مقابلة / كشف لـ «الراي» أنه جارٍ تنفيذ أعمال الفحص النافي للجهالة

العازمي: «الكيماويات البترولية» تدرس شراء حصة في مصانع بآسيا

تصغير
تكبير
  • المساهمة بشركة   تمتلك 45 في المئة  من «أس كي سي»   
  •  150 مليون دولارأرباح متوقعة عن العام الحالي 
  •   3 شراكات عالمية على الأقل بحلول 2030 
  • إنتاج 16 مليون طن سنوياً من المنتجات بإستراتيجية 2030 
  • 91 في المئة تكويت بالشركة و30 في المئة بالعقود  

لم يأتِ تركيز مؤسسة البترول في إستراتيجيتها على التوسّع في صناعة البتروكيماويات من فراغ، فهي تشكل طوق النجاة للصناعة النفطية الكويتية، باعتبار أنه يكمن فيها تسجيل الأرباح الحقيقية إذا أُحسن استغلالها وتم دعمها بالشكل المطلوب تحقيقاً للأهداف المرجوة، وما يعزز ذلك أن التقارير والدراسات العالمية تبين أن البتروكيماويات تستحوذ على أكثر من ثلث نمو الطلب العالمي على النفط حتى 2030، ونصف النمو في 2050.
وإلى ذلك، كشف الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الكيماويات البترولية والمسؤول الأول عن تنفيذ إستراتيجية التوسع البتروكيماوية المستقبلية مطلق العازمي، في مقابلة خاصة مع «الراي»، بعض خطط الشركة التوسعية، ومنها دراسة حالية لشراء حصة في مصانع قائمة للبتروكيماويات الاساسية والمتخصصة في إحدى الدول الآسيوية وجارٍ تنفيذ أعمال الفحص النافي للجهالة للاستثمار.
ولفت العازمي إلى أنه عقب توقيع اتفاقية شراء 49 في المئة من نشاط الكيماويات من شركة «SKC» الكورية تم الاتفاق على تأسيس شركة مشاركة، ليشمل نطاق أعمال البروبيلين أوكسايد والبروبيلين جليكول، ما يمنح الاستحواذ على 45 في المئة من الشركة، متوقعاً إغلاق الصفقة في الربع الاول من 2020، وذلك وفقا لشروط الإغلاق المعتادة والموافقات التنظيمية.
وأوضح أن أبرز التوجهات الاستراتيجية الدخول في 3 شراكات عالمية على الأقل بحلول 2030، والتوجه لبلوغ 16 مليون طن سنوياً من إجمالي منتجات الشركة ومشاركاتها من البتروكيماويات الاساسية بحلول 2030.
وعن الأرباح المتوقعة للشركة عن العام الحالي رجح العازمي أن يتجاوز صافي الأرباح 150 مليون دولار مقارنة بأسعار وبأرباح العام الماضي، وذلك رغم التحديات التي تواجه الصناعة بشكل عام.
وفيما يلي نص المقابلة:

