أكد أنه ينتمي للمجتمع المدني وليس حزباً أو تكتلاً سياسياً
العنجري: مركز «ريكونسنس» يسعى لدعم «القوة الناعمة» الكويتية
- الكويت ينقصها صوت الوسط بين مؤيدين كثر ومعارضين للحكومة
- الحوار المستمر بعقلانية هو ضربة استباقية للمصائب
- في يناير سننظم ورشة عمل ومعرضاً فنياً لرسامين كويتيين
اعتبر مدير مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» عبدالعزيز العنجري، أن الكويت ينقصها تدعيم صوت الوسط بين أصوات مؤيدة كثيرة، ومعارضة لديها من هامش الحرية ما تعبر به عن أفكارها، مؤكداً أن المركز يسعى على دعم «القوة الناعمة» الكويتية لشرح مواقفها المختلفة، من خلال عقد الندوات واللقاءات واستضافة شخصيات أجنبية.
وقال العنجري، في حوار مقتضب مع «الراي» أثناء لقاء جون ديوك أنتوني، أن المركز لا يزاحم أحداً، لعدم وجود من يزاحمه، مشيراً إلى ان المركز ينتمي للمجتمع المدني، وليس حزباً ولا تكتلاً سياسياً يسعى لتحقيق مكاسب انتخابية، وأن علاقته الطيبة بالفاعلين في واشنطن، وبالديبلوماسيين الأجانب في الكويت، نتاج عمل تراكمي امتد لسنوات، لاسيما أن العلاقات نافذة جديدة تفتح مزيداً من فرص تواصل المجتمع الكويتي مع العالم من حولنا.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
? لماذا الإعلان عن مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» الآن؟
الكويت دولة محورية غنية بمواردها وطاقاتها وشبابها وأفكارها، وصدقني الكويت لا ينقصها مؤيدون للنظام فهم كثُر، ولا تنقصها أصوات مناوئة للسلطة، فهامش الحريات الموجود لدينا يسمح لأعلى الأصوات وأكثرها حدة أن تظهر وتجد متنفساً لها، لكن في ظني ما ينقصنا هو تدعيم صوت الوسط، وإيجاد منابر للمناقشة وطرح الأفكار والتواصل مع مفكرين من الداخل والخارج لتبادل الرؤى والاطروحات، وهذا تحديدا هو الدور الذي يسعى مركز ريكونسنس للقيام به، نحن نسعى لدعم «القوة الناعمة» الكويتية من خلال إقامة الندوات واللقاءات، واستضافة شخصيات دولية فاعلة، ليس فقط للاستماع لهم، ولكن أيضاً لشرح مواقفنا وانحيازاتنا المختلفة لهم، اضافة الى استقبالنا لموضوعات وأفكار من عموم المهتمين والمختصين والسعي لإقامة حوار مجتمعي بناء حولها.
? كان يمكنك أن تعمل مع الحكومة من خلال مؤسساتها، لماذا تأسيس مركز خاص؟
المجتمع المدني لديه حرية أكبر في التعامل والمناقشة مع القضايا المختلفة، وهو دور بطبيعته مكمل للنظام وليس خصماً له، وهذا ما أؤمن به، فالقوة الناعمة - كما ذكرت - تحتاج لمزيد من الديناميكية والتفاعل الحيوي في المناقشات، لكن المؤسسات الرسمية بحكم تركيبتها المرتبية وكثرة الانشغالات والمسؤوليات قد لا تتمكن من القيام به. فالمجتمع المدني في ظني يستطيع مد جسور التواصل مع الآخر في شتى عواصم الأرض، سواء واشنطن أو غيرها، لعرض وشرح مواقفنا لهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة المتكونة لديهم، وأيضاً الاستماع إليهم ولأفكارهم وربما نصائحهم أحيانا، فبهذه النقاشات والفعاليات وتبادل الرؤى تتقدم الأمم.
? ألا تخشى أن يُقلق البعض الحضور الديبلوماسي الغربي المكثف لندواتكم إلى جانب الديبلوماسيين العرب لنشاطكم؟
إطلاقاً، نحن لم نأت لنزاحم أحداً، لأنه فعلاً لا يوجد من نزاحمه، نحن مجتمع مدني لسنا حزباً ولا تكتلاً سياسياً يسعى لتحقيق مكاسب انتخابية، بالعكس كما قلت وأكرر، للمجتمع المدني دور مهم ومكمل لابد من تفعيله، أما عن علاقتنا الطيبة بفضل الله بالفاعلين في واشنطن، وبالديبلوماسيين الاجانب هنا في الكويت، فهذا نتاج عمل تراكمي امتد لسنوات، ثانياً وهو الأهم هذه العلاقات نافذة جديدة تفتح مزيداً من فرص تواصل المجتمع الكويتي مع العالم من حولنا.
? هل هناك فعاليات جديدة ينتظر أن يقوم بها المركز قريباً؟
في يناير 2020 سننظم ورشة عمل ومعرضاً فنياً لرسامين كويتيين، بالتعاون مع السفارة الأميركية، وبعض المؤسسات الحكومية ذات الصلة. فالهدف ليس فقط إقامة المعرض بل مساعدة المُبدعين الكويتيين في تسجيل حقوق أعمالهم الفنية، بالتنسيق مع جهاز حماية الملكية الفكرية الأميركية، حفاظاً على حقوقهم، فضلاً عن تسهيل إشراكهم بالمعارض الفنية في أميركا مستقبلاً. فنحن نؤمن بأن الفن يعكس جوهر وقيم وفكر المجتمع، والسعي لإبرازه وتوثيقه، فضلا عن حماية إبداعات أبناء وطننا عالمياً، وهذا من صلب القوة الناعمة الكويتية التي حدثتك عنها، والتي نعمل على تدعيمها بشتى السبل.
? ختاماً ما طموحك كرئيس لمركز «ريكونسنس»؟
أتمنى أن يأتي اليوم الذي ندرك فيه ككويتيين أن الجلوس حول طاولة لمناقشة قضايانا مع مفكرين ومختصين من الكويت والعالم، سيمنع آخرين من الجلوس حول نفس الطاولة للبحث عن سبل متطرفة وعنيفة لحل الأزمات التي تصيب بلادنا.
أتمنى أن يأتي اليوم سريعاً الذي يدرك فيه الجميع أن الحوار المستمر بعقلانية هو ضربة استباقية للمصائب، وأن علينا التعامل مع الحكومة بحد أقصى كأخ مقصّر والسعي لتحقيق إصلاحات تعتمد على الواقع والمتاح، حتى لا نعطي مجالاً أكبر لمن يصنف الحكومة كخصم لابد من إقصائه ومعاقبته، من خلال تكتلات التنظير التي تسعى «وإن صدُقت نواياها» للإصلاح من خلال تأجيج الشارع وشحن الشباب وغيرها من سُبُل ضغط سلبية. فالإصلاح لا يحتاج فقط لصبر ونفس طويل وطولة بال، فالأهم من ذلك هو أن نعي ان هناك مصلحين مخلصين في كل جانب... في الحكومة وفي الشعب.