تشريعات جديدة للحد من «الحسابات الوهمية» ... الواقع يفرضها لحماية المجتمع

كشفت رئيس الجمعية الكويتية لأمن المعلومات الدكتورة صفاء زمان، أن العديد من الدراسات والأبحاث العالمية أثبتت ملايين الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه «وفق تقديرات بعض الأبحاث فإن عدد الحسابات الوهمية على تويتر هي 200 مليون حساب وان نسبة مستخدمي تويتر الحقيقيين لم تتجاوز 40 في المئة من العدد الإجمالي للمستخدمين في تويتر حول العالم».
وفي ندوة «الحسابات الوهمية... ضرورة التشريع وأحقية المراقبة» التي نظمتها جمعية الخريجين، مساء اول من أمس، أكدت زمان أهمية نشر الوعي بين جميع فئات المجتمع، والعمل لجعل السلوك الصحيح جزءاً من المعاملات اليومية، مطالبة بإعادة صياغة التشريعات المطروحة لأن منذ انطلاقتها عام 2016 حتى الآن صارت هناك طفرات تقنية كثيرة، ما يجعلنا نحتاج الى إعادة صياغة تشريعات للحد من الحسابات الوهمية، وأن «بعض القوانين اثبتت فشلها في ما يخص الحسابات الوهمية».
وعن أبرز ملامح الحسابات الوهمية، أوضحت زمان أنه «لمعرفة علامات الحسابات الوهمية من خلال تكرار الأشياء نفسها مع الافراط في عدد التغريدات، بحيث يمكن ان نستبعد ان يكون هناك شخص حقيقي قام بهذا الدور، مع وجود تضاد بين اسم المعرف ورابط الحساب»، مشيرة الى ان «الاسم ليس له علاقة بعنوان URL، كما ان صاحب الحساب الوهمي لا يضع صورة، ويلاحظ وجود فرق كبير بين عدد المتابع والمتابعين، كما أن تواريخ المواضيع التي يتم نشرها تكون قريبة جدا». ولفتت إلى أن «هناك بعض المواقع التي تساعد على كشف الحسابات الوهمية التي من الممكن ان يكون وراءها اشخاص او برمجيات».

وتطرقت زمان إلى طرق الاختراقات، مبينة أنها «تتمثل في البرمجيات الخبيثة ومسح الشبكة والتعرض للبيانات اثناء انتقالها وكسر الرقم السري والبحث عن الثغرات في الأنظمة والهندسة الاجتماعية»، موجهة نصيحة بتجاهل الرسائل المشكوك في مصدرها وعدم الرد على مثل هذه التغريدات وإبلاغ الجهات الأمنية عن تلك الحسابات وحظر الحسابات المسيئة وتحذير الآخرين من تلك الحسابات.
وذكرت أن «83 مليون حساب فيسبوك مزيفة، وانه وفق تقديرات بعض الأبحاث فإن عدد الحسابات الوهمية على تويتر هي 200 مليون حساب وان نسبة مستخدمي تويتر الحقيقيين لم تتجاوز 40 في المئة من العدد الإجمالي للمستخدمين في تويتر حول العالم»، مشيرة إلى أن «دراسة أميركية كشفت عن ان الروبوتات تشغل ما نسبته 15 في المئة من حسابات المغردين في تويتر البالغ عددها نحو 350 مليون حساب فعال».
ولفتت إلى أن «شركة Ghost Data قدرت النسبة المئوية لمستخدمي انستغرام الذين هم عبارة عن حسابات وهمية ارتفعت الى 9.5 في المئة عام 2018 بعد ان كانت 7.9 في المئة في عام 2015، كما وجدت الشركة ان معظمها من برامج الروبوت». وأشارت إلى أن «هناك طرقا للتحقق من صحة الحسابات او المواقع مثل توثيق الحساب وظهور ايقونات زرقاء وعلامة صح بجوار اسم الحساب وتغيير مستمر في عدد المتابعين وفي الحساب»، لافتة إلى أنه «في الكويت يوجد قصور تشريعي لعدم السيطرة على المحتوى المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي».
ونبهت زمان مستخدمي مواقع التواصل إلى الانتباه لبعض الأمور المهمة مثال جملة «حسبي الله ونعم الوكيل» قد تجرم لأنها فيها اتهام ضمني بالظلم، فمن الممكن استغلال ضعاف النفوس لمثل هذه الأمور، كان يقومون بنشر بعض الصور المثيرة حتى يقوم المتابعون بالتعليقات وذلك بهدف كسب الأموال.
بدوره، قال المحامي أحمد مبارك المطوع، إن قانون الجرائم الالكترونية 9/‏ 2001 الخاص بالحد من الحسابات الوهمية تم تعديله الى القانون 40/‏ 2007، ثم تم تعديله الى القانون 63/‏ 2015، مشيرا الى أن المشرع الكويتي وضع 10 تصرفات في حال تم تجاوزها عن طريق الحسابات الوهمية يتعرض الشخص الى المساءلة القانونية.
وتحدث المطوع عن كيفية تقديم شكوى للجهات المعنية في حال تعرض الشخص للاساءة، موضحا ان «هناك جهات اختصاص، منها ما يخص الادارة العامة للتحقيقات و مباحث الجرائم الالكترونية وان هناك شكاوى من اختصاص النيابة العامة». وقال إنه في حال كانت الشكوى مباشرة فإن اختصاصها يكون عن طريق مخفر المنطقة المختصة لمن تعرض للإساءة من أي حساب وهمي.
وبشأن كيفية الوصول لآلية الحسابات الوهمية، بين أن «ذلك يكون عن طريق رقم الموبايل الذي تم خلاله فتح الحساب أو الايميل أو عبر رقم الايبان الذي يوضع على كرتون الجهاز النقال أو من خلال الباسوورد»، لافتا إلى أن «المباحث تسأل الشاكي عن مدى معرفته بالشخص الذي أساء له، وتتحرى المباحث عن مصدر الحساب لمعرفة ان كان الحساب وهميا او حقيقيا».
وأضاف «هناك أكثر من آلية لمعرفة الحساب على سبيل المثال في تويتر يكون هناك حسابات مجهولة الهوية وهمية، بخلاف اذا كان الحساب لشخص معلومة هويته»، مؤكداً الحاجة لقوانين جديدة لأن الكويت والعالم في تطور مستمر في ظل وجود قصور تشريعي في ما يخص مثل هذه الأمور.