوندغرين، أن المشترين اختاروا دائماً باريس لجمالها، وبسبب مأكولاتها المناسبة لهم، وثقافتها، ولكنها أصبحت الآن الخيار الاقتصادي أيضاً، مؤكدة أن فرنسا لم تشهد قط مثل هذا السوق المزدهر منذ 22 عاماً.
وبينت أن شركتها تبيع في مواسم الطلب القليل نحو 3 إلى 4 عقارات يومياً، وأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس هو السبب الوحيد وراء تدفق الناس إلى باريس، بل هناك أسعار الفائدة المنخفضة، والسياسات المؤيدة للأعمال التجارية للرئيس إيمانويل ماكرون.
وأفادت الإذاعة نقلاً عن صحيفة «لو باريزيان»، أن سعر العقارات في العاصمة الفرنسية باريس، ارتفع بنسبة 248 في المئة خلال العقدين الأخيرين، لافتة إلى أن ارتفاع أسعار الشقق يدفع بعض العائلات من الطبقة الوسطى إلى خارج المدينة.
وأضافت أنه وبغرض إيقاف عملية النزوح الكبيرة، قدّم عمدة باريس، لوائح جديدة للحفاظ على الإيجارات ولتكون في متناول اليد، وأكدت أن هذا لن يوقف ارتفاع أسعار العقارات لأن الناس لا يشترون شققاً لتأجيرها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي