«سلسلة بشرية» ربَطتْ شمال لبنان بجنوبه
السلسلة البشرية في منطقة انطلياس - ضبية (أ ف ب)
قلْباً واحداً «التحم» أكثر من 170 ألف لبناني «يداً بيد» في سلسلة بشرية غير مسبوقة ربطت الشمال بالجنوب (صور) مروراً بساحة الشهداء في العاصمة بيروت في مشهديةٍ طبعت اليوم 11 من «الثورة البيضاء» في «بلاد الأرز».
صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً شبكوا الأيدي على امتداد 171 كيلومتراً حوّلها «الثوار» صدى لانتفاضةٍ أخذوا معها «بأيديهم» رسْم مستقبلهم من فوق كل الترسيمات السياسية والطائفية والحزبية.
بالعلم اللبناني، وعليه، اجتمعوا وشكّلوا ما بدا وكأنه «الدرع البشرية» الداعمة للثورة التي بدأت تواجه «هجوماً مُعاكِساً» من ائتلاف السلطة بقيادة «حزب الله» الذي رسم خطوطاً حمراً أمام سلّة أهدافها.
«وحدتنا قوّتنا»، و«إنها رسالة سلام»، عبارتان رددّها المشارِكون في «اللوحة البشرية» التي خطفتْ الأضواء في الداخل والخارج وأرادها اللبنانيون تأكيداً على أن ما بعد 17 أكتوبر الجاري (تاريخ بدء الحراك الشعبي) لن يكون كما قبله على صعيد الواقع السياسي ولكن الأهمّ على مستوى بروز «كتلةٍ لبنانية» كسرتْ حواجز الخوف من الآخَر وصارت تخاف على الآخَر، ومعه على «الوطن الصغير» الذي لم يسبق أن شهد بداية تَشَكُّل «مواطَنةٍ» تحت رايةِ «لبناني وبس».
بالفرح ارتبطوا أمس ورَبَطوا لبنان من أقصاه إلى أقصاه مروراً بكلّ الساحاتِ التي شهدتْ تظاهراتٍ منذ انطلاقة «الثورة» وباتت بمثابة «عامياتٍ» تَعاهَدَ فيها اللبنانيون على «تحطيم الجدران» وصنْع وحدتهم الوطنية بعدما جمعتْهم «معمودية الأوجاع» وكوابيسَ قرروا تحدّيها بالأحلام.
صُوَرٌ كثيرة «غزت» وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للبنانيين وهم يشكّلون «الجسر البشري» على طول الطرق السريعة من الشمال إلى الجنوب التي وصلوا اليها سيراً على الأقدام، وبعضهم على الدراجات النارية أو الهوائية وسط حراسةٍ من الجيش والقوى الأمنية التي عمد بعضها إلى توزيع الحلوى على المحتجّين.
وفيما وَضَعَ المنظِّمون تحَرُك الأمس (يُستكمل الأسبوع المقبل بسلسلة بشرية من بيروت إلى المصنع على الحدود الشرقية مع سورية) في سياقِ رفْض «سياسات التفرقة التي تتبعها السلطة، من خلال ربْط الساحات بأصواتنا ومطالبنا وإصرارنا ووحدتنا»، فإنّ «مطالب الثورة» لم تغِب عن اليوم الماراثوني، من إسقاط الحكومة وتشكيل أخرى مصغرة من اختصاصيين إلى انتخاباتٍ نيابية مبكرة وتغيير النظام ومحاسبة الفاسدين، وهي الأهداف التي كان يتردد صداها «في اللحظة نفسها» في عواصم غربية عدة كانت «على الموجة ذاتها» في مسيرات دعْم لـ«ثورة الداخل» التي توحّدت عند اكتمال حلقات السلسلة البشرية على وقع النشيد الوطني الذي صدَحَ على امتداد الـ 171 كيلومتراً ومعه شعار «بشمالك بجنوبك بِسهلك بحبّك».