No Script

تجارة الكهرمان أغلى من الذهب فحجره يُباع بـ 17 ألف دينار قبل أن يُفتت إلى «خرز مسابيح»

أسعار تـ... «كهرب»

تصغير
تكبير

محمد الصالح:

الكويت رائدة إقليمياً في هذه الصناعة وحجم نشاطها 12 مليون دينار سنوياً

دعم الحكومة لتجارة الكهرب يتيح فرصاً للعمالة الوطنية ويفتح مجال التصدير  إلى دول الخليج

عبدالعزيز النفيص:

أسعار الكهرب تحدد حسب اللون ويصل سعر الغرام المميز منه إلى 40 ديناراً

قيمة الكهرب تتجلى بإمكان بيعه بعد شرائه حتى لو مرت عليه سنوات طويلة

فيما يعد غرام الكهرمان (الكهرب باللهجة المحلية) أغلى من غرام الذهب، تلقى تجارته رواجا في الكويت منذ مطلع الثمانينيات. وعلى الرغم من حالة الركود التي يشهدها السوق الآن، فإن هواة تجميع المسابيح المصنوعة من أجود أنواع الأحجار ما زالوا يمارسون شغفهم.
وتعد الكويت منبع تجارة الكهرب في المنطقة، لذلك يطالب تجار الكهرب الدولة بتنشيط هذه التجارة وتفعيلها على المستويات المحلية والخليجية والإقليمية، حيث ستخلق في حال تم ذلك فرص عمل للعمالة الوطنية من جهة، وترفع معدل تصدير منتجاتها من جهة أخرى، ما يعد مؤشراً مهماً للخطة التنموية للدولة، لا سيما أن حجم تجارته يسيل له اللعاب، حيث يباع حجر الكهرمان المميز بنحو 17 الف دينار، قبل أن يفتت ويتحول إلى خرز مسابيح يصل سعر المسباح منها إلى نحو 12 ألف دينار.
«الراي» تحدثت إلى تجار الكهرب في الكويت، للوقوف على أهمية هذه التجارة والتعرف على موقعها اليوم في الكويت ومميزاتها، فقال الخبير من مركز برودكت للاستشارات الاقتصادية محمد الصالح، إن «تجارة وصناعة الكهرمان تعتبر نشاطا اقتصاديا وتنموياً واعداً، وتنطوي على قيم مضافة وقدرات تنموية واقتصادية يمكن تحفيزها إلى المزيد من النمو والازدهار»، مبيناً أنه «بحسب استقصاءات أولية قمنا بتنفيذها من خلال استطلاع آراء اصحاب هذه المحلات من المواطنين، فقد خلصنا إلى أن الكويت تعتبر الرائدة إقليمياً في هذه الصناعة، ويقدر حجم النشاط بنحو 12 مليون دينار سنوياً».
وأضاف الصالح أن «تجارة الكهرب تتميز بوجود مكثف للعمالة الوطنية التي من الممكن زيادة عديدها متى ما تم تطوير هذا النشاط، بالإضافة إلى أنه يتم وبشكل مكثف تصدير تلك المنتجات إلى دول الخليج العربي، حيث تلاقي اهتماماً متزايداً من قبل المستهلكين، وهي أمور قد أشارت إلى أهميتها الخطة التنموية للدولة». ورأى الصالح أنه يجب أن يتم تنظيم معرض سنوي بهدف زيادة حجم المبيعات وإيجاد أسواق ومنافذ بيع جديدة إلى دول مجلس التعاون وغيرها من الدول، لافتا إلى أنه «يجب أيضاً إقامة ورش العمل والمحاضرات العلمية التي تسلط الضوء على تطبيقات لأحدث التقنيات والأجهزة والمعدات التي من شأنها رفع جودة المنتج النهائي وتقليل الهدر في المواد الخام، وإمكانية نقل وتوطين التقنيات الخاصة بتلك الصناعة محلياً، وتحفيز الابتكار».
أما عن نشر الثقافة العلمية للكهرمان، فقد أشار الصالح إلى أنه يجب تعريف المستهلك بأنواع منتجات الكهرب وطرق اختيار الأنسب منها، بغية السعي إلى تأسيس الكويت كأحد المراكز العالمية لهذا النشاط المتميز. ولخص محاور استراتيجية تطوير وتنمية اقتصاد صناعة الكهرب، في إعداد دراسة بشأن معرفة الوضع الحالي، وتحديد المعوقات والسبل الكفيلة بتنمية وتطوير تجارة وصناعة أحجار الكهرب في الكويت، وسبل نقل وتوطين التقنيات الجديدة الخاصة بتلك الصناعة وزيادة معدل المبيعات، كما رأى أن تنظيم معرض سنوي دولي للكهرب يشمل الأحجار الكريمة والأنتيك أوالعملات وبعض المنتجات التراثية كالبشوت، يعد عاملا مهما.
واقترح الصالح تطوير منطقة تركز كثافة النشاط التجاري للكهرب في الشارع الجديد وبمنطقة المباركية، وإنشاء مركز مراقبة لحماية المستهلك متخصص بالكهرب، وفحص البضائع المشتراة تحسباً لعمليات الغش أو التدليس، بالإضافة لإنشاء رابطة بترخيص من وزارة الشؤون والاستفادة من التسويق الإلكتروني لدى هيئة الصناعة.
بدوره، أكد تاجر الكهرب وصاحب حساب مزاد أسبوعي، عبدالعزيز النفيص، أن «الإقبال على تجارة وصناعة واقتناء الكهرب في الكويت موجود منذ الثمانينيات، والكويتيون يحبون المسباح بطبعهم»، مؤكداً أنه في بداية الألفية الثالثة كان سعر غرام الكهرب نصف دينار إلى دينارين تقريباً. وأضاف انه «ككل أمر يطوله عامل الزمن والتطور، ارتفعت أسعار الكهرب خاصة بعد الفرز الذي يتم حسب اللون، فهناك الليموني الفاقع، الأصفر الغامق، ويوجد ما نسميه بالحجر (المشخط) ويختلف إذا كان بالطول أو العرض، ولدينا ما يسمى بـ(المعجن) أيضا، وسعر غرام المميز منها يتراوح بين 8 إلى 40 دينارا».
ولفت النفيص إلى أنه «في العام 2008 اتجه القطريون إلى الكويت والتي تعد منبع تجارة المسابيح، وهنا بدأت الأسعار لدينا بالارتفاع، وكان الإخوة القطريون يشترون المسابيح بأسعار غالية، ولكن الأمر لم يستمر إذ حدثت الصحوة بعد ذلك ولاحظوا ارتفاع الأسعار».
وفيما يعد غرام الكهرب أغلى من غرام الذهب، أكد النفيص أن المسباح يمكن بيعه بعد شرائه حتى ولو مرت عليه سنوات طويلة، بل من الممكن بيعه بسعر أغلى من سعر الشراء في حينها، مبينا أنه «في الصيف يكثر بيع المسابيح حيث إنه موسم السفر ويريد البائع الحصول على النقود».

معلومات وأرقام

معرض على غرار «كتارا»

اقترح تاجر الكهرب وصاحب حساب مزاد أسبوعي، عبدالعزيز النفيص أن يتم عمل معرض مشابه لمعرض كتارا بقطر، مبينا أن «إيجار البوثات هناك قد تصل 45 دينارا فقط لـ3 أيام مع كافة الخدمات لبيع الكهرب، بينما في الكويت لا توجد معارض متخصصة لهذا النوع، وفي المعارض الأخرى يتم تأجير البوث ب 100 دينار لليوم الواحد».

أسعار متفاوتة

أكد النفيص أن سعر الحجر مع القشرة قبل إخراج اللب يصل غرامه إلى 3 دنانير حسب اللون والحجم، وقد يصل إلى 10 دنانير إذا كان الحجر مميزاً. وبيّن أن غرام الكهرب الأبيض في العام 2006 كان يباع بدينارين ونصف الدينار تقريبا، إلا أنه وصل العام 2010 إلى 8 دنانير، و14 ديناراً. وذكر انه كلما ازداد عمر الكهرب وأصبح قديماً، خرجت منه رائحة تشبه رائحة الليمون الأسود «اللومي».


مصدر حجر الكهرب

أشار النفيص إلى أن أبرز الدول التي تأتي منها حجار الكهرب هي المطلة على بحر البلطيق، حيث يخرج من شجر الصنوبر، ويجب أن يكون عمر الحجر ما يقارب 500 مليون عام لنصنع منه الكهرب. وأوضح أن «حجر البيبي آمبر لم يكتمل نضجه بعد، ويتراوح عمره بين مليونين و3 ملايين سنة، ولذلك لا نستطيع صناعة مسباح منه».

أسعار خيالية

أسعار أحجار الكهرب خيالية، حسب النفيص، الذي قال إن سعر الحجر المميز يصل في مزاد فاخر إلى 17 ألف دينار، وإن بعض المسابيح المميزة بيعت بـ 12 و14 ألف دينار، ولفت إلى ان الكهرب الألماني أو الهندي يعد أغلى أنواع الكهرب لقدمه وندرته، ويصل سعر غرامه إلى 45 دينارا، ومسباح ناعم منه قد يصل سعره إلى 1100 أو 1200 دينار.


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي