افتتح معرضه بدر الدويش في قاعة الفنون
عبدالمعين صالح... استنطق البرونز فنيّاً
يعتمد الفنان التشكيلي عبدالمعين صالح في أعماله الفنية على رؤية جمالية، تسير في طرقات إنسانية مفعمة بالحيوية والحركة، وذلك وفق تصورات رمزية تنبني أفكارها على أسس فنية متقنة ومتفاعلة مع الإنسان في مختلف حالاته واحواله.
ومن ثم جاء معرضه منسجماً مع هذه الرؤية، التي اتخذها صالح كمسار محدد لمختلف أعماله، والذي افتتحه الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش في قاعة الفنون في ضاحية عبدالله السالم، في حضور نخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور المتابع للحركة التشكيلية وخصوصاً النحت، كما قام بزيارته سفير جمهورية مصر العربية في الكويت طارق القوني والسيدة حرمه.
والمعرض أعطى له صاحبه عنواناً شاملاً مفاده «حالات حب»، هذا العنوان الذي يلخص ما احتواه المعرض من منحوتات متناغمة مع الواقع في أشكاله المتواصلة مع الرمز والتجريد، إلى جانب الاسترسال في تعميق الافكار بقدر كبير من المضامين والتداعيات الحسية ذات الطابع الإنساني الجذاب.
واتخذ الفنان من البرونز الذي يتمتع بالصلابة والبريق الأخاذ... مادته الخام التي شكل منها مختلف أعماله في المعرض، وبالتالي استطاع بكثير من الصبر والخبرة الطويلة في تطويع هذا المعدن فيما يخدم الافكار التي أراد طرحها على الجمهور، والتي نالت استحسانه نظراً لما تضمنته من تحديات للواقع، وإبحار في مواضيع رومانسية تتعلق بالحب في اشكاله المختلفة.
ولم تكن صلابة مادة البرونز عائقاً أمام الفنان كي يروضه ويجعل منه ما يشبه عجينة لينة، شكل بها رؤاه التي تتميز بالرقة، والتحاور من المشاعر الإنسانية بكل ابعادها واتجاهاتها واشكالها.
وقالت الأمانة العامة في تعرفها بالمعرض: «يقدم الفنان الموهوب عبدالمعين صالح مجموعته النحتية والتي تتضمن 25 عملاً، باعتبارها خلاصة للمشاعر والأحوال التي يمر بها البشر خلال مراحلهم العمرية المختلفة، والتي ينطق من خلالها أحاديث آسرة، ووجدانيات سامية شكلت عبر تاريخ عريض من العلاقات البشرية ما يمكن تسميته بالتحضر السلوكي، فقد استطاع الفنان في أعمال معرض أن يفرغ المشاعر المكبوتة التي يعايشها الإنسان، وعرضها باقتدار وبشكل يثير المتلقي ويجعله يعايش الحالة ويتفاعل معها».
وأضافت: «لم ينحز صالح في أعماله إلى التكوين على حساب المحتوى، بل ربط بين الشكل والمضمون، وما يتلقاه العقل البشري، وما ينتجه من أحاسيس، وذلك في خلط متزن وواثق».
فيما قال صالح عن تجربته الفنية: «رسالتي أن أقدم أجمل ما في الحياة، رسالة تحمل كل معاني الحب، متمثلاً في أنماط كثيرة نعيشها وتعيش في داخلنا ومن حولنا، والتي يلتقطها عقلي، وتختلط بمشاعري وأحاسيسي، ثم أخرجها بعد ترتيب عناصرها بما يتوافق مع الاتزان النفسي ودراستي الأكاديمية في فن النحت، ككتلة وفراغ وسطح وخط اتزان».