• ما أبرز ملامح استراتيجية شركة صناعة الكيماويات البترولية 2040 ؟
- عند اعتماد استراتيجية شركة صناعة الكيماويات البترولية 2040 من قبل مؤسسة البترول الكويتية، تم تسليط الضوء على موضوعين رئيسيين:
أولاً: النمو في المنتجات البتروكيماوية الأساسية والوصول إلى ما لا يقل عن 16 مليون طن سنويا من إجمالي منتجات الشركة ومشاركاتها من البتروكيماويات الاساسية بحلول 2030 وذلك لتعزيز مكانتها الرائدة عالميا.
ثانيا: الدخول في صناعة البتروكيماويات المتخصصة ذات التكنولوجيا المتقدمة والمردود الاقتصادي العالي من خلال الدخول في ما لا يقل عن 3 شراكات في هذا المجال بحلول 2030.
• كيف يمكن تحقيق الإستراتيجية؟ وهل هناك آليات لتنفيذها؟
- الاستراتيجية ترتكز على 3 محاور أساسية والتي بدورها ستساهم في تحقيق أهدافها وهي كالأتي:
- الريادة في المنتجات البتروكيماوية الأساسية، حيث تسعى الشركة لتحقيق مركز عالمي مؤثر في منتجات «البولي إيثيلين والبولي بروبيلين الإيثلين جاليكول».
- الدخول في صناعة البتروكيماويات المتخصصة.
- بناء الكفاءات لدعم تطلعات النمو، وأهمها الكفاءات التشغيلية والتسويقية والتطوير والأبحاث.
• بعد انطلاق استراتيجية البتروكيماويات طويلة المدى 2040 ما أهم التحديات التي تواجه تطبيقها وكيفية التغلب عليها؟
- لعل أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه تطبيق استراتيجية الشركة تتمثل في توفير مواد اللقيم لمشاريع البتروكيماويات، لذلك نتطلع إلى الاستكشافات الجديدة للغاز، وتوفير الاراضي الصناعية المؤهلة بالخدمات الاساسية والبنية التحتية، علاوة على تكامل الأنشطة المساندة في الدولة مع خطط وطموحات قطاع البتروكيماويات.
• وهل هناك مؤشرات على تحقيق نجاح الإستراتيجية ومواجهة تحدياتها؟
- بالفعل هناك عوامل كثيرة للنجاح تدعم وتساهم في التنفيذ، ويمكن تلخيصها في عوامل داخلية تركز على تطوير كفاءة الموظفين في قطاع التسويق لزيادة نسبة البيع المباشر لمنتجات الشركة، وتطوير الكفاءة التشغيلية لموظفي الشركة. إلى جانب القيام بأبحاث متعلقة بمنتجات الشركة وكيفية تطويرها، وتدريب الموظفين بمختلف الطرق والأساليب التي تمكنهم من تنفيذ المشاريع الإستراتيجية بكفاءة عالية. كما أن هناك عوامل على مستوى القطاع النفطي تشمل قيام مؤسسة البترول بالتنسيق مع الجهات الحكومية لتوفير أراضٍ صناعية من أجل المشاريع المستقبلية للمؤسسة وشركاتها التابعة، وتوفير المواد الأولية «الإيثان» اللازمة لإقامة مشاريع البتروكيماويات في دولة الكويت ووضع سياسة واضحة لتسعير الغاز، وكذلك التعاون مع الشركات الزميلة لضمان التكامل مع نشاط التكرير قدر المستطاع.
أما بالنسبة للعوامل الخارجية، فهناك عوامل تتعلق بالتعاون مع شركاء ذوي خبرة في مجال البتروكيماويات، والبحث عن فرص استثمارية خارج الكويت بناء على توافر غاز اللقيم بأسعار تنافسية.
• إلى أين وصلتم في عملية التكويت؟ وهل لديكم خطط تطويرية في هذا الشأن؟
- بلغت النسبة من موظفي «الكيماويات البترولية» 91 في المئة، أما فيما يخص عقود المقاول «القابلة للتكويت» بلغ التكويت فيها 30 في المئة.
وهنا أود ان أشير إلى أن استراتيجية الشركة 2040 أولت اهتماماً كبيراً بموضوع تنمية العنصر البشري وذلك لدور العاملين الأساسي في تحقيق أهداف وطموحات الشركة في النمو بمجال البتروكيماويات والذي بدوره يسهم في خلق فرص وظيفية للشباب الكويتي للانخراط في أعمال الشركة داخل وخارج الكويت.
ويعد بناء الكفاءات الوطنية إحدى ركائز الإستراتيجية الثالثة لدعم تطلعات هذا النمو، وأهم هذه الكفاءات «الكفاءات التشغيلية، والكفاءات التسويقية، وكفاءات التطوير والأبحاث».
• تمكنت الشركة من تحقيق أرباح جيدة خلال العام المالي الماضي، ما الأرباح المتوقعة للعام المالي الحالي خصوصاً مع عدم تشغيل أي من المشاريع الجاري إنشاؤها حتى الآن مما يؤثر على الأرباح؟
- يواجه قطاع البتروكيماويات في الوقت الحالي تحديات في أسعار المنتجات البتروكيماوية بشكل عام، ويعد انخفاض الأسعار السبب الرئيسي لتدني أرباح الشركة المتوقعة للسنة المالية الحالية، ومع ذلك نتوقع تحقيق أرباح جيدة في السنة المالية الحالية ستتجاوز 150 مليون دولار وذلك بتضافر جهود العاملين في الشركة.
• ما آخر تطورات مشاريع البتروكيماويات التي تنفذها الشركة داخل وخارج الكويت؟
- تعمل الشركة على توسعة محفظتها من خلال مشاريع واستثمارات داخل وخارج الكويت وفق الخطة المعتمدة في استراتيجيتها 2040، وتهدف هذه المشاريع لتعزيز موقع الكويت في نشاط البتروكيماويات الأساسية والكيماويات المتخصصة والوصول إلى مكانة رائدة في هذا المجال.
• ما أبرز المشاريع الحالية سواء كانت قيد الدراسة والتنفيذ؟
- هناك مشروع الأولفينات الرابع في الكويت حيث تقوم شركة صناعة الكيماويات البترولية بدراسة مشروع لإنشاء مجمع للبتروكيماويات ذي مواصفات عالمية في منطقة الزور لإنتاج البولي بروبيلين والبولي إيثيلين والإيثانول أمين وذلك باستخدام غاز الإيثان، ويعد هذا المشروع أول مشروع لإنتاج الكيماويات المتخصصة في الكويت.
وتم الانتهاء من دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع، وجارٍ العمل على أخذ الموافقات اللازمة للمضي قدماً في البدء بمرحلة دراسة التصاميم الهندسية التفصيلية «FEED».
كما تم الاستحواذ على مصانع قائمة في جمهورية كوريا الجنوبية حيث قامت شركة صناعة الكيماويات البترولية بتوقيع اتفاقية شراء 49 في المئة من نشاط الكيماويات لشركة «أس كي سي».
وتم الاتفاق على تأسيس شركة مشاركة بين الشركتين يشمل نطاق أعمال البروبيلين أوكسايد والبروبيلين جليكول، بالإضافة إلى 45 في المئة من شركة أس كي سي إيفونك بيروكسايد الكورية.
ويتوقع إغلاق الصفقة في الربع الاول من 2020، وذلك وفقا لشروط الإغلاق المعتادة والموافقات التنظيمية.
كما استحوذت الشركة على مصانع قائمة في إحدى الدول الآسيوية تقوم شركة صناعة الكيماويات البترولية بدراسة إمكانية شراء حصة من مصانع قائمة للبتروكيماويات الاساسية والمتخصصة في إحدى الدول الآسيوية وجارٍ تنفيذ أعمال الفحص النافي للجهالة للاستثمار.
• كيف تنظرون لمستقبل الشركة في ظل التوسع المزمع لحجم أعمالها داخلياً وخارجياً؟
- تتطلع الشركة لأن تكون شركة عالمية في مجال البتروكيماويات وملتزمة بتحقيق قيمة مضافة لموارد الكويت الوطنية، وباعتبارها الذراع الرئيسية لصناعة البتروكيماويات في الكويت، فإنها تحرص على تنفيذ توجهات المؤسسة الإستراتيجية للنمو في مجال البتروكيماويات.
يعد التركيز على نشاط البتروكيماويات وإعطاؤه الأولوية من قبل مؤسسة البترول الكويتية أبرز العوامل التي تؤدي إلى ازدهار الشركة بشكل خاص والقطاع النفطي بشكل عام، نظراً لأنه يساهم بنسبة 70 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي GDP للصناعات غير النفطية لدولة الكويت، ويحقق أرباحا مستدامة لدولة الكويت، في ظل النمو المستمر في الطلب العالمي على منتجات البتروكيماويات.
• ما الفرق بين التحديات التي تواجه صناعة البتروكيماويات داخل الكويت وخارجها؟
- منطقة الخليج العربي تعتبر من أهم المناطق المنتجة والمصدرة للمواد البتروكيماوية وتمثل صناعة البتروكيماويات الخليجية جزءاً كبيراً، من قطاع البتروكيماويات العالمية إلا أنه نظراً للقيود المستقبلية في توافر المواد الأولية «الإيثان» نحو تكسير السوائل والتوسع في الصناعات اللاحقة والمنتجات في المنطقة، فمن المتوقع أن تشهد المنطقة تحولاً للصناعات المتخصصة في البتروكيماويات.

أبرز التحديات
داخلياً وعالمياً

أكد العازمي أن عدم توافر المواد الاولية «اللقيم» بكميات وأسعار تنافسية من أبرز التحديات التي تواجه الصناعة البتروكيماوية، قائلاً «نتطلع للاستكشافات الجديدة للغاز».
وأوضح أن هناك صعوبة وتعقيد في إجراءات تخصيص الأراضي الصناعية لإقامة مشاريع مستقبلية في الكويت، وكذلك عدم وجود حوافز للمستثمر الاجنبي للدخول في الصناعات التحويلية داخل الكويت.
أما على مستوى التحديات عالمياً قال العازمي إن صناعة البتروكيماويات تواجه تحديات أهمها أولاً، تباطؤ النمو العالمي وتأثيره المباشر على أسواق النفط، والبتروكيماويات من حيث الاستهلاك والاسعار، وثانيا، التغيير في القدرة التنافسية الإقليمية من حيث توافر اللقيم والقدرة على دعم الاستثمارات والمضي قدما في تنفيذها.
وأضاف أن كميات الغاز الصخري المتوقع توافرها في السنوات المقبلة، وكيفية تفاعل السوق العالمي مع زيادة القدرة الإنتاجية والتنافسية لدول أميركا الشمالية تمثلان تحدياً كبيراً لصناعة البتروكيماويات.

أخذ الموافقات

بيّن العازمي أن مشروع الأولفينات الرابع هو أول مشروع لإنتاج الكيماويات المتخصصة في الكويت، موضحاً أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع، وجارٍ العمل على أخذ الموافقات اللازمة للمضي قدماً في البدء بمرحلة دراسات التصاميم الهندسية التفصيلية «FEED».
وقال إن المشروع لإنشاء مجمع للبتروكيماويات ذي مواصفات عالمية لإنتاج البولي بروبيلين والبولي إيثيلين والإيثانول أمين وذلك باستخدام غاز الإيثان.

ارتفاع الأهداف

أفاد العازمي بأن استراتيجية 2030 تم اعتمادها في حين استراتيجية 2040 في طور الاعتماد وستشهد تطورات، متوقعاً ارتفاع الأهداف بالوصول لإنتاج 20 مليون طن من إجمالي منتجات الشركة ومشاركاتها من البتروكيماويات الاساسية مقارنة بأهداف 2030 التي تقضي بإنتاج 16 مليون طن سنوياً.
ولفت إلى أن صناعة البتروكيماويات في استراتيجية 2040 ستشهد تطوراً واعتماداً أكبر مقارنة في التكرير المباشر والتي ستخفض أهدافها في المراجعة القائمة للإستراتيجية المنتظر اعتمادها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي