متحدثو ندوة «العلوم الإدارية» برعاية «سيتي باص» أشاروا إلى التأثير السلبي لقيادة السيارات على المجتمع
«كويت كوميوت» مبادرة لزيادة الوعي بأهمية النقل العام
جاسم العوضي:لابد من تطوير الوسائل واستخدام النقل الجماعي
محمد الصقر: في المدن المتطورة يستعمل الغني وسائل النقل العام
صالح الياسين: النقل العام ليس رفاهية بل خدمة ضرورية على الحكومة توفيرها كالتعليم والصحة
سليمان الجسار: ضرورة إجبار الناس على استخدام الباصات لأن السيارات لن تتحملها الشوارع
منصور الشمري: الإدارة العامة للمرور تشجع على استخدام وسائل النقل الجماعي للمواطنين
أكد المدير العام لمبادرة «كويت كوميوت» جاسم العوضي، أن المبادرة اجتماعية تعمل على زيادة الوعي عن نظام النقل العام والحالة المرورية في الكويت، لافتاً الى أن قيادة السيارات أصبحت تؤثر سلباً على المجتمع، ولابد من تطوير وسائل النقل العام واستخدام وسائل النقل الجماعي من باصات وقطارات وغيرها.
وفي ندوة رابطة طلبة كلية العلوم الادارية التي اقيمت تحت رعاية شركة «ستي باص» عن «مبادرة كويت كوميوت» على مسرح الكلية في حرم الجامعة بالشدادية أمس، بمشاركة وزارة الداخلية وعدد من جهات الدولة المختصة بالنقل، قال العوضي إن «تجربتي في استخدام وسائل النقل العام كانت مقبولة إلى حد ما، فنحن نستخدم النقل الجماعي في الخارج ولا نستخدمه في الكويت، وقد قابلت مسؤولين حول هذا الامر، وكان تفاعلهم جيدا، ولديهم نية حقيقية لتطوير منظومة النقل العام وتعاونوا في تنظيم رحلات الباص للمواطنين وإعطاء محاضرات عن أهمية النقل العام».
وأضاف أن «كويت كوميوت مبادرة اجتماعية تعمل على زيادة الوعي عن نظام النقل العام والحالة المرورية، ونهدف الى أن نكون جزءا من حل واقعي وقابل للتطبيق لتحسين الحالة المرورية والنقل العام في الكويت، ونحن مستاؤون من تزايد الاختناقات المرورية والنظام الحالي يحتاج للتطوير». وذكر أن مهمة المبادرة تفهم نظام النقل العام الجاري وبدء حوار مجتمعي حول النقل العام في الكويت، لافتا الى أن رؤيتهم التطلع الى نظام نقل عام يناسب قيمنا في الكويت، وان النقل العام هو نظام نقل ركاب مكون من وسائل مختلفة أهمها القطارات والباصات تعمل بتجانس ويتم تنظيمه من هيئة تمثل الدولة.
من جانبه، تحدث مؤسس شركة الصقر للتطوير العقاري الاختصاصي في تطوير وتشغيل وادارة العقارات محمد الصقر، فقال إن اهمية النقل العام على مستوى المدن تكمن في أن المدن المتطورة ليست التي يشتري فيها الفقير السيارة، إنما هي التي يستعمل فيها الغني وسائل النقل العام، لافتا الى أن 2.2 مليون شخص يستقلون وسائل النقل العام المعتمد على نظام حافلات التردد السريع في مدينة بوجوتا كولومبيا، وليس بالصدفة ان كل المدن الحيوية بالعالم تراعي سبل النقل العام بالاهمية القصوى.
وذكر أن نظام النقل العام يساهم في ترشيد الانفاق على البنية التحتية وفوائد اقتصادية، بالاضافة الى تقليص وقت التنقل، موضحا ان النقل الجماعي ليس مفهوما جديدا ولكنه ناجح واكثر أمانا من قيادة السيارة، مشيرا الى أن معدل الحوادث ذات الصلة بالنقل الجماعي تحدث بمعدل اقل وبمعدل وفاة اقل من السيارة الخاصة.
بدوره أوضح الدكتور صالح الياسين ان «النقل العام خدمة اساسية ضرورية مثل التعليم والصحة وليست رفاهية، ويجب على الحكومات أن توفر نقلاً جيداً للمواطنين مشجعاً على النقل الجماعي». وذكر انه «لا توجد مدينة في العالم تتطلع الى التنمية والتطوير بدون وجود وسائل نقل حديثة متطورة بري وجوي وبحري، والموضوع عرض وطلب، والعرض يتمثل في الطاقات القصوى التي توفرها الدولة في الطرق، أما الطلب في الكويت فهو اكثر بكثير عن العرض»، لافتا الى انه وفقا لاحصائيات الادارة العامة للمرور، هناك 150 ألف سيارة جديدة سنويا تدخل نظام النقل والمرور.
وشدد الياسين على «ضرورة تغيير ثقافة المجتمع الكويتي وتشجيع المواطنين الكويتيين على استخدام النقل الجماعي، مؤكدا دور الشباب الكويتي في نشر ثقافة استخدام النقل الجماعي، مبينا أن الكثافة السكانية في الكويت عالية جدا، وبالتالي فهي مدينة مؤهلة لاستخدام النقل الجماعي».
إلى ذلك، قال أستاذ التمويل في كلية العلوم الادارية في جامعة الكويت الدكتور سليمان الجسار «حرصنا جدا على عمل الندوة حول خدمات النقل الجماعي في الكويت، لتوعية الطلبة بأنه في يوم ما لابد أن يكون في الكويت إجبار لاستخدام الباصات لان السيارات لن تتحملها الشوارع». وأضاف «هذه الندوة بادرة لتوعية الطلبة على أهمية المواصلات العامة، وكانت لي تجربة عندما كنت صغيراً كنت أركب المواصلات، ليتهيأ المجتمع لهذا المشروع»، مشيرا الى أن المجتمع الكويتي سيتجاوب لان الباصات الان نظيفة وفيها شبكة انترنت.
بدوره، قال رئيس قسم تصاريح المرور في وزارة الداخلية منصور الشمري، ان وزارة الداخلية وجميع وزارات الخدمات في الكويت، لا تألو جهدا في تسهيل التنقل للمركبات والنقل العام وغيرها، والادارة العامة للمرور تشجع على استخدام وسائل النقل الجماعي للمواطنين، وعلى سبيل المثال في جامعة الكويت سبق ان تم عمل النقل الجماعي في كليات الجامعة، ونشجع هذا المسلك في جامعة الشدادية وهيئة التعليم التطبيقي ومدارس التعليم العام.
قضايا
النقل العام في الكويت
بيّن مدير مبادرة «كويت كوميوت» جاسم العوضي أن تاريخ النقل العام في الكويت بدأ منذ انشاء شركة المواصلات الكويتية العام 1962 حتى دخول شركة سيتي باص في 2003 بعد استحواذها على شركة كانت لديها رخصة النقل العام، وتبعتها شركة اخرى في سنة 2006، مشيرا الى ان شركة النقل العام الكويتية تأسست للقيام بجميع عمليات النقل الجماعي البري داخل وخارج الكويت، والنقل الجماعي البحري بين الجزر الكويتية، لافتا الى ان رسالة الهيئة العامة للاستثمار تحقيق عائد على الاستثمار طويل المدى للاحتياطات المالية التي كلفت الكويت الهيئة باستثمارها، بغرض توفير مصدر ايراد بديل للايرادات النفطية، مما يعزز من قدرة الاجيال الكويتية القادمة على مواجهة متغيرات المستقبل بقدر عال من الثقة.
نسبة استخدام الباصات منخفضة
قال العوضي إن المشكلة تتمثل في انه لا يمكن الجمع بين المردود الاستثماري مع النقل الجماعي، حيث ليس هناك منافع مشتركة وينتج عنه جمود في الاعمال وتردي الخدمات واهدار الاموال، ما لم يتم اصلاح الخلل، موضحاً أن نسبة ركوب الباصات في الكويت انخفضت من 5 في المئة في 2006 الى 2 في المئة في 2016.
فوائد النقل العام
أشار مؤسس شركة الصقر للتطوير العقاري الاختصاصي في تطوير وتشغيل وادارة العقارات محمد الصقر، إلى أن نظام النقل العام له فوائد تشمل تقليص الاختناقات المرورية، حيث يقلل النقل العام العبء على الطريق ويزيد انسيابية المرور، بالاضافة الى ان النقل الجماعي يشجع العادات الصحية فهو يشجع على اسلوب حياة اكثر صحة، حيث ان الاشخاص الذين يستغلون وسائل النقل الجماعي يحصلون على اكثر من 3 اضعاف مقدار النشاط البدني يوميا من المشي من والى المحطات، لافتا الى ان النقل العام له فوائد بيئية.
توسيع الطرق... سلبي
أفاد الدكتور صالح الياسين أن تسهيل وتوسيع الطرق يجعل الناس تتمسك بقيادة السيارات وتبعد عن النقل الجماعي، مؤكداً ضرورة إيجاد حلول لتقليل الازدحام المروري ومنها النقل الجماعي المتطور، مع اتخاذ اجراءات بتخفيف عدد السيارات، مبينا ان 90 في المئة من التلوث الجوي في الكويت يأتي من ثاني أُكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات، وان الازدحام المروري يؤدي الى هدر وقت الاشخاص.