هل يكون شفتشنكو صورة متطوّرة ... عن «المعلم» ليبانوفسكي؟

No Image
تصغير
تكبير

قال المدرب «السوفياتي» الراحل فاليري لوبانوفسكي يوماً: «لتكون مدرباً، عليك أن تنسى بأنك كنت لاعباً».
وإذا اعتبرنا بأن الأوكراني أندريه شفتشنكو من تلامذة لوبانوفسكي الأوفياء، فيجدر بنا التسليم، على الأقل، بأنه سمع من معلمه «الهادئ» هكذا كلاماً عندما كان لاعباً تحت إمرته.
يقول «شيفا» الذي قاد منتخب أوكرانيا أخيراً إلى نهائيات «يورو 2020» كمدرب: «صعبة للغاية بداية العمل كمدرب بالنسبة إلى لاعب سابق. عندما تبدأ مهمة تدريبية فور نهاية مسيرتك كلاعب، ستواجه مشكلة تتمثل في صعوبة التخلص من واقعك كلاعب. لقد استلزم مني الأمر بعض الوقت للتحول إلى مدرب، وبالتالي لم تكن المسألة صعبة. بعد حصولي على شهادة التدريب، بدأت كمساعد مدرب. الفترة الانتقالية كانت سهلة. لا يمكنني أن أتصور بأني لاعب مجدداً. هذا عملي وأنا متفرغ له. اليوم أفكر كمدرب».


بدأ شفتشنكو، هادئ الطباع، مسيرته التدريبية ضمن الجهاز الفني لمدرب منتخب بلاده ميخايلو فورمنكو، قبيل «يورو 2016» في فرنسا، ويعترف بأنه استفاد كثيراً من تلك التجربة: «سعينا الى تطوير اللاعبين كي يقدموا الأداء الذي يقدمونه في الفترة الراهنة، والقائم على الاستحواذ وبناء اللعب وتقديم كرة جذابة»، ويتابع: «غيّرنا عقلية المنتخب بهدف الوصول الى حيث يمكننا تطوير النمط التكتيكي وتنفيذه في الملعب».
ويقر «شيفا» بأن «المعلم» لوبانوفسكي كان الأكثر تأثيراً عليه. هو مدرب نجح في تغيير النهج القديم في كرة القدم. خلال مسيرتي كلاعب، كان الشخص المميز، ليس كمدرب فقط. لقد حول موهبتي الى لاعب كرة قدم حقيقي. منحني الكثير من الثقة ومدّني بالملاحظات. لقد رسم مسيرتي في الملاعب.
ويتابع اللاعب الفائز سابقاً بجائزة «الكرة الذهبية»: «كان من أول المدربين الذين أوجدوا أسلوباً قائماً على العلوم. هذا ما جعله مميزاً جداً. كان عالم نفس أيضاً. ركز على ذهنية اللاعب بغية إكسابه الثقة والإيمان الذاتي. لقد خلق لاعبين منتصرين وفرقاً فائزة».
ومن المدربين الآخرين الذين تأثر بهم، ذكر: «خلال السنوات العشرين الاخيرة، كان (البرتغالي) جوزيه مورينيو واحداً من أكثر المدربين نجاحاً. لكل مدرب أسلوب بيد أن مورينيو كان ثابتاً في فلسفته ونهجه. في كرة القدم الحديثة، أعتبر نفسي معجباً بـ(الإسباني) جوسيب غوارديولا والألماني (يورغن كلوب) و(الأرجنتيني) ماوريتسيو بوكيتينو، وحتى (الارجنتيني) دييغو سيميوني. في الماضي، كان (الهولندي) يوهان كرويف مدرباً لا يُصدَّق، و(الايطالي) مارتشيلو ليبي. لقد طورت رؤيتي الخاصة وأسلوبي الخاص. بالتأكيد، لديّ خبرة طويلة كلاعب، وكل هذه الاسماء منحتني شيئاً يمكنني أن أستخدمه كمدرب، لكن هدفي يتمثل في تطوير رؤيتي الخاصة للعبة».
مهمته الاولى كمدرب لمنتخب أوكرانيا اصطدمت بالفشل في التأهل إلى مونديال 2018 في روسيا بيد أنه يقارب المسألة بإيجابية: «مجموعتنا كانت صعبة للغاية لكن الخبرة التي اكتسبها اللاعبون خلال تصفيات كأس العالم ساهمت في بناء ثقتهم وإيمانهم بالذات. بعد التصفيات، غيّرنا بعض الأمور فتحسن الفريق كثيراً».
وجاء تألق أوكرانيا في تصفيات «يورو 2020» وتأهلها إلى النهائيات متلازماً مع فوزها بلقب كأس العالم لتحت 20 عاما في يونيو 2019، ويقول شفتشنكو: «لا شك في أن ذلك التتويج شكّل اضافة إيجابية. هذا الجيل الجديد من شأنه أن يمد المنتخب الاول بعناصر جيدة في المستقبل. هذا ما ننتظره. كان التتويج باللقب العالمي نجاحاً كبيراً للبلاد ككل».
وينظر «شيفا» الى منتخبه بإيجابية كبيرة: «أعتقد بأننا فريق متوازن اليوم في ما خصّ صنع فرص التسجيل والتسجيل بحد ذاته. وهذا ينطبق على الدفاع. يبدو الفريق أكثر رجولة. اللاعبون الصغار باتوا قادة المنتخب اليوم. بعضهم تطور بشكل عجيب مع أنديتهم، سواء في إنكلترا أو إيطاليا. وهذا بالتأكيد يرتقي بثقة اللاعب».
ويرى في لاعبه أولكسندر زينتشنكو مواصفات تكتيكية فريدة تجعله قادرا على اللعب في مراكز مختلفة. وبفضل ذكائه، نراه يتنقل من مركز الى آخر، سواء مع فريقه مانشستر سيتي (انكلترا) او اكثر مع منتخبنا. اللافت انه «يقوم بتلك التنقلات من مركز الى آخر بسرعة فريدة. يتأقلم بسرعة في مركزه الجديد ويدرك فوراً ما عليه القيام به في تلك اللحظة المحددة».
بعد التأهل إلى «يورو 2020» من مجموعة ضمت البرتغال وصربيا ولوكسمبورغ وليتوانيا، يُنظر الى شفتشنكو، وهو أحد النجوم السابقين في صفوف ميلان الإيطالي، على أنه الأرضية التي منها قد تنتقل أوكرانيا نحو آفاق جديدة تتعدى مسألة المشاركة للمشاركة... لتصل الى حد المنافسة الجدية على الألقاب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي