اسبانيا تخرج الديكتاتور فرانكو من قبره: «يجب فصل الجلاد عن ضحاياه»

No Image
تصغير
تكبير

بدأت عملية نقل رفات الديكتاتور الاسباني فرانسيسكو فرانكو، اليوم الخميس، إلى مقبرة مختلفة في العاصمة مدريد وذلك احتراما لذكرى ضحايا القمع الديكتاتوري وضحايا الحرب الأهلية.
وقال مكتب رئاسة الوزراء إن عملية استخراج النعش جرت بحضور أشخاص معدودة هم وزيرة العدل المنتهية ولايتها دولوريس ديلغادو بصفتها كاتبة العدل العليا في الدولة وممثل عن الحكومة الإسبانية وطبيب شرعي وأربعة عمال تولوا مهمة رفع التابوت واثنين من أحفاد الجنرال فرانكو وذلك في غياب عدسات الكاميرات والهواتف الجوالة في داخل الكاتدرائية حرصا على خصوصية العملية.
وأوضح ان 22 فردا من عائلته هم أحفاده وعائلاتهم وفدوا اليوم إلى كاتدرائية (بايي دي لوس كاييدوس) لمتابعة عملية استخراج النعش ونقله وإعادة دفن فرانكو لاحقا في مقبرة (مينغوروبيو) بعد نحو 44 سنة على وفاته.


وتم بداية ازاحة بلاطة من الجرانيت يبلغ وزنها 1500 كيلوغرام قبل رفع التابوت الخشبي وفيه صندوق من الزنك يضم عظام الديكتاتور في عملية استغرقت نحو ساعتين ونصف الساعة علما بان الحكومة الاسبانية كانت قد جهزت تابوتين احتياطيين لتبديل التابوت الخشبي في حال كانت حالته متدهورة لكنها لم تحتج إليهما.
ونقل التلفزيون الاسباني الرسمي مراسم نقل التابوت بمروحية تابعة لسلاح الجو الاسباني إلى مقبرة (مينغوروبيو) التي تعود ملكيتها للدولة الاسبانية والتي تبعد 34 كيلومترا في رحلة ستستغرق وقتا بين 10 و15 دقيقة.
وسيتم في هذه المقبرة دفنه إلى جوار أرملته كارمن بولو التي توفيت عام 1988 علما بان تكاليف عملية النقل بلغت 63 ألف يورو منها 40 ألف يورو لصيانة وإعادة تأهيل مقبرة (مينغوروبيو) وتزويدها بالقضبان الحديدية وتركيب أجهزة استشعار الحركة وباب مصفح.
وسيكون للهيكل الذي سيوضع في القبر ثلاثة مفاتيح ستحتفظ الحكومة بواحد وهيئة التراث الاسبانية بآخر كما سيتحفظ القائمون على المقبرة بالمفتاح الثالث علما بان الحكومة الاسبانية عرضت على عائلة الديكتاتور شراءه فرفضت.
وتتم العملية وسط حراسة أمينة مشددة ولذلك لمنع تجمع المتظاهرين ومؤيدي فرانكو ومنعهم من (الصلاة على روحه) علما بان حراسة المقبرة ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتأتي عملية نقل رفات فرانكو (1939-1975) بعد نحو 44 عاما على وفاته وذلك بعدما اتفقت السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية على «فصل الجلاد عن ضحاياه» وفق تعبير نائبة رئيس الوزراء الاسباني المنتهية لايتها كارمن كالبو وإبعاده عن النصب الذي شيده «لتحدي الوقت النسيان» وفق تعبير فرانكو في المرسوم الذي أمر فيه ببداية بناء أعمال بناء الصرح فاستمر ذلك التحدي.
وكان الجنرال فرانكو يرقد في كاتدرائية (بايي دي لوس كاييدوس) أي (وادي الذين سقطوا) باللغة العربية، وهو عبارة عن نصب تذكاري أمر فرانكو ببنائه في بلدية (سان لورينزو ديل الاسكوريال) في منطقة (مدريد) ويضم أكثر من 33 ألف قبر من ضحايا الدكتاتورية وممن قاتلوا في الحرب الاهلية من الطرفين.
ودفن فرانكو في 23 نوفمبر عام 1975 مع كل مراسم الشرف والأوسمة وبحضور الملك خوان كارلوس الأول لكن مراسم نقله إلى مقبرة (مينغوروبيو) اليوم تتم في أجواء مختلفة تماما تهيمن عليها «الرصانة والاحترام» من دون أي مراسم شرف.
وفي 24 سبتمبر الماضي أيدت المحكمة العليا قرار الحكومة بإخراج رفات الديكتاتور فرانكو بعدما أجمع قضاة المحكمة على رفض الطعون التي تقدمت بها أسرته ورفضهم أيضا طلبها بنقل رفاته إلى (كاتدرائية المودينا) التي تضم واحدة من أهم المقابر في قلب العاصمة مدريد.
ويطوي استخراج رفات فرانكو من مكانه اليوم صفحة أكبر رموز الديكتاتورية في يوم تاريخي حيث لطالما أثار وجود فرانكو في المكان نفسه إلى جانب ضحايا الديكتاتورية العسكرية ألما في شرائح واسعة من الشعب الاسباني كما ان إسبانيا لن تواصل مسيرتها الديموقراطية وهي تصون صرحا لديكتاتور وتدفع الملايين سنويا لصيانة هذا الصرح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي