الكويتيون العائدون من بيروت: خميسنا كان أسود
- السفير القناعي لـ «الراي»:
- 300 مواطن غادروا بسلام بمساعدة الجيش اللبناني
- - شكلنا خلية أزمة تعمل على مدار الساعة
- يعقوب أبل: الأمور مخيفة في بيروت مع تصاعد غضب المتظاهرين
- سندس جمال: السفارة ما قصرت وخرجنا إلى مطار رفيق الحريري مع الجيش
- أحمد المحري: خرجنا بصعوبة من بيروت... ما تطوف إلا بفلوس
أكد المواطنون العائدون من بيروت صعوبة الأوضاع التي عاشوها يومي الخميس والجمعة الماضيين في لبنان، مع انتشار حالة من الفوضى نتيجة التظاهرات الشعبية الواسعة وإغلاق الطرق في الكثير من المناطق، وهو ما دفعهم إلى مغادرة لبنان خوفاً من تدهور الأوضاع.
وقالوا إن الأوضاع بدأت بالتدهور ليل الخميس الفائت الذي وصفه بعضهم بـ«اليوم الأسود»، عندما خرجت احتجاجات واسعة عمد خلالها المتظاهرون إلى إغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة، «وهو ما جعلنا نشعر بالخوف والهلع واضطررنا للتواصل مع السفارة الكويتية في بيروت لتأمين خروجنا إلى المطار، وبالفعل قام المسؤولون بالواجب وتم تسهيل وصولنا إلى المطار صباح السبت بمرافقة مركبات الجيش اللبناني».
المواطنون
وعلى أرض المطار في مبنى T4، واكبت «الراي»، مساء أمس، وصول الرحلة الأولى للمواطنين الآتين من بيروت وعددهم 130، من أصل 300 سيتم نقلهم من لبنان إلى الكويت.
وقال المواطن يعقوب أبل إن «الأوضاع كانت هادئة لغاية يوم الأربعاء واشتعلت ليلة الخميس، حيث تم إشعال النيران وإضرام الحرائق في الإطارات وإغلاق الطرق من قبل المتظاهرين، وكانت الأمور مخيفة، وكنتُ لحظتها متواجداً في أحد الفنادق مقابل صخرة الروشة وسادت حالة غضب في أوساط المتظاهرين وشعرنا بخوف كبير».
وأضاف: «تواصلنا مع السفارة الكويتية في بيروت وذهبنا إلى المطار وكنا عندما نمر على الحواجز والطرق المغلقة نشعر بالخوف».
وأشار أبل إلى أن «السفارة سهّلت إجراءات خروجنا بشكل آمن مع الجيش اللبناني»، لافتاً إلى «أننا نقدّر الأوضاع والحالة الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني فهو شعب مثقف وواع».
من جانبها، قالت المواطنة سندس جمال إن «السفارة ما قصرت معنا وتواصلت معنا بشكل سريع، وخرجنا إلى مطار رفيق الحريري الدولي مع مواكب من الجيش اللبناني»، مشيدة بـ«جهود وعمل السفارة الكويتية في لبنان التي قدمت لنا التسهيلات كافة وتابعت الأوضاع أولاً بأول».
بدوره، قال المواطن أحمد المحري «كنت في منطقة الحازمية في بيروت عندما بدأت الأحداث بالتصاعد ليل الخميس وشعرنا بالتوتر بعد انطلاق التظاهرات وتصاعد حالة الفوضى».
وروى ما حدث معه قائلاً: «خرجنا بصعوبة من بيروت لأنه في أحد الطرق ما تطوف إلا بفلوس، ودفعت حتى أصل إلى المطار بعد أن استوقفتنا مجموعة من الشباب كانوا يقودون دراجات نارية وقالوا لنا (وين بدكم تروحون) فقلنا لهم المطار قالوا لنا لازم تدفعوا مصاري... ودفعنا حتى نصل إلى المطار».
وأضاف المحري إن «مسؤولي السفارة قاموا بالواجب، وخاصة الشاب بدر السعدون الذي لم يقصر معنا إلى جانب بقية العاملين في السفارة بشكل مرتب ومنظم».
من جانبها، قالت المواطنة دلال، التي كانت عائدة برفقة والدتها وشقيقتها من بيروت، إن «كل الطرق مغلقة وهناك حالة من الفوضى على الرغم من أن التظاهرات سلمية ولم يتعرض لنا أحد، وبقينا في الفندق حتى تواصلنا مع السفارة التي سهلت خروجنا إلى المطار بمعية موكب من الجيش اللبناني الذي رافقنا لحظة بلحظة إلى المطار فكل شيء كان يسير على مايرام على الرغم من وجود بعض (التسكيرات) على طريق المطار».
القناعي
وفي اتصال هاتفي مع «الراي»، قال عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي، الذي ظل متواجداً في مطار بيروت لتسهيل مغادرة المواطنين الكويتيين جواً، «غادر اليوم (أمس) 300 مواطن بسلام بمساعدة الجيش اللبناني الذي رافقهم إلى مطار رفيق الحريري، حيث غادرت الرحلة الأولى الساعة الواحدة ظهراً وعلى متنها 130 مواطناً، والرحلة الثانية غادرت الساعة الرابعة والنصف عصراً وعلى متنها أيضاً 130 مواطناً جميعهم وصلوا إلى المطار بسلام».
وأشار القناعي إلى أنه لم ترد إلى السفارة اتصالات من مواطنين آخرين لتسيير رحلات أخرى إضافية، مضيفاً «لدينا تعليمات بتسهيل مغادرة المواطنين من لبنان، ولكن إلى الآن (مساء أمس) لم تردنا اتصالات جديدة من المتواجدين في لبنان لذلك نطالبهم بالتزام الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن المظاهرات والتجمعات التي يشهدها لبنان والتواصل مع السفارة لأي استفسارات على رقم طوارئ السفارة 0096171171441».
وشكر القناعي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ووزراء الدفاع والداخلية والأشغال وجميع العاملين في السفارة، فرداً فرداً، على جهودهم المخلصة، كما نوّه بمساعدة السلطات اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية لتسهيل كل ما يلزم من إجراءات لتأمين عودة الكويتيين.
وفي تصريح لوكالة «كونا»، قال القناعي «إننا منذ اندلاع التظاهرات في لبنان تلقينا توجيهات مباشرة من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ومن نائب وزير الخارجية خالد الجارالله تتضمن حرص القيادة الكويتية على بذل كل جهد لتأمين سلامة الكويتيين الموجودين في لبنان والعمل على نقلهم إلى الكويت بأسرع وقت ممكن».
وأضاف أنه تم على الفور تشكيل خلية أزمة تعمل على مدار 24 ساعة في مبنى السفارة وفي مطار رفيق الحريري الدولي، إذ قامت بالتواصل مع المواطنين الكويتيين والتنسيق معهم، ومع القيادة في الكويت لتأمين طائرات لنقلهم إلى البلاد.