في محاضرة نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين
عبدالله السرحان: المسكوكات اللغوية... مصادرها التاريخ والطبيعة
السرحان والفيلكاوي في المحاضرة
ألقى الكاتب الدكتور عبدالله عيسى السرحان - ضمن أنشطة اللجنة الثقافية في رابطة الأدباء الكويتيين - محاضرة عنوانها «المسكوكات اللغوية في أدب ابن الخطيب». قدمها الشاعر عبدالله الفيلكاوي.
وأعطى المحاضر في بداية ورقته البحثية تعريفاً لهذه العلم الذي ظهر في بعض الدول مثل ألمانيا والاتحاد السوفياتي، على أنه حسب توصيف كوفي: «دراسة العبارات الجامدة بمستوياتها الدلالية، والتركيبية والصرفية»، موضحاً أن أغلب الدراسات تمت على بعض الوحدات في المسكوكات، وفي العربية قديماً تضمن «الأمثال»، للثعالبي والاتباع والمزاوجة، و«الألفاظ الكتابية» للهمذاني، وغيرها.
وتحدث السرحان عن المتلازمات والمتصاحبات اللفظية، والكنايات في الأمثال، والمتلازمات بالعطف، والتشبيهات، والمركبات المزجية، والمركبات الإضافية، والمنحوتات، المركبات النحوية والمتلازمات النحوية.
وأكد المحاضر أن مجالات الدراسة في هذا العلم كثيرة، ومنها الدراسات الثقافية من خلال البحث عن الأثر الثقافي أو مجالات المصدر في التراكيب الثقافية وأنواع هذه التراكيب وصورها.
وذهب المحاضر إلى أن دبروفيسكي وبيرينيان تطرقا إلى الممارسات أو الظواهر الاجتماعية الثقافي - المفاهيم الثقافية، التابو والموانع وخوارم المروءة، والإشارات والإيماءات، ومفاهيم النوع الاجتماعي، والجذاذات المادية.
بالإضافة إلى ذكره لظواهر التناص من خلال الاقتباس، والإشارات، والمجالات الدلالية المرتبطة بالمفاهيم الخرافية والرموز الثقافية.
ومن خلال البحث عن المسكوكات العربية في أدب ابن الخطيب. تناول السرحان الاقتباسات أو الرمز الثقافي، والمسكوكات الثنائية، والإيماءات والثقافة المادية والمجالات الخرافية.
وفي نتائج بحثه توصل سرحان إلى أن المتلازمات اللفظية والمتلازمات بالعطف والكنايات، وأفعال الكلام، والأمثال، وبعض الكليشيهات هي أكثر المسكوكات انتشارا. وأن المسكوكات مصادرها التاريخ، والطبيعة، والثقافة المادية، والعادات والممارسات، والدين الإسلامي.
وقال: «كانت المفاهيم الثقافية صاحبة نصيب الأسد، رغم مخالفة بعض هذه الثقافات لواقع الأندلس، وقضية اللون والعمامة، وجاء هذا لتأصل الثقافة العربية المشرقية في البنية الأدبية المعرفية... وسنجد هذا في المسكوكات المحفزة للمجال الدلالي للطبيعة في الجزيرة العربية».
وأضاف: «الظاهرة الثقافية الأخرى الأكثر انتشاراً هي الاقتباسات، من الشعر، والقرآن الكريم والحديث، والإشارات إلى التاريخ. كذلك ظهر الرمز الثقافي في المسكوكات الثنائية وذات الإشارة للشخوص».
وأكد السرحان أن الثقافة المشرقية كانت طاغية على ما عداها من الثقافات، فبعد سبعمئة سنة لم تتشكل «فريزيمات» من الثقافة الأندلسية على مستوى الأدب إلا بالأسماء والألقاب.
وبالنسبة لمستوى الثبات وتأثره، أوضح المحاضر أن الاقتباسات إن حوت كلمات دلالية، وأرقاماً، وأسماء (رموزاً ثقافية) متواصلة مع الإشارة التاريخية، فسيؤدي الى ثبوت تام للمعنى.
فيما تطرق السرحان إلى أفعال الكلام المتحفزة دلالياً بالنصوص الدينية، وهي عكس الاقتباسات المباشرة، التي تبدي ثباتًا تماماً، معللاً ذلك إلى الغياب شبه التام للمعنى السطحي.