حمد عبدالرحمن الكوس / طوبى لغزة وشهدائها!

تصغير
تكبير
قال تعالى: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ»، سورة آل عمران 169 - 170.
تناثرت الأشلاء وتطايرت الأعضاء... وبكت النساء والأطفال، وأنّ الرجال، واشتعلت سماء غزة بنيران المجرمين اليهود الخونة!
فبعد الجوع والمرض وبرد الشتاء القارص والحصار المجيع جاءت الطائرات والصواريخ فدكت ما بقي من أجساد خاوية أهلكها الجوع والمرض خلفت على مدى الأيام الماضية أكثر من ثلاثمئة قتيل وقرابة ألف جريح، وهجرت الناس من بيوتهم فأصبحوا يبيتون في العراء ويلتحفون السماء... وليفرح أذنابهم من أبناء الفكر المنحل الذين يشجعون اليهود ويدعون إلى إقامة الاقتصاد معهم. وبدلاً من استنكار قتل الأبرياء الذين لم يكونوا ليقاتلوا من الرجال العجزة والأطفال الرضع والنساء العزل نجدهم يلقون التهم على «حماس» وغيرها من أبناء الشعب الفلسطيني... فتباً لأناس لا تفكر إلا في مالها وتخون أمتها... فتباً لها وتعساً.

إلى أهل غزة عظم الله أجوركم، وغفر الله لموتاكم فاصبروا واحتسبوا، وموعدكم الجنة بإذن الله والله عز وجل اختار من اختار منكم من شهداء ليكون عنده في عزة ونعيم، بدلاً من العيش وسط اليهود وحظائرهم، وشهداؤكم بإذن الله فرحين بما أعده الله لكم، و«لا تحسبوه شراً لكم، بل هو خير لكم لكل امرى منهم ما اكتسب من الإثم». والله بعزته وجبروته يمهل ولا يهمل، وهو مع الصابرين ونصر الله قريب بإذن الله... ولكن إن تنصروا الله ينصركم، فقووا إيمانكم بالله وارفعوا أكف الضراعة فرحمة الله قريب من المحسنين «وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ».
يا أيها المسلمون في العالم... إن الحرب في فلسطين ضد إخواننا هي حرب عقيدة، فلابد من مجابهة أعداء الأمة بمثل ما يواجهوننا به فإن الحديد لا يفله إلا الحديد «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم». وعلينا مساعدة إخواننا بما نقدر من مال، وغذاء، ودواء، ودعاء في جوف الليل، يقول الشاعر:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لاتخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
يا أيها اليهود المقاتلون الجبناء صدق الله إذ يقول فيكم «لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ»، سورة الحشر، آية 14. وقوفكم خلف قاذفات اللهب وقتلكم النساء والأطفال والأبرياء من الشرطة المدنية والشعب المسكين الأعزل، وحصاركم لهذا الشعب المسكين ومطالبتكم المقاومات بترك المقاومة التي هي تدافع عن نفسها، هذا هو عنوان الغباء والخوف والجبن الذي طبع على جباهكم وظل يسري في دمائكم فلا تفرحوا، فشهداؤنا في الجنة إن شاء الله وقتلاكم في النار وبئس المصير.
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في غزة، اللهم اشف مرضاهم وارحم موتاهم وتقبل شهداءهم وأهلك عدوهم، يا قوي ياعزيز.
حمد عبدالرحمن الكوس
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي