هناك الكثير من الأشخاص الذين لديهم القناعة التامة بامتلاكهم لقدرات يصعب على بقية البشر مجرد التفكير فيها... قناعتهم بأنهم مميزون عن غيرهم راسخة جداً، وليس لديهم استعداد للتخلي عنها إلا بالقوة.
صاحبنا جاسم - أطال الله عمره وأدام ظله - لديه قناعة بأنه الأفضل لهذه المرحلة... وأبو جاسم وعمه وأخواله لديهم الشعور نفسه...!
فجاسم ليس لديه مشاكل في الأخلاق وإن كانت شرطة الآداب ألقت عليه القبض مرتين أو ثلاث من قبل... لكنه بفضل نواب منطقته استطاع أبوه أن يجعلهم يتوسطون لإخراجه... فقد توسط له النائب المستقل والنائب صاحب الفكر التقدمي والنائب الإسلامي والنائب غير الإسلامي... والنائب المدافع عن المال العام... جميعهم توسطوا لجاسم... وفعلاً تم لهم ما أرادوا... فديوانية أبوجاسم وعائلته تسيطر على الكثير من الأصوات.
أمانة جاسم لا غبار عليها... فقد عرف عنه الأمانة، رغم اختلاسه للجهة الحكومية التي يعمل بها... تم تحويله إلى النيابة.... قدمت الأوراق للنيابة ناقصة وتم إخفاء الأدلة... المهم أنه قدم إلى النيابة.... تمت تبرئة جاسم... فالنيابة بحاجة لأدلة.
الثراء بدأت معالمه على حياة جاسم بعد حكم البراءة...!
جاسم يملك شهادة عليا... عمل بها وترقى في الجهة التي يعمل بها... فاجأ الجميع يوماً بوضع حرف الدال قبل اسمه... أصبح الدكتور جاسم... جاءت الضغوط على الجهة التي يعمل بها لترقيته... بالفعل تمت ترقية جاسم... بعدها عين في جهة أخرى كانت بحاجة لمدير... عيّن جاسم مديراً لهذه الجهة وهو لا يملك أي خبرة في هذه الجهة... لكنها ديوانية عم جاسم و تأثيرها الانتخابي..... اكتشف بعدها ان جاسم لا يملك شهادة الدكتوراه... وان شهادته مزورة.... تم رفع حرف الدال من أمام اسم جاسم وبقية شهاداته لم يتحقق من صحتها... واستمر جاسم هو المدير... فهو جاسم وليس بحاجة إلى شهادة الدكتوراه.
جاسم الآن مشغول جداً... إنه يعمل بكل همة للوصول إلى الوزارة..... ولديه قناعة تامة أنه رجل المرحلة المقبلة...
جاسم بكل تواضع يردد أمام الجميع بأن الوزارة تكليف وليست تشريفاً ويبتسم ابتسامته المعهودة...!
هذا نموذج لمن ترشحهم مواقع التواصل الاجتماعي وتسوق لأسمائهم.
الله يحفظ البلد...