الأمور تتغير... قد تكون إلى الأحسن، أو عكس ذلك...
ما تراه أنت تغييراً إلى الأفضل، يراه غيرك انحداراً وتخبطاً إلى الأسوأ...
لا مقياس موحداً لنظرة البشر إلى الأمور... ولن تكون هناك نظرة موحدة، لأن البشر مهما تقاربوا في بعض الأمور فإنهم يتباعدون في قضايا أخرى... وإن اجمعوا اليوم على أمر فإنهم في الغد سيختلفون... يرددون: إن الاختلاف لا يفسد للود قضية... يرددونها وابتسامتهم الصفراء لا تفارقهم...!
المناصب تختلف... فهناك الرئيس وهناك نائب الرئيس...
إن العمل كنائب للرئيس يعتبر من أفضل المناصب في رأي العديد... فالرئيس هو الملام على غالبية القرارات وهو - بالطبع - مَن توجه له الانتقادات حتى إن أبدع... فالانتقاد من صفات البشر... حتى إن نجح الرئيس في أمر وأبدع فهو يجب ألا ينتظر المديح لأن ما نجح به هو عمله... فقد أدى عمله فلماذا هو ينتظر المديح... ولنا في الرياضة أفضل مثال... إن فاز الفريق كوفئ اللاعبون... وإن خسر الفريق طرد المدرب...!
أما نائب الرئيس فلديه حماية من الرئيس... ومعظم القرارات التي يصدرها تكون بتوقيع وموافقة الرئيس... إذاً مهما كانت أعماله ناجحة أو فاشلة، فإن الرئيس هو في الغالب من سيواجه الأمر بحلوه ومره.
لذلك هناك بعض الشخصيات التي ليس لديها أي دافع بالقبول بمنصب الرئيس، لمعرفتها التامة بمخاطر هذا المنصب وكلفته النفسية العالية على صحة من يقبل به... فمهما كانت مزايا هذا المنصب، فإن ضرره على صحة ونفسية صاحبه لا أحد ينكره. الغالبية تبارك لمن وافق على قبول منصب الرئيس، وهي تعلم بكل ما سبق وتعلم بالكلفة العالية على صحته ونفسيته وعائلته الصغيرة... تبارك له اليوم وهي تنتظر الغد لتبدأ الانتقاد الجارح... فالغالبية تجيد الانتقاد وليس لديها المقدرة على طرح الحلول، أو العمل لإيجاد الحلول.