وجع الحروف

فقط... أدر ظهرك!

تصغير
تكبير

سُئل حكيم ذات مرة: ما هو أجمل شيء قد رأيته... فقال: لم أر أجمل من شخص رأى جميع عيوبي، وما زال يحبني.
نحن يجب أن نتسم بهذا الشعور... فنحن عندما نرى جميع الأخطاء في مؤسسات الدولة وانحراف سلوكيات بعض أحبتنا فنحن نحبهم ولا نكرههم، وتوجيهنا للنصيحة سواء كتابة أو قولاً ما هو إلا رغبة منا بالإصلاح، وتبقى العلاقة الشخصية محاطة بالمحبة.
ولاحظ أنه على مستوى العلاقات الإنسانية? حينما يتعمد الآخرون فهمك بطريقة خاطئة، فلا ترهق نفسك بالتبرير... فقط أدر ظهرك واستمتع بالحياة.
قرأتم أو سمعتم عما جاء في الحديث الشريف لصفوة الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك? ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك? رفعت الأقلام وجفت الصحف»... حديث يدلل على ضرورة الاستعانة بالله والسعي من باب الدين النصيحة.
أكتب هذا المقال بعد متابعتي جلسة افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة، وما أثير من قبل البعض حول ردود أفعال فهم منها «الحلطمة» و«الفساد» كجزء من الثقافة ولا مبرر لها.
أكبر خطأ أن تقيس الأمور من نافذتك الضيقة? وصعب جد أن تفهم احتياج الجموع ما لم تعش بينهم وتعاني مما يعانون كي ترسم انطباعاتك على نحو صحيح، وليس بالضرورة أن تفهم أن كل مَنْ ينتقدك هو خصم لك ولا يحبك.
الإصلاح يبدأ من فهم الذات ومحيطها الذي تتعامل معه.
الإصلاح المؤسسي يبدأ من توفير ما يطلبه عامة الشعب، وأن تنفذ المشاريع حسب الأصول المتبعة.
الإصلاح الإداري يبدأ من نبذ «الواسطة»، التي أثارت الفوضى وأن يتم اختيار الكفاءات.
ليعلم الجميع أننا نعيش حياة فضاء مفتوح، يجب أن تمنح الحرية المسؤولة للجميع وكل مَنْ يتجاوز سقفها يكون القانون له بالمرصاد.
الزبدة:
إلى هذه اللحظة نرى أن «الحلطمة» و«الفساد» نموذجان مثبتان بالمشاهدات، وما ينشر وما تذكره المؤسسات العالمية في تقارير دورية على أثرها، يحدد ترتيب الدول وخدماتها من تعليم? صحة? شفافية? وغيرها.
نحن نحبكم جميعا... قياديون ونواب وزملاء وأخوان وأخوات من أهلنا و«ربعنا»، ونعلم أن ما يصيبنا وما نحصل عليه إنما هو من نتاج تعاون بعضنا مع بعض، لكن يبقى كل هذا مما كتبه الله للإنسان.
ونعلم أننا وإن زهدنا في الحياة وجلسنا في غرفة واحدة مبتعدين عن محيطنا? فإننا لن نسلم من الناس وهذا ما ذكرته في مقال سابق معنون بـ«سرقوك... وليتك تسلم»... تحابوا وتعاونوا على فعل الخير ووجهوا النصيحة وأديروا ظهوركم للإساءة... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي