محمد الوشيحي / آمال / استعدادا للهبوط والإقلاع

تصغير
تكبير
الشيخ أحمد الفهد هو السبب في كل ما يحصل لسمو رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد... أحمد الفهد هو السبب في كل علامات الاستفهام والتعجب المتناثرة حول مصروفات مكتب الرئيس المحمد. وهو السبب في رفض الرئيس ونائبه الأول الظهور في وسائل الإعلام للإجابة عن أسئلة الناس واستفساراتهم، كما يفعل غيرهما من الرؤساء ونوابهم في العالم. وهو، أي الفهد، الذي أدخل الفالي وفتنته إلى البلاد وتسبب في استجواب الرئيس. وهو الذي أمر سيد عدنان عبد الصمد وصحبه بإقامة التأبين للمقبور عماد مغنية! والفهد هو الذي اختار رجال الدولة العباقرة وزراء في حكومة المحمد، من مستوى الوزير السابق العظيم عبد الهادي الصالح وآخرين.
طبعا هذا بالإضافة إلى أن أحمد الفهد، سامحه الله ورعاه، هو المتسبب في مخالفة المصفاة الرابعة للشروط الإجرائية، وهو الذي أمر التكتل الشعبي بالتصعيد والتهديد بالمساءلة. وكان الشيخ أحمد قد أرسل مساعده سعود بو حمد للزعيم أحمد السعدون محملا بـ«شيك»، قيمة الاستجواب، فاعترض السعدون وصرخ في وجه سعود بو حمد: «التعامل معنا بالكاش، بحسب مبادئ التكتل الشعبي». فارتعدت فرائص بو حمد وبرر الشيك بأنه لزوم المصاريف الدراسية وتوجه مباشرة إلى أقرب بنك وسحب مبلغ ألف وستمئة واثنين واربعين دينارا وسلمها لمسلم البراك كاش، دفعة أولى، عن المحور الأول، ووعده بمثلها عن المحورين الآخرين. والبراك هو المسؤول المالي في الشعبي، وهو المعني بالرشاوى ما ظهر منها وما بطن.
لكن سمو رئيس الحكومة استطاع بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة التخلص من المصفاة الرابعة، حفاظا على الأموال العامة، فضاعت الدفعة الأولى من المبلغ على الفهد، ولم يستطع استرجاعها من «الشعبي»، كما ينص العقد. واتجه الرئيس بعد ذلك إلى مشروع آخر، وتعاقد مع شركة «داو كيميكال»، فسنحت فرصة الانتقام للفهد، فوثب عليها وطلب من «الشعبي» اصدار بيان، في التو واللحظة، يهدد فيه بالمساءلة، فلبّى الشعبي طلب الفهد بسرعة باعتباره عميلا مميزا وزبونا دائما. وكل سنة وأنت طيب.

وبعيدا عن الخزعبلات المذكورة أعلاه، سيداتي سادتي، إليكم ما سيحصل في غضون الفترة القصيرة المقبلة ... سيتم تشكيل الحكومة بما خف وزنه ورخص ثمنه، وستصر الحكومة تلك على مشروع الدّاو، وسيتقدم النواب باستجواب الرئيس، وسيرفض الصعود على المنصة، ويطلب الحل غير الدستوري، وسيحتقن البلد ويعلو دخان المشاكل، وبعد أشهر سيعود الدستور من جديد نافضا التراب عن ثيابه، لترتسم الابتسامات على الشفاه، وسيقيم الرئيس ناصر المحمد مباراة اعتزاله، وستتغير الوجوه في الحكومة، ليبدأ موسم حصاد الفواكه ... فاربطوا الأحزمة استعدادا للهبوط الموقت والإقلاع من جديد.
محمد الوشيحي
alwashi7i@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي