كنا شعباً واحداً، متفقي الرأي، متقاسمي الرزق، يجمعنا حب البلد، ثم أصبحنا فئتين (حضر وبدو)، وتفرقنا إلى (عرب وغير عرب)، وتقسمنا إلى (قبائل وعائلات)، وكل فئة تسعى إلى مصلحة فئتها الخاصة، أما مصلحة الوطن فتأتي في الدرجة الثانية.
كان أملنا بالاتحاد في الشباب الجامعي، ولكننا صُعقنا عندما تشكّلت قواعد كلية التربية الأساسية - التي سيُعلّم خريجوها أبناءنا القيم والمُثل - على أساس قبلي.
وعادة ما تُشكَّل القوائم على برامج عمل وطنية تخدم جميع أعضاء الجمعية العمومية التي تمثلها القائمة الناجحة، سواء كانت اجتماعية أو مهنية، أو «نفع عام»، لا على أسس قبلية أو فئوية أو طائفية، ولكن للأسف حكومتنا تتفرج، ووزير التربية صامت، كما صمت عن مدير منطقة تعليمية عيّن جميع رؤساء الأقسام في المنطقة من قبيلته، فنال هذا المدير الثناء من نائب في مجلس الأمة يحمل شهادة الدكتوراه على هذه التعيينات!