حافظة الكلام
التسامح... والعفو
نحتاج في هذا الزمن، الذي كثرت فيه العداوات وقلّ التسامح، أن نكون أكثر تصالحاً وحباً للذين من حولنا، من دون النظر إلى الشكل أو الانتماء أو الهوية، لأننا في هذه الحياة بشر نتجاور في الأفراح والأتراح، يقول الله عز وجل: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، فكيف لنا أن نضع الحدود ونتباهى بما لا يقبل التباهي به الله عز وجل ، وأن نعادي ونتصارع، في حين أننا من أصل واحد.
فمن المفترض أن نقوي الصلات الإنسانية بعضنا ببعض، وأن يكون الحق هو لسان حالنا، بعيداً عن الرياء والبغضاء، يقول الإمام علي (عليه السلام): «لا تَكُفُّوا عَن مَقالَةٍ بِحَقٍّ، أو مَشورَةٍ بِعَدلٍ».
كما يجب أن يكون العفو من أهم الصفات التي تتحلى بها أنفسنا، فلا نتجبر في ردود أفعالنا تجاه مَنْ أساء إلينا، وألا يكون انتقامنا بشعاً غير متناسب مع ما طالنا من ظلم، وإنه من الافضل والأقرب إلى ديننا الإسلامي أن نتسامح ونصفح، فالإمام الصادق عليه السلام يقول: «إنّا أهل بيت مروّتنا العفو عمن ظلمنا».
ويكفينا قول الله عز وجل:«وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» ، وقوله تعالى: ?وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ?.
نعم نحن بحاجة إلى أن نعلم أولادنا - خصوصاً الشباب منهم - معنى التسامح، وما يمثله في ديننا الإسلامي من قيم ومبادئ، فيكفي ما نراه في الشوارع من مظاهر التعصب والبغضاء، لدرجة أن «خزة عين» قد تتسبب في إراقة الدماء، والصراع على موقف سيارة قد يؤدي إلى صراع يصل إلى إحداث الإصابات.
إننا نشاهد الكثير من المظاهر السلبية، التي يجب أن نواجهها من خلال ما يتميز به ديننا من مفاهيم تدعو إلى الحب والسلام، ونبذ العنف والتعصب، وإرهاب الآمنين.
ونحمد الله أننا في بلدنا الحبيب الكويت، مجتمع جُبل على التسامح والحب منذ القدم، وهذا ما يؤكد عليه الاستقرار والأمان الذي ننعم به، واللُحمة الواحدة، وذلك بفضل من خلال قيادتها الحكيمة.
* كاتب كويتي