سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، ودّع قياديي وزارة الخارجية، وشدد على أهمية وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار في ظل المرحلة الحرجة في المنطقة... والظروف الاستثنائية تتطلب وحدة الصف وتكاتف الجهود.
سمو الرئيس بارك الله فيك ولك، ونسأل الله عز شأنه أن يهبك حسن الاختيار والبطانة الصالحة التي تعينك على إيجاد نقلة نوعية، تنتشل مؤسسات الدولة من «بعبع» الفساد? ودعني أخاطبك وبكل أريحية واحترافية كمواطن عمل في جهات عدة وشاهد عيان على التحول الدراماتيكي السلبي الذي طرأ على ترتيب الكويت في المؤشرات العالمية، وأهمها التعليم والصحة، وأظن أنه بات لزاماً أن تنظر إلى الوحدة الوطنية من نافذة عادلة، قبل أن يفسدها الفساد والمفسدون.
المرحلة الحرجة التي حرصت على التنبيه عليها في دول مجاورة، كان سببها تفشي الفساد وتعدد أشكال التجاوزات على المال العام، وتهميش دور الشرفاء الوطنيين.
نحن هنا ومنذ عقود نكتب... لا أحد يملي علينا ونكتب من قلوب محبة للوطن، ونسأل على الدوام أن يهب الله ولي الأمر البطانة الصالحة.
سمو الرئيس... ذكرنا في مقال الأحد المتطلبات المفروض توافرها في المرشح، لتولي الحقيبة الوزارية، ونعلم أن هناك ضغوطاً لـ«حط فلان» و«شيل علان»، وفق منهج المحاصصة والمحسوبية ومصالح دنيوية، هي سبب تدهور الأوضاع محلياً.
أترك لك الخيار فأنا لست في مقام تقييم اختيارك لكن في المقابل أذكرك بما هو مطلوب من الجموع التي نحرص معك على تكاتف جهودها لوحدة الصف.
التعليم والتربية لا يقبلان أنصاف الحلول أو منهج التجربة والخطأ، فأوجه الخلل معلومة لدى المختصين المخلصين الوطنيين، وهم مبعدون وغير مستأنس برأيهم.
الصحة مرت بقفزات كبيرة نحو الهاوية، والشواهد واضحة وقس عليها باقي الحقائب الوزارية.
خطأنا في النهج المتبع، لا الوجوه التي تتغير مع تغير كل وزارة.
خطأنا عدم الالتفات إلى السواد الأعظم من «الأخيار»، ممَنْ يحزنهم ضياع المال العام وانتهاك حرمته من قبل الفاسدين.
خطأنا عندما ابتلينا بداء «الواسطة»، وهو ما أخرج لنا نواب الخدمات، وهو في حد ذاته مأساة تسببت في كل ما يحصل، فلو قضينا على «الواسطة» لاستطعنا بناء الوطن ومؤسساته... وننتظر التشكيلة الوزارية المقبلة.
الزبدة:
لنأتي برجال دولة? لنعيد محاسبة أنفسنا وتغيير القيادات التي هبطت عبر البراشوت.
لنقضي على الواسطة ونحث الجموع على اختيار الأخيار من النواب «شهادة? خبرة? ثقافة? حسن سير وسلوك ومتحدث يستطيع التعبير عن نفسه ولديه برنامج إصلاحي ـ تشريعي ورقابي».
تكاتف الجهود يأتي من تغيير ثقافتنا: فهل استوعبنا ما يحصل من حولنا، أم سيظل الفساد يجرنا إلى حال لا تحمد عقباها؟... الله المستعان.
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi